وذكرت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أن الأخيرة لا تزال تتفاوض مع عناصر "داعش" في سجن الصناعة، مؤكدة على أن التمرد الذي بدأه السجناء، يوم السبت الماضي، لم ينته، على خلاف ما أعلنت عنه "قسد" في وقت سابق.
وكان المتحدث باسم "قوات سورية الديمقراطية" كينو كبريل، قد أعلن الأحد عن السيطرة على الوضع داخل السجن بعد عصيان دام يوماً كاملاً، تلته مفاوضات مشتركة بين ممثلين عن "قسد" وقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن من جهة، وعناصر "داعش" من جهة أخرى.
وبحسب المصادر، فإن عناصر التنظيم ما زالوا يسيطرون على جميع المهاجع الداخلية في القسم الشرقي من السجن، في حين لا تزال قوات التحالف وقوات الأمن التابعة لـ"قسد" تحاصر السجن من الخارج من كافة الجهات، وتغلق الطرق المؤدية إليه أمام حركة السيارات.
وتحدثت المصادر عن قيام وفد من التحالف الدولي بمفاوضات، الليلة الماضية، مع عناصر التنظيم، تم إخبارهم خلالها بأن التحالف أوعز لـ"قسد" بالبدء بإنشاء قاعة من أجل إقامة محاكمة فيها للعناصر، من قبل محكمة دولية، وليس من قبل "قسد".
وبحسب المصادر ذاتها، فإن عملية التمرد في السجن، وفقاً لما قاله عناصر "داعش"، هي من أجل محاكمتهم ومن أجل تحسين الواقع الغذائي والصحي داخل المعتقل، وليس من أجل الهروب من السجن.
وذكرت المصادر أن السجناء يعانون من الاكتظاظ في المهاجع، والكثير منها ينام فيها المحتجزون على الأرض، وهم يطالبون "قسد" بتحسين هذا الواقع.
وأكدت المصادر أن سجن الحسكة يضم في هذه المهاجع "العناصر العاديين" فقط من تنظيم "داعش"، بينما قام التحالف الدولي، سابقاً، باحتجاز من يعدون من القادة الخطرين في صفوف التنظيم، في سجون ضمن القواعد العسكرية التي أنشأها في المنطقة.
وذكرت المصادر أن التحالف اتفق مع السجناء على نقل عدد كبير منهم إلى مركز أمني آخر في المنطقة، بهدف تخفيف الضغط عن السجن، الذي يضم قرابة خمسة آلاف سجين، جميعهم من عناصر تنظيم "داعش".
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر محلية أنّ عمليات بناء القاعة، التي تحدث عنها التحالف الدولي لمحاكمة عناصر التنظيم، كانت قد بدأت، في وقت سابق، ضمن الحي الشرقي من مدينة القامشلي بريف الحسكة، وذلك بدعم كامل من التحالف الدولي ضد "داعش".
ووفق المصادر، فإن تلك المحكمة التي ستحاكم عناصر "داعش" هي مشكّلة، منذ وقت سابق، من عدة بلدان، من بينها فرنسا وألمانيا، إلا أنها اقتصرت على محاكمة عناصر "داعش" من السوريين فقط، ولم تشرع بمحاكمة بقية الجنسيات.
وكان عناصر "داعش" قد نفذوا حالات عصيان، سابقاً، انتهت بعد اقتحام "قسد" والتحالف للسجن بالقوة، ما تسبب أيضاً بسقوط قتلى وجرحى من السجناء.