اليمن: تصعيد عسكري يرافق نقاشات مجلس الأمن اليوم

31 أكتوبر 2016
توتر الوضع في اليومين الماضيين (صالح العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
قبل يوم واحد من جلسة من المقرر أن يعقدها مجلس الأمن، اليوم الإثنين، لمناقشة التطورات في اليمن، ساد التصعيد العسكري مختلف جبهات المواجهات الميدانية بين قوات الشرعية والانقلابيين، في العديد من المحافظات، بالتزامن مع موجة غارات عنيفة لمقاتلات التحالف العربي، وذلك بعد رفض الحكومة الشرعية الخطة التي تقدم بها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، كخارطة طريق لحل الأزمة في البلاد.


في هذا السياق، ذكر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، أمس الأحد، أن "خارطة الطريق التي تقدم بها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تعتبر خروجاً على المرجعيات التي تتمسك بها الشرعية ومنها قرار مجلس الأمن الدولي 2216". وأضاف أن "الحكومة تعاملت بنفس طويل من خلال مشاورات جنيف وبيل (في سويسرا) والكويت وتعاملت بإيجابية مع مخرجاتها، بينما رفضها الانقلابيون لأن الشرعية تنشد السلام العادل تحت سقف المرجعيات الدولية المتوافق عليها". وذكر " تحفّظ الشرعية على خارطة الطريق غير العادلة، كونها تعتبر خروجاً صريحاً على قرار مجلس الأمن 2216، الصادر تحت الفصل السابع، بل والتفافاً عليه وعلى المبادرة الخليجية ونسفاً لمخرجات الحوار الوطني، الذي شاركت فيها مختلف القوى السياسية اليمنية والفئات الاجتماعية والشبابية".

أما في شأن مجلس الأمن الدولي، الذي يعقد جلسة خاصة لمناقشة التطورات في اليمن، اليوم، لمناقشة التصعيد العسكري ونتائج جولة المبعوث الدولي الذي سلم قبل أسبوع خطته لوفد الانقلابيين في صنعاء وفشل بتسليمها يوم السبت الماضي للجانب الحكومي. ومن المتوقع أن يقدم ولد الشيخ إحاطة إلى المجلس بمختلف التطورات.

وكانت بريطانيا قد أعلنت منذ نحو أسبوعين أنها تقدمت بمشروع قرار لمجلس الأمن الدولي، يلزم بوقف إطلاق النار في اليمن، غير أن تسوية غامضة أدت إلى سحب المشروع، بالتزامن مع إعلان الأمم المتحدة هدنة في اليمن لمدة ثلاثة أيام. ومن غير المستبعد أن تضغط الدول الكبرى على الجانب الحكومي لقبول المبادرة الأممية، سواء من خلال التلويح بإصدار قرار يدعم الخطة، أو من خلال بيان رئاسي عن مجلس الأمن، يطلب من الأطراف المختلفة التعاون مع المبعوث الدولي وخطته التي رفضتها الحكومة.



ميدانياً، أكدت مصادر من "المقاومة الشعبية" وأخرى مقرّبة من جماعة أنصار الله (الحوثيين)، لـ"العربي الجديد"، أن "مقاتلات التحالف صعّدت ضرباتها الجوية خلال اليومين الماضيين، على نحو كان قد خفت مع الهدنة الهشة، التي أُقرت منتصف الشهر الماضي". وشملت الغارات أهدافاً متفرقة في مناطق يسيطر عليها مسلحو جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بمحافظات تعز وصنعاء ومأرب وحجة والحديدة وعمران والجوف وشبوة.

وكانت محافظة الحديدة ساحة للقصف الأبرز، حيث قُتل نحو 60 شخصاً وأصيب نحو 36 آخرين، وفقاً لإحصائيات مصادر تابعة للحوثيين، جراء غارات منتصف ليل السبت - الأحد، استهدفت مقر إدارة الأمن التي يسيطر عليها الحوثيون في مديرية الزيدية بمحافظة الحديدة، الساحلية غرب البلاد، لكنها أصابت سجناً يحتجز فيه العشرات، بمن فيهم معارضون للحوثيين. وذكر التحالف في بيان أمس، أن "طائرات التحالف قصفت مبنى أمنياً في مدينة الحديدة اليمنية كانت قوات الحوثي تستخدمه مركزاً للقيادة".

في محافظة تعز، ارتفعت وتيرة المواجهات المسلحة بين قوات الشرعية والانقلابيين في أكثر من جبهة، في جنوب المحافظة وغربها، حيث نفذ الحوثيون وحلفاؤهم محاولة تقدم في جبهة الوازعية وكثفوا قصفهم بالأسلحة الثقيلة بأكثر من جبهة في المدينة.

من جهتها، أعلنت قوات الشرعية أنه في الأيام الأخيرة تحقق تقدّم حققته بمنطقة الصلو، ونفذت مقاتلات التحالف سلسلة غارات بأوقات متفرقة هاجمت أهدافاً للانقلابيين، وسط أنباء عن تكبدهم خسائر في الأفراد والآليات، فيما وقعت ثلاث غارات على منازل في الصلو، سقط على إثرها قتلى وجرحى من المدنيين.

وبالتزامن، تواصلت المواجهات الميدانية في مديرية نِهم، شرقي صنعاء، حيث تدور معارك عنيفة تحاول قوات الجيش اليمني و"المقاومة" التقدم من خلالها باتجاه العاصمة، الأمر الذي يسعى الحوثيون والموالون لصالح لإعاقته، على الرغم من الخسائر التي يتكبّدونها بسبب الغارات الجوية، حيث تنفذ مقاتلات التحالف غارات شبه متواصلة ارتفعت وتيرتها الأيام الماضية لدعم قوات الشرعية.

في هذا الإطار، تصاعدت وتيرة المواجهات والضربات الجوية في مديريتي ميدي وحرض بمحافظة حجة، وهما منطقتان حدوديتان مع السعودية، تسعى قوات الشرعية التي تقدمت من الجانب السعودية إلى تحقيق مزيد من الاختراق في الساحل الغربي، المطلّ على البحر الأحمر، الذي يؤدي إلى محافظة الحديدة، إحدى أهم المدن الحيوية في البلاد. وأعلنت قوات الشرعية، أمس الأحد، مقتل قائد محور حرض التابع للانقلابيين، المدعو العقيد عقيل الشامي، بقصف مدفعي استهدف مقر تواجده. 

على الجانب الحدودي، تتواصل المواجهات في مناطق حدودية متفرقة، إذ شنّ الحوثيون هجمات بقذائف صاروخية ومدفعية باتجاه الجانب السعودي، في مقابل غارات جوية مكثفة، في محافظة صعدة، معقل الحوثيين شمالي البلاد، مع تركيز الضربات في المناطق القريبة من الحدود.

وجاء التصعيد في أكثر من محافظة يمنية، بعد أيام من إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً ذكروا أنه استهدف مطار جدة السعودي، في حين أعلن التحالف اعتراضه فوق منطقة مكة. وجاء التصعيد في أعقاب رفض الحكومة الشرعية تسلُّم الخطة الدولية، التي حملها المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، واعتبار مضامينها تخالف مرجعيات السلام، التي يتمسك بها الجانب الحكومي.