أنقرة تدعو ترامب إلى وقف التعاون مع "الاتحاد الديمقراطي"

12 يناير 2017
إشك انتقد حلف الأطلسي (دانييل أولفاس/فرانس برس)
+ الخط -

دعا وزير الدفاع التركي، فكري إشك، إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، إلى وقف التعاون مع قوات حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الجناح السوري لـ"العمال الكردستاني"، مؤكدا، في سياق آخر، أن "حلف شمال الأطلسي لم يفِ بتعهداته تجاه تركيا".

وقال إشك، خلال كلمة في المؤتمر التاسع للسفراء الأتراك في العاصمة التركية أنقرة: "سنستمر في العمل على أن تصحح الولايات المتحدة هذا الخطأ (أي التعاون مع "الاتحاد الديمقراطي") في ظل إدارة ترامب"، مضيفا: "نتمنى من إدارة ترامب، التي ستتسلم الحكم في العشرين من الشهر الحالي، أن تصغي لتركيا في هذا الأمر، وأن تتراجع قبل ارتكاب المزيد من الأخطاء (..) نقول بشكل واضح إننا لا نعتبر التعاون مع جناح الكردستاني السوري، بأي حجة كانت، أمرا مشروعا على الإطلاق".

وفي السياق ذاته، ندد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، اليوم الخميس، بنشر الحساب الرسمي للقيادة المركزية لعمليات المنطقة الوسطى للجيش الأميركي، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، بياناً لما يسمى "القيادة العامة لقوات سورية الديمقراطية"، التي تشكل قوات حزب "الاتحاد الديمقراطي"، الجناح السوري لـ"الكردستاني"، عمودها الفقري.


وقال كالن: "هل فقدت القيادة المركزية لعمليات المنطقة الوسطى للجيش الأميركي عقلها؟ هل تظنون أنّ أحداً سيصدّق ما ورد في هذا البيان؟!"، مطالبا الإدارة الأميركية بالكف عن "محاولات شرعنة هذه المجموعة الإرهابية".

وفي ما يخص مواقف بعض دول حلف شمال الأطلسي، التي تسمح لـ"العمال الكردستاني" بالنشاط على أراضيها، رغم وضعه على قائمة "التنظيمات الإرهابية" في كل من أوروبا والولايات المتحدة، قال وزير الدفاع التركي: "لا بد من انتقاد بعض دول حلف الأطلسي التي تظهر تسامحا في مقاربة التنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديدا كبيرا لأمن تركيا، وسنستمر في العمل على دفع هذه الدول للتراجع عن هذه المقاربات، وسنستمر بالشكل الأكثر وضوحا في التعبير عن رفضنا للمعايير المزدوجة في مقاربة التنظيمات الإرهابية". 

وأوضح أنه "عندما يكون للبعض عمل مع هذه التنظيمات تتوقف عن كونها إرهابية، وعندما ينتهي مجال التعاون تعود لكونها إرهابية"، في إشارة إلى تعاون واشنطن مع جناح "العمال الكردستاني" في سورية لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ووجه الوزير التركي انتقادات شديدة للدور الذي يلعبه حلف شمال الأطلسي في مكافحة "داعش"، مشيرا إلى "حالة من الغموض التي تعتري مستقبل العلاقات التركية الأميركية في ظل إدارة ترامب"، إذ شدد: "للأسف نحن نعلم أن الإعلام الغربي يدير عمليات إدراكية ممنهجة ضد تركيا، رغم أننا عضو في حلف شمال الأطلسي، ولا زلنا ملتزمين بتعهداتنا تجاه الحلف، ولا يجب على أحد أن ينتابه أي شك في ذلك". 

وأضاف، في السياق ذاته: "إن كنا نطوّر علاقاتنا مع روسيا، فإن هذا لا يعني أن علاقتنا مع الحلف ستضعف".

وتابع: "لأنه لم يقم بما يتوجب عليه القيام به، على حلف شمال الأطلسي أن يصغي لنا. ولأن الحلف لم يلتزم بتعهداته تجاه تركيا، لا زلنا نحتفظ بحقنا في انتقاده"، مبرزا أنه "إذا لم تقم الدول، التي حشدت قواتها في المنطقة بحجة محاربة داعش، بتقديم الدعم للعمليات التركية ضد التنظيم، فإنه من حقنا أن نوجه لها الانتقاد"، مبرزا أن "حلف شمال الأطلسي كان قد تعهد باتخاذ عدد من التدابير لتعزيز خاصرته الجنوبية الشرقية، ولكن هذا لم يحصل".

وفي ما يخص محاربة "حركة الخدمة"، التي تتهمها أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي، أشار إشك إلى أن خطر الحركة لم ينتهِ بعد، بالقول: "يمكننا القول إن "حركة الخدمة" كُسرت، ولكن من المبكر القول إن الخطر انتهى".