تقرير أميركي: العراق مهدد بحروب جديدة

13 اغسطس 2016
خلافات بين المليشيات قد تتفجربعد نهاية "داعش"(حيدر محمد/فرانس برس)
+ الخط -

حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية من تزايد فرص اندلاع حروب جديدة في العراق مع إضعاف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، موضحة أن دفاعات التنظيم تتهاوى سريعا في البلد، "ما يخلق إمكانيات لاندلاع صراعات جديدة بين قوات البشمركة الكردية وقوات الجيش العراقي، والفصائل الشيعية، والمقاتلين السنة".

وتحدثت الصحيفة، في تقرير لها اليوم السبت، عن التحالف الذي نشأ بين الفصائل الشيعية وقوات البشمركة قبل عامين من أجل محاربة "داعش"، وقالت إن هناك شكوكًا حول ما إذا كان هذا التحالف سيستمر في فترة ما بعد التنظيم، خاصة أن "دفاعات داعش تتهاوى سريعا في العراق".

وأعلن القادة الأميركيون والمسؤولون العراقيون عن هجوم واسع مرتقب على الموصل، آخر المعاقل الكبرى للتنظيم في العراق، مرجحين أن يتم بنهاية هذا العام، "ولو سارت المعركة بشكل جيد، فإن هزيمة داعش في العراق، على الأقل في الأراضي الخاضعة لسيطرته، تلوح في الأفق".


لكن يبدو أن هناك "مشكلات جديدة، وربما حروباً جديدة، فعلى مدار العامين الماضيين، تجاوزت قوات البشمركة والمليشيات الشيعية، وبعض السنة، الخلافات القديمة بينهم من أجل مواجهة التحدي الذي يتهددهم جميعا، لكن خلافاتهم حول القضايا الحيوية، مثل توزيع السلطة والأراضي والأموال والنفط، لم يتم حلها. فالطريقة التي تمت بها الحرب، من قبل مجموعة من الجماعات المسلحة محليًا، عقّدت المشكلات القائمة، مع إثارة نزاعات جديدة أكثر تعقيدًا، مثل مسألة من سيحكم المناطق التي تم إخلاؤها وكيف".

وفي سياق متصل، قال يزيد صايغ، الخبير في مركز "كارنيجي"، إن "هناك الآن ما يمكن أن نسميه انتصارا على "داعش"، وخلال عملية دحر التنظيم سيطرت القوات الكردية، البشمركة، على المناطق التي كانت تحت سيطرة الحكومة العراقية، لتوسع المنطقة التي تحكمها الحكومة الكردية الإقليمية بنسبة 50 في المائة".

وبحسب تقرير "واشنطن بوست"، فإن "المقاتلين الشيعة" تحت مظلة "الحشد الشعبي اندفعوا نحو الشمال إلى المناطق التي كانت خاضعة تمامًا للسنة، وقد عبرت القوات الكردية، مع وحدات "الحماية الشعبية"، الحدود إلى سورية للمساعدة في المعركة، وسيطرت على مناطق بجوار البشمركة في الجانب العراقي، ما سيخلق أوضاعا أكثر تعقيدًا.

من جهته، قال المتحدث باسم التحالف الدولي، العقيد كريستوفر غارفر، في تصريحات صحافية، إن الجيش الأميركي سيدفع بقوات مقاتلة لدعم الجيش العراقي في معركة الموصل، كما أعلنت بغداد وصول دفعة جديدة من طائرات استطلاع أميركية ستستخدم في هذه المعركة.

وذكر مبعوث أميركا لدى التحالف الدولي، بريت مكغورك، أيضا، أن هجوم القوات العراقية لاستعادة الموصل مستمر وفق البرنامج الزمني المقرر، مضيفا، في مؤتمر صحافي ببغداد، أن التحضيرات مستمرة لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وشدد على ضرورة أن "تُدار المدينة من لدن أهلها عندما يُطرد التنظيم منها"، مشيرا إلى أن التحالف الدولي يركز على البعدين العسكري والإنساني لحملة استعادة المدينة.

من جهة أخرى، أعرب مواطنون في الموصل عن قلقهم من تحول معركة تحرير المدينة من معركة ضد "داعش" إلى صراع حول "الأحقية في الأرض" بين مليشيات "الحشد الشعبي" من جهة، و"قوات البشمركة" من جهة أخرى.

وارتباطا بالموضوع، قال الأستاذ في جامعة الموصل، عمر محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "أهالي الموصل يتطلعون لتحرير مدينتهم، لكنهم لا يرغبون بدخول مليشيات الحشد الشعبي إلى المدينة، كما يجب عدم زج الموصل في صراعات من نوع آخر بين قوى النزاع تحت أي مسمى، لأن سكان المدينة عانوا بما فيه الكفاية"، حسب قوله.

يذكر أنّ القوات العراقية تشن، ومنذ أسابيع، عملية عسكرية جنوب الموصل، شمال العراق، وقد تمكنت أخيرا من استعادة قاعدة القيارة الجوية، على الضفة الغربية لنهر دجلة.