وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة في حيّ المحمودية في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي، مشيراً إلى أن الأضرار اقتصرت على المادية. وجاء الانفجار بعد أقل من عشر ساعات على انفجار سيارة نقل وقود مفخخة في سوق شارع راجو، ما أدى إلى مقتل 46 شخصاً، بينهم أربعون مدنياً، وإصابة 61 شخصاً، جلّهم من المدنيين.
وعن تفجير السوق، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن من بين الضحايا عشرين على الأقل تفحمت جثثهم، مبينة أن حصيلة القتلى لا تزال مرشحة للزيادة بسبب وجود مصابين بحالة خطرة نقلوا إلى المستشفيات في تركيا. وأدى الانفجار أيضاً إلى وقوع أضرار مادية كبيرة في ممتلكات المدنيين، واحتراق عشرات السيارات والشاحنات والدراجات النارية وعدد من المتاجر والأبنية السكنية في منطقة الانفجار المكتظة بالسكان.
وأدان "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، في تصريح صحافي، التفجير الذي استهدف مدينة عفرين، مشيراً إلى أنه "كان في غاية الوحشية والعنف، وقد سبّب سقوط ضحايا من الأطفال والمدنيين، مستغلاً لحظات قصيرة توجه خلالها الصائمون إلى شراء بعض مستلزمات الإفطار في خامس أيام شهر رمضان، وفي ظل الإجراءات الصحية الاستثنائية".
وجدد الائتلاف الوطني المعارض مطالبته بمواقف دولية حازمة ضد الإرهاب ورعاته والمستثمرين فيه، مع ضرورة دعم المؤسسات الممثلة للشعب السوري ومساعدتها على القيام بدورها وواجباتها.
وشدد على أن "قوات الشرطة والأمن والجيش الوطني السوري في مناطق الشمال المحررة ستستمر بملاحقة التنظيمات والمليشيات الإرهابية وجميع من يدعمها ويموّلها أو يرعاها".
وفيما لم يتهم الائتلاف طرفاً بعينه، أكد أن "أهداف هذه التفجيرات مكشوفة، وهي تتركز على نشر الفوضى وتعطيل الخيارات التي يمكنها أن تمهد للوصول إلى حل سياسي حقيقي يستند إلى القرارات الدولية. كل جهودنا ستتركز على مواجهة تلك الخطط وضمان حماية المدنيين وتحمل مسؤولياتنا تجاه الشعب السوري".
Facebook Post |
وكانت وزارة الدفاع التركية قد اتهمت، في بيان، مساء أمس الثلاثاء، مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية بالوقوف وراء التفجير.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن الجيش التركي كثّف منذ مساء أمس وجوده على مداخل المدينة ومخارجها برفقة عناصر "الجيش الوطني السوري"، مشيرة إلى أنه مُنع الدخول إلى المدينة والخروج منها.
وشهدت عفرين الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري، صباح أمس الثلاثاء، أيضاً انفجار عبوة ناسفة اقتصرت أضرارها على المادية، وكانت قد شهدت سابقاً عدة تفجيرات مماثلة، بعضها أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من المدنيين ومن عناصر "الجيش الوطني السوري". وكانت مجموعة تابعة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية قد تبنت، في وقف سابق، تنفيذ هجمات على الجيش الوطني والجيش التركي المسيطرين على ناحية عفرين.