احتدام معركة الرقة.. و"داعش" يدعو للجهاد

28 مايو 2016
"داعش" يدعو سكان الرقة للالتحاق به (فرانس برس)
+ الخط -

على وقع السجال الدائر حول ارتداء القوات الأميركية، التي تتقدّم صفوف القتال في معارك الرقة، بحسب مصادر "العربي الجديد"، شارات وحدات حماية الشعب الكردية، وتملّص المسؤولين الأميركيين من الموضوع، واصل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اليوم السبت، الحشد للمعركة، بحيث أعلن الجهاد، محاولاً جرّ المدنيين للقتال.

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن القوات الأميركية المتواجدة في بلدة عين عيسى، شمالي الرقة، ترتدي شارات "وحدات حماية الشعب الكردية"، خلال المواجهات الدائرة مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، فيما لم يُعرف بعد إن كانت قد أزالتها، عقب استنكار وزارة الدفاع الأميركية هذا الأمر، واعتباره عملاً غير مقبول.

وقالت المصادر، التي فضلت عدم ذكر اسمها، إن "المقاتلين الأميركيين المتواجدين في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي يضعون على بزاتهم العسكرية شارات "وحدات حماية الشعب" الكردية، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وعماد "قوات سورية الديمقراطية"، إذ قال المتحدث الأميركي باسم التحالف، الكولونيل ستيف وارن، من بغداد أمس، إن "وضع هذه الشارات العائدة إلى وحدات حماية الشعب (الكردية) لم يسمح به وهو غير ملائم". وأضاف: "لقد أبلغنا شركاءنا وحلفاءنا العسكريين في المنطقة هذا الأمر بوضوح".

وجاء كلام وارن بعد وصف وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ارتداء منتسبي القوات الأميركية الخاصة شارات وحدات حماية الشعب بـ"التصرف غير المصرح به وغير اللائق"، ووعدت باتخاذ "إجراءات تصحيحية"

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد أكد قبل نحو شهر أن الولايات المتحدة سترسل إلى سورية مائتين وخمسين مقاتلاً، ليصبح عدد المقاتلين الأميركيين نحو 300.

ورغم تأكيد أوباما أن هذه القوات لن تقاتل، بل ستقدّم التدريب ومساعدة القوة المحلية، إلا أنها شرعت في مساعدة "قوات سورية الديمقراطية" في معاركها الدائرة ضد التنظيم.

وفي هذا السياق، كشف مصدر إعلامي مطلع، فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، عن أنّ "عشرات الجنود الأميركيين دخلوا إلى سورية قبل انطلاق معركة تحرير الرقة، عبر مدينة الرميلان بريف الحسكة شمال شرقي سورية، قادمين من معبر سيمالكا الحدودي، الفاصل بين إقليم كردستان العراق والمناطق الكردية في سورية، كما دخلت إلى المدينة شاحنات كبيرة مغلقة، يعتقد أنها تحمل سلاحاً أميركياً للقوات".

وأوضح أنّ "العديد من الجنود الأميركيين موجودون في الصفوف الأولى بالمعركة ضد تنظيم "داعش"، ويشاركون أحياناً في القتال"، لافتاً إلى أنّ "طبيعة عملهم تتطلب منهم التواجد في الصفوف الأمامية إلى جانب القوات الديمقراطية"، مشيراً إلى أنّ "مهامهم الرئيسية هي الدعم اللوجستي وتحديد المواقع والإحداثيات للطائرات"، مضيفاً أنّ "العدد الإجمالي للقوات الأميركية يتراوح بين 200 و400، ويتواجد نحو خمسين منهم فقط على جبهة القتال".

في غضون ذلك، يواصل التنظيم حشده للتصدي للخطر الوجودي الذي يتهددّه بإعلان معركة تحرير ريف الرقة الشمالي من جانب قوات سورية الديمقراطية.

وقالت شبكة "الرقة تذبح بصمت" إن "جوامع مدينة الرقة نادت "حي على الجهاد" في خطبة الجمعة وبعد صلاة العشاء، وطالبت المدنيين الالتحاق بصفوف التنظيم".

وفي آخر المواجهات الدائرة بين التنظيم ومقاتلي "سورية الديمقراطية"، ذكرت الشبكة أن طيران التحالف الدولي استهدف قرية الهيشة وتل السمن بخمس غارات جوية منذ صباح اليوم.

وكان ممثل حزب "الاتحاد الديمقراطي لأكراد سورية" في كردستان العراق، غريب حسو، قد أكد قبل يومين أن مدينة الرقة بعد تحريرها من "داعش" ستنضم للنظام الفدرالي الذي أسس له الأكراد في الشمال.​