مجلس الأمن يجتمع لمناقشة احتجاجات إيران.. ودعوات إلى احترام حقوق المتظاهرين

05 يناير 2018
الاجتماع تمّ بطلب أميركي (Getty)
+ الخط -

فيما قالت مندوبة الولايات المتّحدة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هيلي، الجمعة، إن الاحتجاجات في إيران "تظهر استهتار النظام الإيراني بحقوق شعبه"، أكد مندوب طهران، غلام علي خوشرو، أن لدى حكومة بلاده "أدلة دامغة" على أن التظاهرات "موجهة من الخارج"، مشددا على أن واشنطن تجاوزت سلطاتها بدعوة إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الاحتجاجات.

وقالت هيلي، خلال جلسة لمجلس الأمن دعت إليها بلادها لمناقشة احتجاجات إيران، إن "الولايات المتحدة تقف مع الذين ينشدون الحرية لأنفسهم والازدهار لأسرهم، والكرامة لشعبهم في إيران"، مشددة "لن نصمت. لن تؤدي أي محاولة غير شريفة لوصف المحتجين بأنهم دمى في يد قوى أجنبية لتغيير ذلك. الشعب الإيراني يعرف الحقيقة. ونحن نعرف الحقيقة (..) إنهم يتصرفون بمحض إرادتهم، وبدافع من أنفسهم، ومن أجل مستقبلهم. لن يمنع شيء الأميركيين من التضامن معهم. في 2009 وقف العالم يتابع بشكل سلبي قيام الحكومة بسحق آمال الشعب الإيراني. في 2018 لن نصمت".

وذكرت مندوبة الولايات المتّحدة الأميركية في الأمم المتحدة: "أصوات الشعب الإيراني يجب أن تُسمع"، مضيفة أن "ما يحدث في المدن الإيرانية يظهر استهتار النظام بحقوق شعبه"، ودعت إيران إلى "وقف دعم الإرهاب"، مشيرة إلى تقارير صادرة عن الأمم المتحدة تتحدث عن أن "طهران تدفع ستة مليارات دولار لدعم النظام السوري".

في المقابل، هاجم مندوب طهران، الولايات المتّحدة، معتبرًا دعوتها إلى هذا الاجتماع الطارئ "خرقًا لدورها كعضو دائم". 

وقال خوشرو إن لدى حكومته "أدلة دامغة" على أن الاحتجاجات "موجهة بشكل واضح من الخارج"، مشددا على أن الولايات المتحدة تجاوزت سلطاتها، بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، بدعوتها إلى عقد اجتماع لمناقشة الاحتجاجات.

وأضاف: "للأسف، فعلى الرغم من اعتراض بعض من أعضائه، فإن هذا المجلس سمح لنفسه بأن تتعدى الإدارة الأميركية الحالية عليه بعقد اجتماع بشأن قضية تقع خارج نطاق تفويضه".

وذكر أن "ترامب وبعض السياسيين الأميركيين انضموا إلى "داعش" في التشجيع على العنف"، مشيرًا في هذا السياق إلى أن "الشرطة الأميركية قمعت مظاهرات سلمية في عدد من المدن الأميركية".

وأكد المندوب الإيراني أن بلاده "احترمت بشكل كامل حقوق المتظاهرين السلميين"، قائلًا إن "قوات الأمن الإيرانية تعمل على ضمان تظاهرات سلمية في البلاد".

وأشار في هذا السياق إلى أن التظاهرات في بلاده تسببت في وفاة أفراد من قوات الأمن، وذلك "بتشجيع من الخارج"، على حد قوله، متسائلًا: "لماذا توفر دول أوروبية ملاذات آمنة لإرهابيين يشجعون على العنف؟".

من جهته، انتقد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، دعوة الولايات المتّحدة المجلس للاجتماع، قائلًا: "نشاهد مجددًا كيف تقوّض الولايات المتحدة مجلس الأمن".

ودعا المندوب الروسي إلى ترك إيران "تتعامل مع شؤونها الداخلية بنفسها"، مؤكدًا أن "النهج الأميركي عبر مجلس الأمن كان له تأثير في نشر الفوضى في عدد من دول الشرق الأوسط".

وقال: "نأسف للخسائر في الأرواح نتيجة للتظاهرات التي لم تكن سلمية جدا"، مضيفا: "مع ذلك، دعوا إيران تتعامل مع مشاكلها الخاصة"، معتبرا أن ما يحدث في إيران هو "وضع داخلي"، متهما واشنطن بأنها "تهدر طاقة مجلس الأمن"


وتحدث الدبلوماسي الروسي عن "أعذار خيالية" من أجل عقد هذا الاجتماع، وعن "تدخّل في الشؤون الإيرانية الداخلية"، فيما قال نائب السفير الصيني لدى الأمم المتحدة، وو هايتو، إن "الوضع الإيراني لا يهدد الاستقرار الإقليمي". 

ودعا مندوب بريطانيا، ماثيو رايكروفت، إلى "وقف العنف، وأن تلتزم الحكومة الإيرانية بتعهداتها بشأن حقوق الإنسان.. والتحقيق في كل أعمال القتل خلال التظاهرات".

من جانب آخر، قال رايكروفت إن "الممارسات الإيرانية بدعم مليشيات الحوثي تهدّد الأمن والسلم الدوليين"، داعياً إياها إلى "احترام القرارات الدولية، ووقف تسليح مليشيات الحوثي".

وأكد المندوب الفرنسي، فرانسوا دي لاتير، على وجوب تطبيق بنود الاتفاق النووي بشكل صارم، قائلاً إن "من حق الإيرانيين التعبير عن آرائهم، وعلى السلطات احترام حقوق المتظاهرين".

ودعا المندوب الكويتي، منصور العتيبي، بدوره، إيران، إلى ضرورة احترام حرية التعبير وحقوق المتظاهرين.

بدوره، قال مساعد الأمين العام للشؤون السياسية، تاي بروك زرهون، إن المتظاهرين احتجوا على الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، مضيفاً أن "التظاهرات العنيفة في إيران دعت العديد من الدول إلى مطالبة طهران باحترام الحقّ في التظاهر السلمي".

وأعلن زرهون، في إفادته أمام مجلس الأمن، أن "الأمانة العامة للأمم المتحدة تعتزم متابعة التطورات على الأرض، والتواصل مع السلطات في طهران، بهدف المساهمة في جهود معالجة المخاوف المشروعة للشعب الإيراني عبر السبل السلمية، وللمساعدة في منع وقوع أعمال العنف أو الانتقام ضد المتظاهرين السلميين".

وفي سياق متصل، كتب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على حسابه في "تويتر"، أن اجتماع مجلس الأمن الدولي "خطأ فادح آخر" لإدارة ترامب في مجال السياسة الخارجية.

وأضاف ظريف أن "مجلس الأمن الدولي رفض محاولة الولايات المتحدة المكشوفة لخطف تفويضه.. خطأ فادح آخر لإدارة ترامب في مجال السياسة الخارجية".


(العربي الجديد)