تغييرات تطاول قيادات القوات التركية وأكار يحسم التكهّنات ويبقى في منصبه

03 اغسطس 2017
تغييرات طاولت قيادة القوات البرية والبحرية والجوية (الأناضول)
+ الخط -
بعد أشهر من التكهنات، استمر رئيس الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، في مهامه، في حين شهدت القوات البرية والبحرية والجوية تغييرًا في قياداتها، حلال اجتماع مجلس الشورى العسكري الذي عقد بقيادة رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، ووافق على قراراته رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان.

وأنهت قرارات مجلس الشورى العسكري الشكوك حول إمكانية استمرار أكار في قيادة أركان الجيش التركي، بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز من العام الماضي، فيما بدا أن ثمة قرارًا من الإدارة التركية ببقائه، وهو الذي يحظى بعلاقات وباحترام كبير من القيادة العسكرية الأميركية. في المقابل، تقرر تعيين رئيس قوات الدرك التركية (التي تم فصلها عن قيادة الأركان وربطها بوزارة الداخلية)، الجنرال ياشار غولار، في منصب قائد القوات البرية، خلفًا للجنرال صالح زكي جولاق، وتعيين الأميرال عدنان أوزبال قائدًا للقوات البحرية، خلفًا للأميرال بولنت بوستانجي أوغلو، كما حلّ الجنرال حسن كوجوك أكيوز (قائد وحدة الصواريخ الدفاعية البالستية في قاعة إسكي شهير) قائدًا للقوات الجوية، خلفًا للجنرال عابدين أونال.


وكان تعيين الجنرال أوزبال قائدًا للقوات البحرية أمرًا مفاجئًا، نظرًا لأن أوزبال تجاوز الجنرال فيسل كوسلة الأعلى رتبة، والذي كان متوقّعًا حصوله علىى المنصب.

ويذكر أن الجنرالات الثلاثة الذين تولوا قيادة القوات البرية والبحرية والجوية، تم ترفيعهم بعد أن أتموا المدة القانونية التي تتيح لهم الترفع، ولم يتم منحهم أي استثناءات في الرتب أو المناصب التي حصلوا عليها.

أما الحدث الأبرز، فقد كان تعيين الجنرال غولار في قيادة القوات البرية، وهو المعروف بعدائه الشديد لحركة "الخدمة" بقيادة فتح الله غولن، ما عزز التكهنات بإمكانية وصوله لقيادة أركان الجيش في المرحلة المقبلة، بعد تقاعد الجنرال خلوصي أكار، الذي تعرض لانتقادات شديدة لطريقة تعامله مع التحذيرات السابقة التي تلقاها حول المحاولة الانقلابية. بينما ارتفعت التكهنات بإمكانية تعيين قائد القوات الخاصة، الجنرال زكائي أكسكالي، والذي لعب دورًا أساسيًّا في ضرب المحاولة الانقلابية، ومن ثم في إدارة عملية "درع الفرات"، قائدًا للقوات البرية، مكان الجنرال غولار، في حال تم ترفيعه في المستقبل إلى قائد لأركان الجيش.

وفي إحدى الجلسات الحوارية التي حضرها في العاصمة الأميركية واشنطن، الشهر الماضي، وصف الجنرال غولار المحاولة الانقلابية بـ"العمل الإرهابي"، ووصف كذلك فتح الله غولن بأنه "قائد تنظيم إرهابي راديكالي".

كما رفض غولار (63 عامًا)، والمدافع الشرس عن نجاح عملية "درع الفرات" في سورية، فكرة أن يكون هناك ضباط "كماليون" انضموا للمحاولة الانقلابية، إلى جانب أنصار الحركة، قائلًا إن "النقاش عن أن أنصار حركة الخدمة تحالفوا مع الكماليين نقاش غير قابل للحياة. إن أنصار الحركة لم يجلسوا أبدًا مع الضباط الكماليين، لأنهم حريصون على أن يخفوا هويتهم طوال الوقت".

وشهد الاجتماع، أيضًا، ترقية 61 عقيدًا إلى رتبه لواء، وكذلك ترقية ستة ألوية إلى رتبة أعلى، كما تم تمديد خدمة 8 من رتبة فريق لمدة عام واحد، بينما تم تمديد خدمة 168 عقيدًا لمدة عام أيضًا.

وزار يلدريم قبر مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، قبيل انعقاد الاجتماع، وقد كان لافتًا قيام يلدريم بقراءة الفاتحة على قبر أتاتورك، في ما بدا كسرًا لتقاليد الجمهورية الكمالية، التي كانت تقضي بوضع إكليل من الزهور على قبر أتاتورك مع الوقوف احترامًا له.