توضيح "النهضة" لتصريحات الغنوشي حول "وزراء فاسدين": سوء فهم وسيُزال

19 نوفمبر 2018
النهضة: الغنوشي لم يوجّه اتهاماً لأحد بالفساد (ريكاردو دولوكا/الأناضول)
+ الخط -
أثارت تصريحات رئيس النهضة، راشد الغنوشي، حول اعتراض الحركة على "عدد من العناصر الفاسدة" من الحكومة، وأنها وضعت "فيتو" على عدد من الوزراء الذين يعتقد أنهم لا يصلحون في أماكنهم، انتقادات واسعة في تونس، إذ في الوقت الذي رد فيه بعض الوزراء المقالين على تصريحاته، اختار آخرون رفع قضايا ضده.  

وجاءت تصريحات الغنوشي على هامش إشرافه على الجلسة العامة السنوية لكتلة الحركة، إذ قدّم قراءة في عملية التعديل الوزاري، مبينا أنه "ترجم موقف النهضة الداعي إلى دعم الاستقرار السياسي والحكومي، والاكتفاء بتعديل حكومي جزئي".

وأكد وزير العدل السابق، غازي الجريبي، تقديمه شكوى قضائية ضد رئيس الحركة، مبيناً أنه "يجب على الغنوشي مد القضاء بالأدلة والحجج على وجود وزراء فاسدين، أو أنه يعتبر بالقانون متستراً على الفساد، أو يدعي بالباطل".

وتابع الجريبي أنه "غير معني" بكلام راشد الغنوشي بخصوص تهم الفساد، لكن يعتبر تصريحه "خطيراً ومغلوطاً للرأي العام". من جهته، أكد وزير أملاك الدولة والشؤون العقارية السابق مبروك كورشيد مقاضاة رئيس حركة النهضة على خلفية التصريحات.

وأوضح الوزير السابق للتكوين المهني والتشغيل فوزي عبد الرحمان، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك"، أنه لا يستطيع الصمت عندما يسمع رئيس حزب يقول إنهم "استعملوا "فيتو" ضدّ بعض الوزراء الفاسدين، وتمّ تغييرهم بوزراء صالحين، دون ذكر هؤلاء ودون استثناء يذكر".

وأضاف عبد الرحمان قائلاً: "هل كان وزراء الحزب يدركون أنهم يحكمون مع وزراء فاسدين؟ وهل تمّ إعلام رئيس الحكومة بذلك؟ وهل كان هذا الأخير يدرك وجود وزراء فاسدين في حكومته؟".

بالإضافة إلى ذلك، أصدرت حركة النهضة، اليوم الاثنين، بياناً لتوضيح تصريحات رئيسها، إذ قالت إنّ الغنوشي "لم يوجّه اتهاماً لأحد بالفساد، وإنما تحدث عن المعيار المعتمد في تقييم الترشحات والأداء، بالتشاور مع رئيس الحكومة، الذي اختار فريقه بملء إرادته، وبما يجعله المسؤول الأول والأخير عن نتائجه"، مضيفة أنها "تأسف لتسرّع البعض في تحميل الكلام أكثر مما يحتمل"، مجددة "احترامها لأعضاء الحكومة المغادرين".

وقال الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة"، عماد الخميري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "التعليقات التي وردت لم تأخذ التصريح ضمن سياقه العام، فرئيس الحركة لم يوجه اتهاما لأي وزير"، مبينا أن "رئيس الحكومة هو الذي قام بالتعديل الوزاري وفق الصلاحيات الدستورية الممنوحة إليه، والغنوشي تحدّث عن الشروط والمعايير التي تفاوضت فيها الحركة مع رئيس الحكومة، وبالتالي تم تحميل التصريحات ما لا تحتمل، خاصة أن الحركة وضعت شروطا تعتمد على النزاهة والكفاءة في اختيار الوزراء الجدد"، مضيفا أن "المقصود لم يكن الوزراء المغادرين، بدليل أن الحركة لديها وزير مغادر، وهو وزير الصحة السابق عماد الحمامي".

وأكد أن الحركة "تحترم الوزراء المغادرين، وتأمل لهم النجاح، وبالتالي فإن تصريح الغنوشي لم يكن يقصد به الإساءة إلى الوزراء المغادرين، بل المبادئ المعتمدة في اختيار الوزراء الجدد"، مضيفا أنّ "النهضة صادقت على الوزراء السابقين، وحتى الجدد، وبالتالي لديها ثقة بالاختيارات التي حصلت".

وحول القضايا المرفوعة ضد رئيس الحركة، قال الخميري إنه "سوء فهم وسيُزال قريبا، والعلاقة مع الوزراء المغادرين أو الحاليين ستبقى متينة، ولا يمكن أن تشوبها أي شائبة بالتعليقات التي أساءت فهم التصريح".

المساهمون