الاحتلال يواصل إقامة مسارات عبور جديدة قرب بواباته الإلكترونية على أبواب الأقصى

24 يوليو 2017
تشبث فلسطيني بإزالة البوابات الإلكترونية (أحمد غربلي/فرانس برس)
+ الخط -
واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، وضع مسارات حديدية تشكل ممرات عبور منفصلة، تفضي إلى بوابات الفحص الإلكترونية الخمس المقامة على مدخل باب الأسباط، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى، واستمرت شرطة الاحتلال بعمليات فحص ومسح قياسات في منطقة باب المجلس، أو ما يعرف بـ"باب الناظر"، أحد أشهر وأهم أبواب المسجد الأقصى.

وتأتي هذه العمليات بعد جولة قام بها اليوم المفتش العام لشرطة الاحتلال، روني الشيخ، برفقة عدد كبير من ضباط ومخابرات الاحتلال إلى البلدة القديمة من القدس ومحيطها، توقف خلالها عند أبواب المسجد الأقصى، خاصة بابي الأسباط والمجلس، وشملت أيضاً باحات المسجد الأقصى جميعاً، بالتزامن مع استباحة نحو 300 مستوطن اليوم باحات الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال.

وندد رئيس الهيئة الإسلامية العليا، الشيخ عكرمة صبري، بالإجراءات الجديدة للاحتلال في باب الأسباط، واعتزامه القيام بمثلها في بابي المجلس والسلسلة، واعتبرها "عدواناً جديداً على الأقصى، يؤكد مضي الاحتلال في فرض واقع جديد". 

وقال الشيخ صبري، في حديث مع"العربي الجديد": "هذه الإجراءات لن تمر. وسنبقى نقاومها إلى أن تزال جميعاً".



وكانت قوات الاحتلال قد استبقت جولة روني الشيخ بإغلاق ساحة باب المجلس وطرد حراس وموظفي الأوقاف منها، ومنع المرجعيات الدينية من الوصول إلى ذلك الباب، إلا أن تلك المرجعيات لم تنصع لأوامر جنود الاحتلال، وتقدمت إلى داخل الساحة، وسط تدافع بين أعضائها وجنود الاحتلال، الذين نصبوا حواجز حديدية وأعاقوا دخول أعداد كبيرة من المواطنين المقدسيين.

واضطر المئات من الشبان إلى إقامة صلاة الظهر في الشوارع والساحات العامة، واخترقت مجموعات منهم الحصار على باب المجلس، والتحقت بجموع المرابطين من هناك.

بدورها، أكدت المرجعيات الدينية والوطنية في مدينة القدس المحتلة، خلال اجتماع عقدته اليوم بمكتب القائم بأعمال قاضي قضاة القدس، الشيخ واصف البكري، بحي وادي الجوز في مدينة القدس، تمسكها بالموقف الموحّد الرافض لجميع إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولات الالتفاف بطرح بدائل تمس حرية العبادة والسيادة الإسلامية على المسجد الأقصى.

وأضافت المرجعيات المقدسية أنه و"أمام التعنت وإصرار سلطات الاحتلال على التصعيد، ومواصلة إجراءاتها التعسفية بحق المسجد الأقصى والمواطنين الفلسطينيين بالقدس، فإن المرجعيات تؤكد مواصلة التصدي لهذه الإجراءات التعسفية، فضلاً عن رفض محاولات فرض سيادة الاحتلال على المسجد الأقصى".

على صعيد آخر، مددت محكمة الاحتلال اعتقال حسن محمود أبو غنام، والد الشهيد محمد أبو غنام، الذي استشهد الجمعة الماضي، خلال "جمعة الغضب" نصرة للأقصى، حيث تم تمديده ليوم غد الثلاثاء، بذريعة "نيته أن يكون شهيداً"، علماً أنه تم اعتقاله واعتقال قريب آخر له فجر اليوم.

خمسة شهداء وأكثر من ألف إصابة

من جهة أخرى أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الإثنين، عن إحصائية للإصابات منذ أحداث المسجد الأقصى في 14 من الشهر الجاري، مؤكداً استشهاد خمسة شبان فلسطينيين، وإصابة 1090 فلسطينياً بإصابات مختلفة في محافظات الضفة الغربية، بما فيها القدس.

وأوضح الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان له عصر اليوم، أن شابين استشهدا في حيي راس العامود والطور بمدينة القدس، كما استشهد شابان من بلدة أبو ديس شرقي القدس، إضافة إلى شهيد في طوباس شرقي الضفة الغربية.

وفي ما يتعلق بالإصابات، فقد أوضح الهلال الأحمر أن 29 فلسطينياً أصيبوا بالرصاص الحي، منها إصابات خطرة، و374 إصابة بالرصاص المطاطي، نقل منها للمستشفى 91 إصابة، و471 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، نقل منها 34 إصابة للمستشفى، و216 إصابة بالاعتداء بالضرب وحروق ودهس، نقل منها 54 للمستشفى.

ولفت إلى أن طواقم الهلال الأحمر تعاملت مع أكثر الإصابات في مدينة القدس، حيث بلغت 376 إصابة، و4 شهداء، منهم شهيدان من القدس وشهيدان من ضواحي القدس (بلدة أبوديس)، وتنوعت الإصابات، بين إصابة واحدة بالرصاص الحي، و193 إصابة بالرصاص المطاطي، نقل منها 75 للمستشفيات، و14 إصابة بالاختناق من الغاز المسيل للدموع، نقل منها إصابتان للمستشفى، و168 إصابة بالاعتداء بالضرب والدهس والسقوط، نقل منها 49 إصابة للمستشفيات.

في سياق آخر، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان لها، إنها "تنظر بخطورة بالغة إلى تفاقم الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وفي القدس بصفة خاصة".

وشدد الهلال الأحمر على أن استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي بإعاقة وصول الطواقم الطبية التابعة للجمعية إلى مسرح الأحداث في البلدة القديمة من القدس، والاعتداء على المسعفين والمتطوعين ومركبات الإسعاف، أسفر عن إصابة ستة منهم بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وإصابة ثلاثة آخرين برضوض وكدمات مختلفة، جراء التعرض للضرب من قبل قوات الاحتلال. 

وأكدت الجمعية أن "إعاقة حركة الطواقم وسيارات الإسعاف، التي تكررت خلال الأسبوع المنصرم، كان لها الأثر السلبي على سرعة الوصول إلى المصابين في البلدة القديمة في القدس ومحيطها، ما يعرض حياة المصابين للخطر وتفاقم وضعهم الصحي". 

وتابعت: "كما أن الاقتحام المتكرر لمستشفى المقاصد في القدس، بحثا عن المصابين واعتقالهم، والاعتداء على المواطنين والممرضين فيه، يشكل تعديا على جميع المواثيق والأعراف الدولية التي تحتم على المحتل احترام وحماية المستشفيات والمراكز الطبية كافة".

وفي هذا السياق، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على "أهمية وضرورة تمكين وصول الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف دون عراقيل إلى المصابين في مناطق التماس، خاصة في باب الأسباط ومحيط البلدة القديمة في القدس المحتلة".