الأسد يستبق أستانة بالتحايل على بند منصب الرئيس

09 يناير 2017
يخضع الأسد لسيطرة روسيا بحسب المعارضة السورية (Getty)
+ الخط -
قال رئيس النظام السوري بشار الأسد، في مقابلة مع وسائل إعلام فرنسية، إنه مستعد للتفاوض حول كل شيء في أستانة، وعلى المعارضة مناقشة الدستور الذي يتحدث عن مصير الرئيس في سورية، وليس مناقشة الرئيس في ذلك.

وقدم الرئيس السوري بشار الأسد قراءته الخاصة للأحداث الأخيرة في سورية في حوار خاص أدلى به إلى ثلاث وسائل إعلام فرنسية هي "فرانس آنفو" و"إر تي إل" و"إل سي إي" وبُث اليوم الاثنين.


وتعليقا على تصريحات الأسد، قال رئيس المكتب السياسي لـ"تجمع فاستقم كما أُمرت"، زكريا ملاحفجي، لـ"العربي الجديد"، إن "الأسد يوجّه رسائل لروسيا والمعارضة، لأنه يعلم أن أي شيء يصدر عن أستانة سيكون ملزما به نتيجة الضغط الروسي، وبات يعلم أن روسيا لا يمكن أن تبقى داعمة له إلى ما لا نهاية، بل يجب عليه طرح حلول ترضي الطرفين".

وعن خرق النظام للهدنة في سورية، أكد ملاحفجي أنّ "النظام أصلا لم يعد قادرا على خرق الهدنة، ولولا التدخل الروسي لصالحه لانتهى منذ زمن"، وتابع أنّ "من يخرق الهدن هو المليشيات التابعة لإيران، والتي لم يعد النظام قادرا على ضبطها".

وبيّن ملاحفجي أن "اجتماع أستانة سيقوم على ما توصّل إليه بيان جنيف 1، وهو تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات في سورية من قبل المعارضة والنظام، وبالتالي يعني أن الأسد لا مكان له في مستقبل سورية".

وكانت المعارضة السورية قد أكدت سابقا أنّ محادثات أستانة ستكون بناء على بيان جنيف 1 وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وينص بيان جنيف 1 على أن مستقبل سورية السياسي سيكون من دون رأس النظام السوري بشار الأسد، وذلك من خلال تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.

وكان الأسد قد قال في معرض ردّه على مجموعة من أسئلة الصحافيين تتعلق بموضوع مشاركة وفد من النظام في مباحثات مع وفد من المعارضة السورية في العاصمة الكازاخستانية أستانة لإيجاد "حلّ سلمي" لـ"الأزمة السورية"، أن نظامه مستعد للذهاب إلى المؤتمر عندما يتم تحديد وقته، مضيفاً: "نحن مستعدون للتفاوض حول كل شيء.. عندما تتحدث عن التفاوض حول إنهاء الصراع في سورية أو حول مستقبل سورية فكل شيء متاح، وليست هناك حدود لتلك المفاوضات".

وحول مناقشة المحادثات المزمع عقدها لمنصب الرئيس في سورية، سأل الصحافيون الأسد "هل أنت مستعد حتى لمناقشة منصبك كرئيس؟". فردّ رئيس النظام: "نعم.. لكن منصبي يتعلق بالدستور.. والدستور واضح جداً حول الآلية التي يتم بموجبها وصول الرئيس إلى السلطة أو ذهابه".

وصرح الأسد بأنه لا يعرف مع من ستتفاوض حكومته في هذه المفاوضات وأن تاريخ بداية هذه المحادثات لم يتم تحديده بعد، وقال متسائلا: "نحن نجهل حتى الآن من سيكون ممثلا في هذه المحادثات، وهل سيتعلق الأمر بالمعارضة السورية الحقيقية؟".

وتأتي تصريحات بشار الأسد في وقت تواصل فيه قواته والمليشيات التابعة لإيران خرق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في أنقرة بين المعارضة والنظام بضمانة روسية تركية، ونص الاتفاق على التّهدئة ووقف إطلاق النار والتحضير لبدء محادثات في أستانة.