حفتر اطلع في القاهرة على العملية الإيطالية بالسواحل الليبية

08 اغسطس 2017
موقف حفتر ضعيف لانشغاله بأهدافه العسكرية (فيليب يوجازر/فرانس برس)
+ الخط -


كشفت مصادر مقربة من اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، لــ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، تلقّيه أوامر من داعميه الإقليميين والدوليين، بعدم التعرض لأي قطعة عسكرية إيطالية بالأجواء أو المياه الليبية.

وقالت المصادر، إنّ حفتر، وأثناء زيارته إلى العاصمة المصرية القاهرة، مؤخراً، تلقّى شرحاً موسعاً من "شخصيات عسكرية غربية"، عن العمليات التي تقوم بها إيطاليا في ليبيا حالياً،  وذلك، بعد أن طلبت هذه الشخصيات من مصر، تنسيق لقاء مع حفتر.

وكانت قيادة قوات حفتر قد أعلنت، الأسبوع الماضي، صدور أوامر بقصف أية سفن بحرية تدخل المياه الإقليمية لليبيا دون الحصول على تصريح، بالتوازي مع تصعيد سياسي من قبل البرلمان المنعقد بطبرق، الذي يعد واجهة سياسية لحفتر، برفض التواجد البحري الإيطالي في السواحل الليبية.

وأوضحت المصادر، أنّ حفتر أُبلغ، خلال اللقاء الذي عُقد بأحد فنادق القاهرة، أنّ العملية الإيطالية تشترك فيها دول أخرى من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، بواسطة قوات خاصة مدعومة بطائرات وقطع بحرية، بغية ملاحقة مهربي البشر، ومواقع تمركز فلول تنظيم "داعش" الإرهابي في ليبيا.

وذكرت أنّ حفتر أصبح على علم بوجود عملية موسعة تقودها إيطاليا في ليبيا، بعد أن أبرزت وجودها بشكل علني من خلال طلب من المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق الوطني" برئاسة فايز السراج. وتتضمن هذه العملية مشاركة أميركية وبريطانية، من خلال قوات خاصة وطائرات وقطع بحرية، تعمل من خلال غرفة تحكم مشتركة من جزيرة قبرص في عرض البحر.

ولم يكن حفتر على علم بتفاصيل هذه العملية، بحسب المصادر، مشيرة إلى أنّ الأطراف المتصارعة في ليبيا سواء قوات حفتر أو حكومة "الوفاق الوطني"، لا تشارك فيها ولكنّها على علم بهدفها المتمثل في ملاحقة أمراء حرب، لهم علاقة بتهريب عناصر من "داعش" إلى أوروبا، عبر قوارب الهجرة غير الشرعية.

وبيّنت المصادر، أنّ "مسرح عمليات القوات الغربية، سيكون على طول الساحل الغربي لليبيا، وصولاً إلى سرت وسط البلاد، ويصل عمقها داخل الصحراء إلى الحدود الليبية الجنوبية".

وكشفت المصادر أنّ "الشخصيات الغربية التي التقت حفتر، طلبت منه التعاون في مجال تبادل المعلومات لملاحقة عناصر وشخصيات بارزة تنتمي لـ"داعش"، تمكّنت مؤخراً من الوصول إلى ليبيا، قادمة من العراق وسورية، بمساعدة شبكات تهريب المهاجرين".

كما أشارت إلى أنّ "المجتمعين مع حفتر أثنوا بشكل كبير على تعاون قوات مصراته والمجلس الرئاسي مع هذه المهمة العسكرية الاستخباراتية، وتبادلوا المعلومات معهم"، لافتة إلى أنّ "عملية البنيان المرصوص التي اشتركت فيها دول غربية من بينها الولايات المتحدة، مهّدت لبناء أرضية مشتركة للتعاون مع المجلس الرئاسي"، التابع لـ"حكومة الوفاق".


وكشفت المصادر أيضاً، أنّ "طائرات دون طيار بالفعل بدأت تعمل في الأجواء الليبية، لرصد ومتابعة مواقع مشبوهة في الداخل الليبي، بواسطة خرائط معدة سلفاً واعتراض للاتصالات الهاتفية".

وأضافت أنّ "قطعاً بحرية إيطالية وأميركية وبريطانية ستنفّذ هجمات على نقاط محددة بساحل ليبيا، لمهاجمة أوكار لتهريب البشر يُعتقد أنّها تأوي عناصر "داعش"، لا سيما في صبراته غرب العاصمة طرابلس".

أحد تلك المصادر كشف أنّ "المجلس الرئاسي كان على تنسيق منذ عام مع دول غربية لمتابعة نشاط شبكات الهجرة غير الشرعية، وتمكّن من مساعدة قوة خاصة فككت إحدى تلك الشبكات وقتلت، في أبريل/ نيسان الماضي، زعيمها المدعو ياسين الأسود بصبراته غرب ليبيا".

وتابع المصدر أن "شخصيات أخرى مثل عبد الرحمن ميلاد، وبوزيد الغناي، هما من الشخصيات الخطرة والمرتبطة بمافيات إيطالية نشطة في تهريب البشر، ويمكن أن تكون قد أمّنت وصول عناصر داعش إلى أوروبا"، مؤكّداً أنّ هؤلاء المهرّبين وغيرهم تتم ملاحقتهم والتضييق على نشاطهم منذ فترة.

ولفتت المصادر إلى أنّ "موقف حفتر المنشغل بتحقيق أهدافه العسكرية في ليبيا بأي شكل، بدا ضعيفاً، فهو مغيب عن مثل هذه الأعمال التي يمكن أن تجلب له تأييداً غربياً مطلقاً، لا سيما من الدول المعنية بالشأن الليبي كإيطاليا وبريطانيا وغيرها".

ورجّحت أنّ "مواقف المجلس الرئاسي بغرب ليبيا من خلال انخراطه في تنسيق كامل مع الدول الكبرى، بشأن قضايا وملفات تعنيها بشكل أساسي، كقضايا الهجرة غير الشرعية والإرهاب، يمكن أن تزيد من دعم المجلس، على حساب طموحات حفتر العسكرية التي لا تعني المجتمع الدولي كثيراً".