دبلوماسيون أميركيون: السعودية تدفع إسرائيل لحرب "قذرة" على لبنان

11 نوفمبر 2017
بن سلمان يطبق الأجندة التي تتبناها إسرائيل(فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
حذّر دبلوماسيون ومسؤولون أميركيون سابقون، إسرائيل من مغبة الانصياع لرغبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في شنّ حرب "قذرة" على "حزب الله" في لبنان. 

ونقل المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل،  في تحليل نشر أمس الجمعة، عن السفير الأميركي السابق لدى تل أبيب، دان شابيرو، والذي عمل مستشاراً للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، قوله إن كل المؤشرات تدلل على أن السعودية تدفع إسرائيل نحو شنّ حرب على "حزب الله" وإيران.

واقتبس هارئيل عن شابيرو، والذي يعمل حالياً باحثاً في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، قوله: "في ظل النجاحات التي حققها نظام بشار الأسد في سورية بدعم إيران وحزب الله، وبإسناد روسي، فإن هناك ما يدلل على أن السعوديين يريدون نقل ساحة المواجهة من سورية إلى لبنان، وهم معنيون بأن تتولى إسرائيل عنهم تنفيذ هذه المهمة القذرة"، على حد تعبير شابيرو.

وحذّر الدبلوماسي الأميركي السابق من مغبة نصب السعوديين فخاً لإسرائيل من خلال دفع رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، للاستقالة. وحسب شابيرو، فإن السعوديين ينطلقون من افتراض مفاده أن "حزب الله" سيضطر لمواجهة التبعات السياسية والاقتصادية لاستقالة الحريري لخوض غمار حرب ضد إسرائيل "من أجل توحيد صفوف الجمهور اللبناني خلفه".

وأضاف: "يتوجب على إسرائيل ألا تنقاد تحت ضغط السعوديين لمواجهة سابقة لأوانها بشكل كبير". وكان شابيرو قد كتب في مقال سابق نشرته "هآرتس" قائلاً: "على الرغم من أن وصول بن سلمان مثّل، حلماً لإسرائيل، بفعل تطبيقه الأجندة التي تتبناها تل أبيب، إلا أن كلاً من إسرائيل والولايات المتحدة يجب أن ترفضا أن تفضي مغامرات بن سلمان إلى جرهما لمواجهة غير مدروسة مع إيران، وأنه في حال كان لا بد من اتخاذ قرار بالمواجهة مع طهران، فيجب أن يتخذ في واشنطن وتل أبيب وليس في الرياض"، على حد تعبيره.

وأكّد هارئيل أن دوف زيكهايم، الذي تولى مواقع رفيعة في إدارة الرئيسين الأميركيين السابقين رونالد ريغان وبوش الابن؛ يتبنى تحذيرات شابيرو أيضاً.

وحسب هارئيل، فقد لفت زيكهايم الأنظار إلى قيام جارد كوشنر صهر وكبير مستشاري ترامب بزيارة السعودية وإسرائيل ثلاث مرات بشكل يدلل على أن "الثلاثي ترامب بن سلمان نتنياهو يخططون لأمر ما"، مرجحاً أن يهدف مخطط الثلاثة إلى ممارسة الضغوط على إيران.

وفي تغريدة على حسابه على "تويتر"، صباح اليوم السبت، تساءل مارتن إنديك السفير الأميركي الأسبق في إسرائيل ومبعوث إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما للمنطقة قائلاً: "هل يمكن لإسرائيل أن تشن حرباً على لبنان فقط من أجل تلبية جدول الأولويات السعودي وتهديد مواطنيها في حيفا، لا يمكنني أن أصدق هذا"؟



من جهته، قال المعلّق العسكري لصحيفة "هارتس"، عاموس هارئيل، إنّ أحد أهم مسوغات التقارب بين السعودية وإسرائيل يكمن في الإحباط المشترك "من عدم كفاءة الغرب في التعامل مع التأثير الإيراني المتزايد في المنطقة".

وأضاف "في الوقت الذي يتمتع فيه البيت الملكي السعودي بعلاقة قوية مع إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، ومع تزايد التقارير التي تتحدث عن زيادة التنسيق الدبلوماسي والتعاون الاستخباري بين الرياض وتل أبيب، فإن إسرائيل والسعودية تريان في إيران عدواً مشتركاً".

وأشار هارئيل إلى أن الخارجية الإسرائيلية أوعزت لسفارات إسرائيل وممثلياتها في الخارج بتبني الخط الدعائي ذاته الذي تتبناه السعودية من "استقالة" الحريري، والتحذير من مخاطر التوسع الإيراني.

ولفت إلى أن قادة الاستخبارات والباحثين والأكاديميين في إسرائيل يرون أن الخطوات التي أقدم عليها بن سلمان على الصعيد الداخلي والخارجي تهدف إلى توطيد نفوذه قبل نقل السلطة له من والده البالغ من العمر 82 عاماً.
المساهمون