اعتبر مسؤولون فلسطينيون إزالة وزارة الخارجية الأميركية اسم السلطة الفلسطينية من لائحة بلدان ودول العالم عن موقعها الإلكتروني ضمن محاولات بواشنطن لشطب القضية الفلسطينية، وأن ما جرى ليس سهواً أو خطأ عارضاً بل اتجاه سياسي يهدف إلى دعم الاستيطان الإسرائيلي.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن ما جرى "لا يعتبر خطأ عارضا أو سقط سهوا وإنما يصب في اتجاه سياسي ترعاه الإدارة الأميركية الحالية".
وكانت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية نقلت عن الخارجية قولها إن إزالة اسم "السلطة الفلسطينية" خطأ تم ارتكابه أثناء تحديث الموقع الإلكتروني، وليس تغييرا في السياسة.
وعن ذلك قالت عشراوي: "الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأميركية كان يستخدم مصطلح (الأراضي الفلسطينية) أو (السلطة الفلسطينية)، لكن حاليا أي فلسطيني يريد تعبئة أي طلب للدراسة أو السفر للولايات المتحدة لن يجد هذه المصطلحات على قائمة الدول المدرجة في الموقع الإلكتروني".
وتابعت: "علمت أن السي إن إن نفت أنها حذفت اسم فلسطين، وأنهم يقومون بتحديث البيانات، وما جرى من خطأ يعتبر سقط سهواً ليس أكثر، لكنني أعتقد أن هناك جهات معنية بإزالة اسم فلسطين كأرض وكشعب، لنصبح قضية داخلية داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، أو قضية قابلة للتصدير لدول الجوار العربي مثل الأردن".
وبرأي عشراوي، فإن محاولة محو القضية الفلسطينية ليست أمرا جديدا، فـ"إسرائيل تعمل عليها بدأب وبشكل مكثف، وتركز في عملها على عدم وجود شيء اسمه فلسطين وبالتالي لا يوجد سيادة أو حق تقرير مصير، ولا يوجد ثقافة ولا تاريخ فلسطيني"، مشددة على أنه "من الواضح أنه ليس أمرا سقط سهوا، بل تم تمرير هذا الأمر ليصب في هذا الاتجاه السياسي".
وحول تداعيات ذلك، أوضحت عشراوي "يتم ترجمة الأمر إلى منحى سياسي، بأن القضية الفلسطينية قضية داخلية في إسرائيل وأن الفلسطينيين تحت السيادة الإسرائيلية، طبعا هذا له تبعات خطيرة، وهذا يعكس الإطار الفكري والسياسي الذي من خلاله تعمل الولايات المتحدة الأميركية من ناحية أيديولوجية متطرفة مع المتشددين الصهاينة المسيحيين، ومن ناحية موقف سياسي يميني عنصري مع الائتلاف الإسرائيلي العنصري الأيديولوجي، ما يعني محاولة تبني خطة فرض إسرائيل الكبرى على فلسطين التاريخية".
وقالت عشراوي: "كل هذا يأتي في سياق متصل بالقرارات الأميركية منذ تولي دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض، سواء باعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي أو وقف المساعدات الأميركية للفلسطينيين، ومنعها عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فضلا عن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة الأميركية واشنطن".
وحول تصريحات ترامب الأخيرة بأن الفلسطينيين حريصون على المساعدات المالية الأميركية، قالت عشراوي: "هذا يدل على جهل واستهتار كامل، وهذه تصريحات غبية"، فيما تساءلت عشراوي "كيف يمكن للإدارة الأميركية أن تفكر أن الفلسطينيين مستعدون للتوقيع على أي شيء مقابل المساعدات الأميركية؟".
وقالت عشراوي: "كل القرارات العقابية الأميركية للفلسطينيين لم تؤدِ إلى الخضوع، الآن هم يفكرون أن قضيتنا للبيع، وسنوقع على أي شيء مقابل المساعدات، هذا غباء، فنحن لن نستجدي حقوقنا ولن نبيعها".
من جانبه، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، في تغريدة له على موقع "تويتر": "إن شطب فلسطين (السلطة أو الأراضي) من قائمة وزارة الخارجية الأميركية، ليس له علاقة بالمصالح الوطنية الأميركية، القرار يهدف إلى دعم مخططات مجلس المستوطنات الإسرائيلي، أن تقرر عدم رؤية الحقيقة، لا يلغي وجودها".
Twitter Post
|
بدوره، استغرب المحلل السياسي جورج جقمان الخطوة الأميركية قائلاً: "هذه خطوة مستغربة، لأن الموقف الأميركي للإدارة الحالية ضد شيء اسمه دولة فلسطينية، لكن ما تم حذفه هو عبارة (السلطة الفلسطينية) وهي التسمية الرسمية في اتفاقية أوسلو، لهذا الأمر مستغرب".
وشدد جقمان في تصريحات لـ"العربي الجديد" على أن هذا الأمر مستغرب لأن الموقف الرسمي الأميركي بما رشح من معلومات عن "صفقة القرن" مع نوع من الحكم الذاتي للفلسطينيين مثل الوضع الحالي، ولا أعرف ما هو التفسير لأن الولايات المتحدة لم تعلن عن أي تفسير، حتى إن اليمين الإسرائيلي الآن رغم أنه يطالب بضم الضفة الغربية، إلا أنه لم يقم بذلك، بالتالي لا يوجد سبب للولايات المتحدة للانجرار وراء ما يحصل داخل إسرائيل.