بعد "البنك الدولي"... مصر تريد تعديل اتفاق 2015 بشأن سدّ النهضة

24 يناير 2018
السيسي طالب ديسالين بضرورة التهدئة الإعلامية (الأناضول)
+ الخط -
كشف مصدر دبلوماسي مسؤول تحدث لـ"العربي الجديد"، أن مصر تعد مقترحات بديلة عن إشراك البنك الدولي في مسار المفاوضات بشأن سدّ النهضة، بعدما تأكّدت من صعوبة تمرير مطلبها، في ظلّ اتفاق سوداني إثيوبي على الرفض، مشدداً على أن "هناك مساعيّ من جانب مؤسسة الرئاسة المصرية لانتزاع، ولو وعداً بحل للأزمة، يراعي الملاحظات والمخاوف المصرية، وبالتحديد قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية فعلياً".

وأوضح المصدر، أن أبرز المقترحات التي تجهزها القاهرة، إدخال تعديل على اتفاق المبادئ الموقّع في مارس/آذار 2015 في الخرطوم، وبالتحديد في البند الرابع في الاتفاق، والذي جاء بعنوان "مبدأ الاستخدام المنصِف والمناسب"، بحيث يتضمّن تفصيلاً للاحتياجات المائية الحقيقية لمصر، ووضع نص تفصيلي يربط سنوات الملء بعدم إلحاق ضرر مائي لحصة سكان الدولة.

وسيطرت أخيراً حالة من الغضب على الأجواء داخل مؤسسة الرئاسة المصرية، ودوائر وزارة الخارجية المعنية بملف حوض النيل، بعد تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، هايله ميريام ديسالين، التي أكّد خلالها فور عودته لبلاده من مصر، في زيارة استغرقت يومين، أن أديس أبابا ترفض المطلب المصري بشأن ضمّ البنك الدولي لمفاوضات سدّ النضهة كطرف محايد، بخلاف ما أعلنه خلال مؤتمر صحافي جمعه بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية، بأنّ المطلب "سيكون محلّ دراسة ومشاورات بين بلاده ومصر والسودان"، مؤكداً قرب انعقاد قمة ثلاثية من أجل هذا الهدف.

وكشف المتحدث باسم وزارة الخارجية، المستشار أحمد أبو زيد، أن وزير الخارجية سامح شكري أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره الإثيوبي، وركنه جيبيو، للتأكد من صحة تلك التصريحات، وأوضح أن الجانب الإثيوبي ردّ، أن التصريحات "اقتطعت من سياقها"، مؤكدًا أن وزير الخارجية أعرب عن قلقه من التصريحات التي نشرت على الوكالة الرسمية الإثيوبية.

‎وأضاف أبو زيد في تصريحات إعلامية أنّ "من يعترض على الاقتراح المصري، فليقدّم أسباباً منطقية، لأن الأمر لا يتحمّل المزيد من المماطلة"، مؤكداً أن مشاركة البنك الدولي لها أهمية كبرى بصفته طرفاً محايداً ولديه خبرة كافية لإبداء الرأي.


وكان ديسالين قال لوكالة الأنباء الرسمية في بلاده، إن "إثيوبيا لن تقبل طلب مصر تدخُّل البنك الدولي في محادثات اللجنة الفنية الثلاثية حول السد"، مضيفاً أنّ "هناك فرصة للدول الثلاث لحلّ النزاعات المحتملة معاً".

وقال المصدر الدبلوماسي ذاته، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، إن السيسي "طالب ديسالين بشكل واضح خلال زيارته للقاهرة، بضرورة التهدئة الإعلامية في الوقت الراهن، ووقْف التصريحات الرسمية من جانب المسؤولين في بلاده بشأن أزمة السد لمنع تصاعدها"، موضحاً أن الاتصال الذي جرى بين شكري وجيبيو، عقب تصريحات ديسالين، تضمن تحذيراً مصرياً بوقف مذكرات التفاهم كافة في مجالات التعليم والصناعة والتبادل التجاري، في ظلّ التصريحات والمواقف المعلنة من جانب بلاده، مؤكداً له أن "ما حدث كان بمثابة خداع للقاهرة". ولفت المصدر إلى أنه جرى التفاهم بشأن حذف التصريحات من على موقع الوكالة الإثيوبية وإصدار توضيح رسمي بشأنها، وهو ما حدث إذ تم الحذف، وأكد الجانب الإثيوبي أن التصريحات جاءت في غير سياقها.

المساهمون