قمة إسطنبول: تنديد متواصل بالمجزرة الإسرائيلية ونقل السفارة الأميركية

18 مايو 2018
القمة تنتهي بإصدار بيان ختامي (مورات كولا/ الأناضول)
+ الخط -
بدأت في مدينة إسطنبول التركية، مساء اليوم الجمعة، القمة الإسلامية الطارئة التي دعت إليها تركيا، بصفتها رئيسة لمنظمة التعاون الإسلامي، وهي قمة عقدت للرد على تنفيذ أميركا قرارها بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتزامن ذلك مع استشهاد أكثر من 60 فلسطينيا في مليونية العودة قبل أيام.


القمة التي جاءت على عجل وتستمر ساعات قليلة، تهدف إلى اتخاذ إجراءات دولية، للتحقيق بما ارتكبته إسرائيل من جريمة ضد الفلسطينيين، فضلا عن اتخاذ إجراءات لردع أميركا من قرارها واعترافها، حيث من المنتظر أن يصدر بيان ختامي يتناول ذلك.

وخلال الجلسة الافتتاحية تحدث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بقوله: "نعلم أن الإدانات والصراخ والغضب لم تضع حدا للظلم والاحتلال، ولن يوقفهما كذلك في المستقبل، إن لم يأخذ المسلمون حقهم بأنفسهم، لن يتفضل علينا أحد بحقنا على طبق من ذهب، ولا بد من محاسبة إسرائيل أمام القوانين الدولية على ما اقترفته من قتل للمدنيين".

وأضاف: "نقول لأولئك الذين يريدون خنق منطقتنا بالدم والدموع قفوا، ونرفع صوتنا من اجتماعنا هذا بأن أشقاءنا الفلسطينيين ليسوا وحدهم في كفاحهم، وإن يدي الولايات المتحدة الأميركية تلطخت بدماء الشعب الفلسطيني، وإن ما تقوم به إسرائيل هو قطع للطرق، ووحشية، وإرهاب دولي، وكما كان 14 مايو/ أيار، يوما أسود في تاريخ الإنسانية، سنسجل في 18 مايو/ أيار، يوما تاريخيا للإنسانية، بتكافل جهودنا".

أما الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، فقال: "القدس الشريف والشعب الفلسطيني يحتلان أولوية بالنسبة إلى الدول العربية والإسلامية، وبذلت دولة الكويت جهودا مقدرة في دعم القضية الفلسطينية بخاصة في مجلس الأمن".

وأردف: "إن آمال أمتنا الإسلامية وأفئدتها تنتظر من أجل وضع حد للعدوان الإسرائيلي، ونحن نجدد رفضنا القرار الأميركي بافتتاح السفارة الأميركية في القدس، ونؤكد عدم قانونية الإجراء، وإن صنع واقعا لن ينجز حقا، ولن يكتسب مشروعية، والمجزرة في غزة التحقيق بها مطلب محق وعادل، وسيؤدي إلى محاسبة مرتكبيها".

وشدد على أن "منظمة التعاون الإسلامي تؤكد أهمية العمل لتشكيل لجنة خبراء دولية مستقلة، لتحقق بالمجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد المتظاهرين العزل، وإبلاغ النتائج للهيئات الدولية ذات الصلة"، مبينا أن "حل الدولتين التي نسعى إليها وفق المرجعيات الدولية وقرارات القمة العربية، فرصة لتحقيق السلام والاستقرار الذي تنشده المنطقة".

أما العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، فأوضح أن "القدس قبلتنا الأولى وتوأم عمان، ومفتاح السلاح والوئام، والسلام سبيله الوحيد وفق حل الدولتين، وأؤكد من جديد أن منطقتنا لن تنعم بالسلام الشامل إلا بحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وفق القرارات الدولية والمبادرة العربية".

كما أفاد بـ"أن الممارسات هذه تؤدي إلى إضعاف ركائز السلام والاستقرار وتعزيز الأحادية، وترسيخ اليأس الذي يؤدي إلى العنف، وموقفنا الثابت هو أن قدسنا الشرقية هي أرض محتلة، ويتحدد مصيرها بالتفاوض المباشر على أساس قرارات الشرعية الدولية، ولا بد من التذكير بأن تقوم الدول باتخاذ إجراءات فورية لدعم صمود الشعب وتقويته اقتصاديا".

أما رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، فقال: "نجتمع اليوم، والفلسطينيون يتعرضون لاعتداء إسرائيلي مدعوم بقرار أميركي باطل، يعتدي على حقوقنا وتاريخنا، وهو عمل عدواني ويبعد أميركا من وساطتها، وتصبح جزءاً من المشكلة لا من الحل، وهو تشجيع لإسرائيل لتصعيد جرائمها ضد الشعب الفلسطيني".


وتابع بالقول: "يجب علينا إرسال الرسالة الصحيحة ضد السلوك العدواني، السلوك الأميركي الخطير، والحكومة اليمينية الإسرائيلية التي تمضي في تنفيذ مخططاتها، ونتطلع لدعمكم لنا بتفعيل كافة قرارات المنظمة، والعمل على تنفيذها دون توقف، نتطلع لأن تنفذ منظمتنا ضغوطا جماعية لتحقيق دولي شامل، حيث استشهد أكثر من 150 منذ إعلان ترامب نقل السفارة، وجرح نحو 20 ألف شخص، ويجب اعتبار نقل السفارة عملا عدائيا ضد الأمة الإسلامية والمسيحية، مما يجعل أميركا شريكة في العدوان".
وينتظر أن تتواصل الكلمات في جلسة مغلقة عقب تناول وجبة الفطور، ويتم اعتماد البيان الختامي، لتنتهي بمؤتمر صحفي.