العراق: تجدد التظاهرات في بغداد والجنوب وتصاعد دعوات الإضراب العام

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
ذي قار

محمد علي

avata
محمد علي
03 نوفمبر 2019
8A8D29F4-EC42-40D0-98D7-54D78FA82499
+ الخط -

استجابة لدعوات الإضراب العام التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، قطع متظاهرون عراقيون، الأحد، طرقا رئيسة في بغداد وعدد من مدن جنوبي البلاد، وسط تعثر واضح في الدوام الرسمي لجامعات وكليات ومدارس عدة استجابة لدعوات الإضراب الذي أيدته نقابة المعلمين العراقية. 

وتدخل التظاهرات العراقية في مرحلة تصعيد جديدة، من خلال دعوات الإضراب والعصيان المدني الذي أطلق عليه ناشطون في بغداد والبصرة عنوان "لن يحكمنا طائفي بعد اليوم". 

وقال ناشطون وشهود عيان جنوبي البلاد، إن متظاهرين قطعوا الطرق الرئيسة المؤدية إلى الحقول النفطية في منطقة المشرح، ومنعوا الوصول إليها، تنفيذا للإضراب العام، كما قطع المتظاهرون منفذ الشيب البري الحدودي المرتبط مع إيران، جنوبي البلاد. 

وأعلن بمحافظة ذي قار عن الإضراب عبر مكبرات الصوت في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، مركز محافظة ذي قار.

واستجابة للدعوة للإضراب، توافدت أعداد كبيرة على ميادين التظاهر، وسط حضور لافت لشيوخ وزعماء قبائل بالمحافظة، وهتافات تؤكد على وحدة الشعب العراقي، وتطالب بإنهاء النفوذ الإيراني. وقطع المتظاهرون جسور مدينة الناصرية الرئيسة أيضا. 

وفي البصرة، التي شهدت أمس يوما داميا، تجددت التظاهرات فيها أمام ميناء أم قصر، كما منع المتظاهرون مرور مركبات موظفي شركات الحديد والصلب والأسمدة ومحطة الكهرباء الغازية، وقطعت الطرق المؤدية إلى الشركة، كما قطع المتظاهرون من أهالي الحي العسكري في بلدة أبي الخصيب الطريق العام في البلدة.

وفي الديوانية، انطلق المئات من طلبة المدارس في تظاهرات احتجاجية، في وقت لم يباشروا فيه الدوام الرسمي.

كما تجددت التظاهرات الطلابية في مدينة السماوة عاصمة محافظة المثنى، وسط إجراءات أمنية مشددة، حيث يحيط عناصر الأمن بالمتظاهرين. 

بغداد بدورها شهدت قطعا لطرق رئيسة في مناطق مدينة الصدر وحي البنوك القريب منها، وحي أور والزعفرانية، فضلا عن غلق عدد غير قليل من المدارس أبوابها.

وقطع المتظاهرون عدة طرق غربي بغداد أيضا، ويتم القطع بواسطة إشعال إطارات وحجارة وأنقاض. 

وبحسب الناشط المدني غسان المسعودي، فإن "الإضراب العام الذي بدأ بشكل بسيط في بعض مناطق العاصمة والجنوب سيتسع ليشمل مناطق أخرى، وهي خطوة أولى تأتي بعد مماطلات الحكومة والرئاسات العراقية بتنفيذ المطالب"، مبينا لـ"العربي الجديد": "لا نريد شل الحياة بقدر ما نريد تنفيذ المطالب المشروعة للشعب، وإرجاع حقوقنا المسلوبة وإقالة الحكومة". 

وأكد المسعودي أن "الإضراب رد على التهديد الحكومي للموظفين الذين لم يواصلوا الدوام، إذ هددتهم بإجراءات رادعة تصل إلى الفصل من العمل، لذا فالإضراب سيشمل جميع المناطق والدوائر"، مشددا "صوت الشعب أقوى من أي صوت آخر". 

إلى ذلك، عقد رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، ليل أمس، اجتماعا مع القادة الأمنيين بحضور وزير الداخلية، لبحث آخر تطورات التظاهرات. 


ووفقاً لبيان صدر عن مكتبه، فإن "الاجتماع أكد على أداء الأجهزة الأمنية لمهامها بحفظ الأمن والاستقرار، وقيامها بواجباتها وفق التوجيهات بحماية المتظاهرين السلميين والممتلكات العامة والخاصة والمنشآت الحيوية في عموم البلاد". 

ويأتي ذلك في وقت دخلت فيه التظاهرات العراقية شهرها الثاني.

وكانت مفوضية حقوق الإنسان العراقية قد أعلنت حصيلة جديدة لضحايا التظاهرات، التي بدأت في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى اليوم، إذ بلغت 260 قتيلا و12 ألف مصاب.

في المقابل، أعلن في بغداد، الأحد، عن اختطاف ناشطة بارزة في التظاهرات على يد مليشيا مسلحة.

وقال مسؤول أمن عراقي لـ"العربي الجديد"، إنه سجل اختطاف الناشطة صبا المهداوي، خلال عودتها من التظاهرات إلى منزلها على يد سيارة بدون لوحة أرقام، مضيفا أن المعلومات الأولية تشير إلى أنها تابعة لمليشيا مسلحة، ومؤكدا أن التحقيقات جارية من قبل الشرطة.

وباختطاف الناشطة المهداوي يكون عدد الناشطين العراقيين الذين جرى اختطافهم، منذ بداية التظاهرات الحالية، 10 ناشطين بعد يوم من اختطاف ناشط يدعى سيف راضي الربيعي في حي العامل ببغداد.

ويؤكد مراقبون أن عمليات الاختطاف تأتي ضمن سلسلة ترهيب وضغط على الناشطين والمدونين المؤيدين للتظاهرات في البلاد تقف وراءها جماعات مسلحة مرتبطة بإيران، وصارت تنشط بشكل أكبر في الأيام الأخيرة مع اتساع رقعة التظاهرات.

ذات صلة

الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.
الصورة
حراك طلابي في جامعات لبنانية تضامنا مع غزة، 30 إبريل 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

شهد عدد من جامعات لبنان، اليوم الثلاثاء، حراكاً طلابياً ورفضاً للحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، المستمرّة منذ ما يقارب السبعة أشهر
الصورة
طلاب من جامعات تونس في حراك تضامني مع غزة - 29 إبريل 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

انطلق حراك طلاب تونس التضامني مع غزة والداعم للانتفاضة الطالبية في جامعات العالم، ولا سيّما في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من العاصمة ومدن أخرى.
الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.