النظام يتقدم جنوب دمشق وتحضيرات لخروج الدفعة الثالثة من المهجرين

05 مايو 2018
خروج الدفعة الثالثة من مهجري جنوب دمشق(رامي السيد/الأناضول)
+ الخط -
تتواصل، اليوم السبت، عملية ترحيل جزء من أهالي مناطق بعض بلدات جنوب دمشق من مدنيين وعسكريين باتجاه الشمال السوري، فيما وصلت الدفعة الثانية من المهجرين إلى مدينة الباب شمال حلب، في وقت حققت قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها المزيد من التقدم على الأرض على حساب تنظيم "داعش".

وسيطرت قوات النظام على أجزاء واسعة من منطقتي مخيم اليرموك والحجر الأسود، وسط توقعات من جانب مصادر النظام بحسم المعركة خلال يوم أو يومين.

وقال الناشط الإعلامي، أيهم العمر، الموجود في جنوب دمشق، لـ"العربي الجديد"، إنّ أكثر من 70 حافلة دخلت إلى المنطقة لنقل الدفعة الثالثة من المهجرين من بلدات يلدا وبيت سحم وببيلا وسط حالة من الارتباك والفوضى في إدارة العملية.

وأضاف العمر، الذي يستعد هو نفسه للمغادرة اليوم مع الدفعة الثالثة، إنّ هناك قلة في عدد الحافلات المتوفرة قياساً إلى العدد الكبير ممن سجلوا أسماءهم للخروج.



في غضون ذلك، وصلت حافلات الدفعة الثانية من مهجري بلدات جنوب دمشق إلى مدينة الباب شمال حلب، والتي غادرت، مساء أمس، وعلى متنها 618 شخصاً، من مقاتلي الجيش الحر وعائلاتهم. وسبقها وصول الدفعة الأولى التي ضمت 32 حافلة حملت 1643 شخصاً.

وتشير التقديرات إلى أن 17 ألف شخص، قد يخرجون من تلك المناطق بموجب الاتفاق الذي جرى بين ممثليها ومندوبي النظام وروسيا.

وفي التطورات الميدانية، شنّ طيران النظام السوري سلسلة غارات على مواقع منطقتي اليرموك والحجر الأسود، جنوب العاصمة، فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على المنطقتين، بالتوازي مع قصف مدفعي وصاروخي.

وقالت مصادر النظام إنّ قوات الأخير حققت المزيد من التقدم على محاور عدّة في الحجر الأسود ومخيم اليرموك، وسيطرت على مبنى ناحية الحجر الأسود وصالة نادي عمال القنيطرة بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم "داعش" متوقعة الانتهاء من السيطرة على اليرموك خلال فترة قصيرة.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات النظام سيطرت حتى الآن على ثلثي أراضي منطقة اليرموك جنوبي اليرموك.

وقال المتحدث باسم الوزارة الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، في مؤتمر صحافي، إنه تم شطر مناطق سيطرة تنظيم" داعش" في الجانب الغربي من اليرموك، و"تجري المرحلة النهائية من دحر مجموعات داعش المبعثرة، إذ سيطرت القوات الحكومية على أكثر من 65 بالمئة من أراضي هذه المنطقة".

غير أن مصادر محلية أكّدت مقتل عدد من النساء والأطفال في قصف استهدف قبواً في مخيم اليرموك، وقبواً آخر في حيّ الحجر الاسود، فيما تعيش مئات العائلات في ظل أوضاع مزرية مع انعدام الخدمات الإغاثية والمواد الغذائية، وشح بالمعلومات بعد اضطرار عدد من الناشطين لمغادرة المخيم والحجر الأسود خوفاً من ممارسات "داعش" وقصف قوات النظام.

وتداولت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مرئياً يوثق قيام عناصر النظام بسرقة منازل المدنيين في مخيم اليرموك. ويظهر في الفيديو الذي التقطه أحد المراسلين المقربين من النظام، عناصر النظام يقومون بنقل أجهزة كهربائية ومعدات منزلية وتجميعها في منطقة الريجة وما حولها، وذلك بعد تهجير عناصر "هيئة تحرير الشام" منها إلى شمال سورية.

وفي الإطار نفسه، تتواصل التحضيرات لتهجير أعداد من المدنيين والعسكريين من مناطق ريف حمص الشمالي حيث أتمت الفصائل تسليم سلاحها الثقيل والمتوسط لقوات النظام بموجب الاتفاق الذي جرى بين ممثلي المنطقة وكل من روسيا والنظام.

وقال الناشط الإعلامي، خضر العبيد، لـ"العربي الجديد"، إن عملية خروج المهجرين إلى الشمال السوري تأجلت إلى يوم الإثنين المقبل، مشيراً إلى أن أول الخارجين سيكون عناصر "هيئة تحرير الشام" و"الفيلق الرابع"، بينما أعلنت بعض الفصائل مثل "حركة تحرير حمص" رفضها لعملية التهجير.


كما ظهر قائد "جيش التوحيد" منهل الصلوح الذي ينحدر مقاتلوه من تلبيسة، في تسجيل مصور، قال فيه إنه باقٍ في المنطقة "ليس بضمانة أحد وإنما الله فقط والسلاح الذي نملكه".

ولفتت مصادر إلى أنه "إضافة إلى جيش التوحيد، فإن فصائل أخرى قد تبقى في المنطقة منها فصائل تير معلة والدار الكبيرة والرستن ليسهموا في إدارة المنطقة".

المساهمون