وأضافت المصادر أن "قسد" فرضت حظراً للتجوال في المدينة حتى نهاية حملة المداهمات والتفتيش، مشيرة إلى أنها المداهمة الثالثة للمدينة منذ بداية فبراير/شباط الجاري.
وتقع المدينة على الضفة اليمنى لنهر الفرات (جزيرة)، وتُعتبر ذات موقع استراتيجي لقربها من حقل العمر النفطي، ومدينة الميادين الخاضعة لسيطرة النظام.
وبحسب المصادر، فقد طاولت الاعتقالات شباناً من عائلات المخلف، الخزيم، النوفل، الرحيم، وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة، مرجحة أن تكون القاعدة الأميركية الواقعة على بعد 7 كيلومترات من المدينة في حقل العمر النفطي.
وكانت "قسد" قد شنت، بالتعاون مع التحالف الدولي في الحادي عشر من الشهر الجاري، عملية أمنية وسط مدينة الشحيل، واعتقلت العديد من الأشخاص من الموقع الذي تمت مداهمته، وذلك عقب مقتل وجرح عناصر من "قسد" بهجوم لمجهولين في المدينة.
القضاء على بقايا "داعش"
وبحسب ما ذكرته مصادر من "قسد" لـ"العربي الجديد"، فإن عمليات الاعتقال التي شنتها الأخيرة في المنطقة تأتي ضمن حملة القضاء على بقايا تنظيم "داعش" في المنطقة، وخصوصاً في محور الضفة اليمنى لنهر الفرات، والتي تقابل مناطق سيطرة النظام والمليشيات الإيرانية.
وبحسب المصادر، فإن تلك المناطق كانت تضم آخر معاقل "داعش" من الباغوز، جنوب شرق، وحتى الشحيل، وتعرضت فيها "قسد" أخيراً لخسائر بشرية ومادية ضخمة جراء الهجمات التي تشنها الخلايا النائمة التابعة لـ"داعش" الإرهابي.
ووفق المصادر، فإن العمليات تشمل نواحي هجين والشحيل وذيبان والطيانة والباغوز ومناطق أخرى مثل مراط ومحيطها، مشيرة إلى أن منطقة الباغوز بدأت تشهد عودة بعض العائلات بعد سماح "قسد" بذلك.
وتحدثت المصادر عن وقوع اشتباك، ليل أمس الأحد، بين دورية من "مجلس هجين العسكري" التابع لـ"قسد"، ومجموعة من العناصر الذين كانوا يحاولون الدخول إلى المدينة، حيث تم اعتقال اثنين منهم وقتل شخص، بينما لاذ البقية بالفرار.
وتعيش مدينة الشحيل ومعظم تلك المنطقة التي تقطنها أغلبية من عشائر "الشعيطات" حالة من الفلتان الأمني شبه المستمر، إذ تشهد بين الحين والآخر هجمات من مجهولين طاولت عناصر "قسد" ومدنيين، وحمّل أهالي المدينة مسؤولية هذا الفلتان لـ"قسد".
عمليات ثأر
وبحسب ما أفاد به الناشط أبو محمد الجزراوي لـ"العربي الجديد"، فإن "قسد" في مدينة الشحيل أو عموم المنطقة، تتعامل مع معظم الأهالي على أنهم "دواعش"، وذلك بسبب تعيين "قسد" لأشخاص يحملون نية الثأر والانتقام في مراكز قيادية، وهؤلاء الأشخاص يقومون بعمليات انتقامية بسبب مقتل أحد أقاربهم في المعارك ضد "داعش".
وكان البعض من أبناء الشحيل ينتمي لتنظيم "داعش" كعنصر أو قيادي، إلا أن عناصر وقياديين في "قسد" يحملون وزر ذلك لأهل وذوي العنصر، على الرغم من أنه إما قتل في المعارك، أو معتقل حاليا لدى "قسد"، أو فار إلى مكان مجهول.
ولا توجد، بحسب الناشط، إحصائيات دقيقة لأعداد المعتقلين من أبناء المنطقة لدى "قسد"، كما أن من يتم اعتقاله غالباً ما يبقى قيد الاعتقال بتهمة الانتماء لـ"داعش"، أو يتم تجنيده إجبارياً في صفوف "قسد" في حال أثبتت براءته من تهمة الانتماء لـ"داعش".
وتحدث الناشط عن حالات عدة تم الإفراج عنها مقابل مبالغ مالية طائلة أو وساطة لدى "قسد" من قبل شيوخ ووجهاء في المنطقة.