أنور عشقي يروّج للتطبيع: السعودية ستنسج علاقات مع إسرائيل

28 يونيو 2017
عشقي: كامب ديفيد أصبحت دولية بعد اتفاقية "تيران وصنافير"(فيسبوك)
+ الخط -

لم تكد تمضي ساعات على إطلاق وسم "سعوديون مع التطبيع"، تلك الحملة ظهرت فجأة على موقع "تويتر" من دون أن يُعرف مطلقوها والجهات التي تقف خلفها، حتّى بدأت تلك الدعوة تتخذ طابعًا علنيًّا، وتكشف عن بعض وجوهها. ذلك ما تشي به التصريحات التي أطلقها، اليوم الأربعاء، اللواء السابق في الجيش السعودي، ومدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، أنور عشقي؛ ذو الباع الطويل في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. 
وراح عشقي، في مقابلة مع موقع "دوتشيه فيليه" الألماني نُشرت اليوم الأربعاء، يروّج للتطبيع مع إسرائيل. وفي ردّ على سؤال حول إن كان توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، بداية للتقارب مع إسرائيل، قال عشقي "لم يكن الهدف من استرداد الجزيرتين إقامة علاقة بين المملكة وإسرائيل، وإنما كان الهدف ترسيم الحدود مع مصر، وعندما رسمت الحدود أصبحت الجزيرتان داخل حدود المملكة، وهذا سيفضي إلى التعامل مع معاهدة كامب ديفيد. أي أن المعاهدة لم تعد مصرية إسرائيلية، وإنما صارت دولية، فمصر والسعودية ستشتركان في السيطرة على الممر الذي تمر منه السفن الإسرائيلية والأردنية وغيرها من السفن التي تمر للبلدين. والمملكة ستنسج علاقة مع إسرائيل، وشرط وجود هذه العلاقة هو موافقة إسرائيل على المبادرة العربية وتطبيقها".

ورأى أنور عشقي، الذي سبق أن زار أكثر من مرّة الأراضي المحتلة، والتقى مسؤولين إسرائيليين، أن السعودية "ستتجه للتطبيع مع إسرائيل بعد تطبيق المبادرة العربية. طرح رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو مبادرة أيضا، وهي مختلفة عن المبادرة العربية بشيء قليل، وتُدرس الآن في الولايات المتحدة. بعد ذلك سينظر فيها، فإذا وافق عليها الإخوة الفلسطينيون فأنا على يقين من أن المملكة لن تعترض على ذلك".

وقال إن الفوارق بين المبادرتين، تدور حول أن تجيز "إسرائيل أن يكون هناك دولة فلسطينية على أن تكون على اتحاد كونفيدرالي وبضمان من الأردن ومصر. والنقطة الثانية أن يترك أمر القدس إلى النهاية".

ومضى عشقي قائلاً إن "أهم الأوراق التي تملكها المملكة هي التطبيع مع إسرائيل. هذه أكبر ضمانة الآن لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، لأنه كما تبين لنا في مؤتمر القمة الإسلامي فإن موقف المملكة دليل للدول الإسلامية، فإذا طبّعت المملكة مع إسرائيل سوف تطبع الدول الإسلامية كلها مع إسرائيل، وستكون قد كسرت العزلة بين إسرائيل ودول المنطقة". معتبراً أن "إسرائيل أبدت في هذه المبادرة التي طرحتها نوعا من المرونة في إعطاء الفلسطينيين حقوقهم".


وفي وقت تشنّ فيه حملات سعودية على مختلف منصّات التواصل الاجتماعي، ضدّ التطبيع مع إسرائيل، ورفضاً للقاءات التطبيعية التي يجريها عشقي، زعم الأخير أن "المجتمع السعودي الآن لو نظرنا إلى تغريدات وتعليقات أبنائه نجد أنهم يقولون إن إسرائيل لم يسجل منها عدوان واحد على المملكة".

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد كشفت، في يوليو/تموز الماضي، عن زيارة قام بها عشقي إلى القدس المحتلة، التقى خلالها كلاً من مدير عام وزارة الخارجية دور غولد؛ وهو صديق عشقي منذ وقت طويل، ومسؤول التنسيق الأمني في الضفة الغربية المحتلة، يوآف مردخاي، في فندق الملك داود.

وقالت الصحيفة إن "عشقي حضر إلى إسرائيل مصطحبا معه بعثة أكاديمية ورجال أعمال سعوديّين، التقوا خلال الزيارة الحميمة بمجموعة من أعضاء الكنيست، بهدف تشجيع الخطاب في إسرائيل، حول مبادرة السّلام العربيّة".

(العربي الجديد)