وقالت وكالة "ستيب نيوز" المحلية، إن الشرطة العسكرية التابعة لـ"الجيش الوطني" دخلت مقر فرقة "الحمزات" الرئيسي المسمى "الأسايش" (نسبة إلى استخدامه سابقاً كمقر أمني للمسلحين الأكراد الذي كانوا يسيطرون على المدينة)، بعد اقتحام مسلحي مهجري غوطة دمشق له، لتعثر على خمس نساء كن مختفيات منذ مدة، وهن أربع كرديات من عفرين، وخامسة لم يتم التعرف إليها.
وأوضحت الوكالة أن عناصر من فصيل "السلطان مراد"، وآخرين من "الحمزات"، استغلوا حالة الفوضى ليقدموا على سرقة بعض المحال التجارية، مشيرة إلى أن جهود الشرطة العسكرية وفصيل "الجبهة الشامية" لحل الخلاف لم تثمر عن نتيجة، ولكن المدينة تشهد حاليًا حالة من الهدوء الحذر.
من جهتها، أصدرت قيادة فرقة "الحمزات"، التابعة للفيلق الثاني بفصائل المعارضة، بيانًا عبرت فيه عن أسفها حيال اقتتال عفرين، مؤكدًة أنها فتحت تحقيقاً في ما جرى، وأنها تعتزم تسليم المذنبين للشرطة العسكرية، لتتم محاكمتهم.
كما أصدر "اللواء 112" التابع للفيلق الأول بفصائل المعارضة، بيانًا قال فيه إنه سيخلي مقراته بمدينة عفرين، على خلفية الاقتتال الذي دار أمس، الخميس.
ومن جانبهم، أصدر أهالي دمشق وريفها في الشمال السوري، بياناً يوضح الأسباب التي أدت إلى الاشتباك مع فرقة "الحمزات"، وطالبوا قيادة "الجيش الوطني" وتركيا بإزالة جميع مقرات الفرقة من مدينة عفرين، وتسليم المتورطين ومحاسبتهم، وتوضيح سبب وجود نساء عاريات في معتقلات فرقة "الحمزات".
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن أغلب عناصر فرقة "الحمزات" فروا من مدينة عفرين إثر الاشتباكات التي جرت أمس، الخميس، وذلك بعد محاصرة مقراتهم من جانب مسلحي الغوطة الذين شاركوا في القتال بصفة فردية، برغم انتماء كثير منهم لفصائل معروفة، مثل "أحرار الشام" و"جيش الإسلام" والفرقة الأولى.
وتمكن مسلحو الغوطة، بالتعاون مع مسلحين آخرين، من السيطرة على أحد مقرات فرقة "الحمزات" واعتقال عناصرها، ولا تزال تلك الفصائل تحاصر عدة مقرات للفرقة في المنطقة.
وأسفرت الاشتباكات، أمس الخميس، عن مقتل مسلح من أبناء الغوطة، وإصابة آخرين، فيما قتل 3 من عناصر فرقة "الحمزات". كما قتل 3 مدنيين، بينهم طفلان، وأصيبت 6 آخرون، بينهم 3 نساء، من مهجري الغوطة خلال الاشتباكات وإطلاق النار العشوائي الذي جرى.
وبدأ القتال في حي المحمودية القريب من مطعم "كبصو"، بين فرقة "الحمزات" ومجموعة من مسلحي الغوطة، نتيجة قيام عنصر من "الحمزات" برمي قنبلة يدوية على محل يعود لأحد أبناء عربين من الغوطة، لأنه رفض بيعه بالدين، ما أدى إلى مقتل صاحب المحل، فيما قتل طفل كان في منطقة الحادثة برصاصة في الرأس.
يذكر أن عدداً كبيراً من أهالي غوطة دمشق، جنوبي سورية، استقروا في مدينة عفرين، بعد عدة اتفاقات تمت بين روسيا والمعارضة قضت بخروج أهالي الغوطة إلى الشمال السوري.