رئيس حزب "آفاق تونس" يعلن استقالته إثر الخسارة الانتخابية الفادحة

08 أكتوبر 2019
خسائر فادحة لحزب آفاق تونس بالانتخابات التشريعية والرئاسية (Getty)
+ الخط -

أخفق حزب "آفاق تونس" في الحصول على ثقة الناخبين وتنمية رصيده الانتخابي، لينتهي به المطاف ممثلاً بنائب وحيد في البرلمان المقبل، في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد الماضي.

وفيما كان الحزب يأمل أن يحقق مجموعاً انتخابياً يؤهله لتكوين كتلة نيابية، كان واقع صناديق الاقتراع مغايراً تماماً، فلم يحافظ آفاق تونس حتى على مقاعده الثمانية التي حصدها في انتخابات عام 2014، ولم يحصل إلا على مقعد وحيد حالياً.

وأمام كل هذا، اعترف رئيس الحزب ياسين إبراهيم بهذا الفشل، وأعلن استقالته من رئاسة الحزب في إطار تحمّل مسؤولية هذه الخسارة.

وقال إبراهيم، في بيان صادر مساء الاثنين، إن إيمانه بمبدأ المسؤولية كركيزة أساسية من ركائز آفاق تونس يقتضي إعلانه لاستقالته أمام مناضلي الحزب والراي العام، لافتاً إلى أنه "سيبقى في الحزب للمساندة والمشاركة في التفكير للمرحلة المقبلة".

وعبّر عن ثقته بأعضاء الحزب وبمؤسسات حزبهم للقيام بالمراجعات اللازمة في إطار ترسيخ مشروع التوجه الليبيرالي الاجتماعي للمساهمة في إخراج البلاد من أزمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتأتي هذه الاستقالة إثر ما سمّاه "عدم النجاح في تحقيق أهداف الحزب في هذه المرحلة، وذلك لأسباب عديدة، منها الذاتي، والمتعلقة ببعض الخيارات السياسية".

وفيما ذكر إبراهيم الأسباب باقتضاب في البيان الصادر عنه، إلا أنه أرجع أيضاً تعثر قائمات آفاق تونس في التشريعية إلى "المناخ السياسي العام وصعود التيارات الشعبوية والراديكالية والإخفاق المدوي لمنظومة الحكم على جميع المستويات، وعلى رأسها المستوى الأخلاقي، الذي اتسم بممارسات مخجلة، كتدفق المال الفاسد وشراء الذمم"، على حدّ تعبيره.

وإذ بدت الصدمة واضحة على قيادات آفاق تونس، سارع أغلبها إلى تعليق فشلها على تصاعد الخطاب الشعبوي والراديكالية، متناسية أن أولى رسائل الإنذار للحزب وردت خلال الانتخابات البلدية السنة الماضية، التي لم يحقق فيها الحزب نجاحاً يذكر.

وفي الوقت الذي استفادت فيه أحزاب أخرى من الانتخابات الرئاسية في دورها الأول بتبنيها أو تقديمها لمرشحين، فإن مسارعة آفاق تونس إلى تبني ترشّح عبد الكريم الزبيدي في الدور الأول واستحواذه على حملته ودعوته مرشحي العائلة الوسطية التقدمية إلى الانسحاب لفائدته، لم تؤثر بنتائجه في التشريعية.

أبعد من ذلك، حمّل مراقبون للشأن السياسي آفاق، المسؤولية عن إخفاق الزبيدي في الوصول إلى الدور الثاني، بسوء إدارة الحملة التي اتسمت بالارتجال وكثرة الأخطاء الاتصالية، فضلاً عن عدم صياغة برنامج يقدمه هذا الأخير إلى عموم الناخبين.


ودفع آفاق تونس، وفق محللين كثر، ثمن خيارات خاطئة أقدم عليها. ويعود ذلك إلى قرارات اتخذها ياسين إبراهيم لم تعد بالنفع على الحزب، فآفاق الذي حصل على حقائب وزارية رغم صغر حجم كتلته النيابية التي لم تتجاوز ثمانية نواب، لم يرغب في تحمّل جزء من المسؤولية في فشل الحكومات المتعاقبة إثر انتخابات عام 2014 في الرد على المطلبية الاجتماعية وتجاوز الاختناق الاقتصادي، وهاجم شركاءه في الحكم ووصفهم بالمنظومة الفاشلة في محاولة للتبرؤ منها.

وقرر حزب آفاق تونس إعلان مغادرته للحكم عام 2017، وهو قرار عاد بالوبال على الحزب وأدى إلى انشقاقات واسعة في صفوف قواعده ومناضليه، وحتى كتلته النيابية تفتتت وتفرق أعضاؤها على بقية الكتل.

وتأمل قيادات آفاق تونس أن تكون نتائج الانتخابات فرصة للتقييم الجدي لمسيرة الحزب وإعادة البناء، وسط قراءات متعددة تشير إلى أن الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد قد طوت صفحة الأحزاب الهشّة الصغيرة وتمهّد لحقبة جديدة سيعيشها المشهد التونسي لا تحتمل إلا الأحزاب الكبيرة وتلفظ الكيانات السياسية الهشّة.

المساهمون