وفي مقال نشره موقعها، اليوم السبت، وأعده معلق الشؤون العربية تسفي بارئيل، أشارت "هآرتس"، إلى أن الخيار الدبلوماسي بات الخيار الوحيد المتاح أمام السعودية لمواجهة التحديات التي تمثلها إيران، مشدّدة على أن بن سلمان أدرك أن ضعف بلاده وعدم مقدرتها على مواجهة طهران عسكرياً يقلصان من هامش المناورة أمامها.
ونوهت الصحيفة إلى أن بن سلمان توجه بالفعل إلى عدد من الجهات، طالباً منها التوسط لدى إيران بهدف التوصل لتفاهمات تضع حداً للصراع القائم بين الدولتين، إذ أقرّ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، أنّه كان أحد الذين توجهت إليهم الرياض.
وأضافت الصحيفة أن مسؤولاً في ديوان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أكد أن الزيارة الأخيرة له للرياض جاءت في إطار محاولة التوسط بين السعودية وإيران.
وحسب الصحيفة، فإن حماسة السعودية للحلول الدبلوماسية تأتي في أعقاب شعورها بالعزلة في أعقاب تأكيد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعد لقائه الأخير ببن سلمان بأن أي قرار بالردّ عسكرياً على مهاجمة المنشآت النفطية السعودية سيكون قراراً سعودياً وليس أميركياً، إذ أنّ دور واشنطن سينحصر في تقديم المساعدات وليس القتال نيابة عن السعوديين.
وأشارت إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حرص على إحراج بن سلمان مجدداً، عندما شدّد على أنّ السعودية ستكون مطالبة بدفع مقابل مالي، في حال قدّمت واشنطن مساعدات لها في أي تحرك ضدّ إيران.
ولفتت إلى أنه حتى عندما تحدث وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير عن مطالب الرياض من طهران امتنع عن القول إنها تمثل شروطاً مسبقة للحوار، منوهاً إلى أن الجبير حرص على عدم توجيه اتهام مباشر لإيران بالمسؤولية عن الهجمات على المنشآت النفطية.
وأشارت الصحيفة إلى أن العجز عن مواجهة إيران ينضم إلى الإخفاق في مواجهة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وفشل حصار قطر والفضيحة التي انطوى عليها التعامل السعودي مع الشأن اللبناني، عندما حاول بن سلمان إجبار رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري على الاستقالة.
ورأت الصحيفة أن حادثة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي حولت السعودية تحت قيادة بن سلمان إلى "دولة مارقة" في نظر الدول الأوروبية، لافتة إلى أن الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية في شرق السعودية مثلت الشعرة التي قصمت ظهر البعير، وأظهرت بن سلمان في أعقابها "زعيماً فاشلاً غير قادر على الدفاع عن المصالح الحيوية لبلاده".
وشددت على أن بن سلمان بات مضطراً لإحداث تحول في سياساته تجاه إيران كي لا تظهر السعودية في عهده خارج دائرة التأثير على الأحداث في المنطقة.
يُذكر أن أوري بار يوسيف، أحد أبرز الباحثين في مجال الأمن القومي في إسرائيل، قد حذر من أن الرهان على التحالف مع نظام بن سلمان أثبت فشله، وأنه لا يخدم المصالح الحيوية لإسرائيل. وفي مقال نشرته "هآرتس" الأسبوع الماضي، هاجم يوسيف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بسبب تباهيه ببناء تحالف مع السعودية.