اختراق منظومة طائرات من دون طيار للاحتلال الإسرائيلي

27 مارس 2016
تُشدّد إسرائيل أخيراً على حرب "السايبر" (جاك غويز/فرانس برس)
+ الخط -
أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً واسعاً بإعلان النيابة العامة في مدينة بئر السبع المحتلة، مساء الأربعاء، تقديم لائحة اتهام ضد مهندس حاسوب فلسطيني بتهمة "اختراق منظومة طائرات من دون طيار تابعة لجيش الاحتلال"، و"اختراق المنظومات المحوسبة لقيادة الشرطة ومطار بن غوريون (اللدّ)".

ووفقاً للائحة الاتهام، فقد اعتقل جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي "الشاباك" في 23 فبراير/شباط الماضي، المهندس ماجد عويضة (23 عاماً)، أحد نشطاء حركة "الجهاد الإسلامي" من قطاع غزة، عندما كان في طريقه للسفر للخارج عبر معبر "إيرز" (بيت حانون)، شمال قطاع غزة.

وقد اعتبرت النيابة العامة الإسرائيلية ما نسبته لعويضة، الذي وصفته بـ "خبير سايبر"، بأنه "مسّ خطير بأمن الدولة". وذكرت النيابة بأن "عويضة مكّن قيادات الجهاد الإسلامي من الاطلاع على الصور التي تلتقطها طائرات من دون طيار تحلق في سماء قطاع غزة، علاوة على أنه سمح بنقل الصور التي تلتقطها الكاميرات التي تنصبها الشرطة الإسرائيلية على الطرقات في المدن والشوارع الرئيسة في إسرائيل، مما أسهم في تمكين الجهاد من التعرف على مواقع وجود قوات الجيش والأمن أثناء إطلاق الصواريخ من القطاع".

وحسب اللائحة، فإن أنشطة عويضة كان يفترض أن تُمكّن "الجهاد" من التعرف على أماكن سقوط الصواريخ التي تطلقها المقاومة بدقة. ولفتت اللائحة إلى أن عويضة الذي انضم إلى "الجهاد الإسلامي" قبل خمس سنوات، قام بتطوير برنامج مكّنه من اختراق منظومة طائرات من دون طيار، التي تحلّق في سماء غزة.

اقرأ أيضاً: "فيسبوك"... مصيدة إسرائيلية لإدانة الفلسطينيين

مع العلم أن الطائرات من دون طيار تؤدي دوراً مهماً في جمع المعلومات الاستخبارية عن المقاومة، فضلاً عن قيامها بدورٍ رئيسي في تنفيذ عمليات الاغتيال، التي تطاول قادة وعناصر المقاومة الفلسطينية. وأشارت اللائحة إلى أن عويضة قدم معلومات لـ"الجهاد" حول التجمعات السكانية اليهودية، بغرض تحسين قدرة التنظيم على إصابتها عبر إطلاق الصواريخ عليها.

كما لفتت اللائحة إلى أن عويضة طوّر برنامجاً آخر مكّن "الجهاد" من تعقّب حركة الطائرات في مطار اللد (بن غوريون) وكل المعلومات المتعلقة بكل رحلة جوية. وزعمت اللائحة أن عويضة استعان ببرنامج "ويبسايت هاكينغ"، الذي سمح له باستقبال الصور التي تلتقطها كاميرات الشرطة على شاشات حاسوب لتمكين قادة "الجهاد" من الحصول على المعلومات التي يبحثون عنها.

وادّعى الاحتلال، أن عويضة طلب من "الجهاد" شراء تجهيزات وبرنامج من الولايات المتحدة، من أجل تمكينه من استقبال الصور والمعلومات التي تجمعها طائرات من دون طيار على شاشة الحاسوب، مشيرة إلى أن "التجهيزات والبرنامج تم شراؤها من الولايات المتحدة، وتم نقلها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق".

من ناحيته، اعتبر رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأنشطة التي اتهم بها عويضة "بالغة الخطورة"، مشيراً إلى أن "لائحة الاتهام التي وجهت له تدل على أنه بإمكان شخص مزوّد بوسائل متواضعة، أن يجمع معلومات بالغة الدقة والحساسية عن أنشطة الطائرات من دون طيار، وعن البنى التحتية ومن الوزارات الحكومية".

وفي مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، الخميس الماضي، عدّ بن يشاي الأنشطة التي قام بها عويضة "مثيرة للقلق بشكل خاص"، لافتاً إلى أن "الجهاد الإسلامي كان بإمكانه التشويش على قدرة الجيش على جمع المعلومات الاستخبارية عن غزة، وتقليص قدرته على شنّ الهجمات".

وأضاف أن "عويضة كان بإمكانه جعل الجهاد قادراً على تحقيق خسائر أكبر للجمهور الإسرائيلي من خلال إطلاق الصواريخ"، قبل أن يستدرك قائلاً: "لو نجح الجهاد في توظيف المعلومات التي جلبها عويضة، لكان نجح في تكبيد الجيش خسائر كبيرة".

وذكّرت يديعوت أحرونوت بأن "اختراق منظومات طائرات من دون طيار من قبل المنظمات الإرهابية ليس جديداً"، وأن "حزب الله تمكن في سبتمبر/أيلول 1997 من اختراق هذه المنظومة، مما سمح له من نصب كمين لوحدة الكوماندو البحري الإسرائيلية كانت في طريقها لتنفيذ عملية ضد الحزب (أنصارية في جنوب لبنان)، مما أسفر عن مقتل 12 ضابطاً وجندياً". واعتبرت أن "حقيقة تبيان وجود شخص واحد لا تقف خلفه دولة، ويتمكن من اختراق منظومة طائرات من دون طيار يُعدّ مشكلة بالغة الخطورة. هذا أمر مثير للاستفزاز، في أن يتمكن فرد واحد من إلحاق كل هذا الأذى، يتوجب علينا استثمار المزيد من الإمكانات لسد هذه الثغرات".

اقرأ أيضاً: "هروب الأدمغة" من جيش الاحتلال: تهديد استراتيجية "دولة السايبر"