أنباء متضاربة حول تفخيخ "داعش" لتدمر الأثرية

23 يونيو 2015
تتعرض المدينة لقصف متواصل (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -

لم تتبين بعد صحة الأنباء المنتشرة حول تفخيخ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لمدينة تدمر الأثرية، وذلك بعد تضارب الأنباء حول هذا الأمر خلال اليومين الماضيين.

وفيما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، بأن التنظيم زرع أول من أمس ألغاماً وقنابل في الجزء الأثري من المدينة، نفى "مجلس قيادة الثورة في مدينة تدمر" ذلك، معتبراً أنه يتم التسويق لهذه الأنباء لتبرير "القصف الغاشم الذي يقوم به النظام"، في حين انقسم النشطاء بين مؤكد للأخبار وناف لها.

اقرأ أيضاً: معارك سورية.. المشهد الميداني ودلالاته السياسية

وقال ناشطون من داخل المدينة، لـ "العربي الجديد"، إن التنظيم قام بتفخيخ معبد بعل شمين فقط، وإن المعلومات تقول إنه "تهديد ولا نية لتفجيره وكل شي آخر هو شائعات، فالمدينة الأثرية واسعة جداً، وهناك أضرار لحقت بالمدينة الأثرية خلال الفترة الماضية اقتصرت على السور الشمالي للمدينة، بالإضافة إلى أضرار بسيطة بالأوابد الأثرية جراء قصف الطيران الحربي".

من جهته، اعتبر رئيس "مجلس قيادة الثورة" في تدمر الملقب بأبو عثمان، أن "ما يتم بثه من أخبار حول تفخيخ المدينة عار عن الصحة ويقدم تبريرا لقصف المدينة، مبيناً أن "الطيران الحربي يواصل قصف المدينة لليوم الرابع على التوالي بالبراميل المتفجرة والقنابل الفراغية، إذ تم توثيق استشهاد نحو ثمانية أشخاص، في حين جرح أكثر من 100 شخص تم إسعاف معظمهم إلى مستشفيات الرقة، إضافة إلى أضرار مادية كبيرة، بحيث أدى القصف إلى انهيار أبنية بكاملها فوق سكانها، ما تسبب بتسجيل نزوج جماعي للعائلات باتجاه الرقة ودمشق".

وأوضح أن "الطرق باتجاه دمشق والرقة مفتوحة، غير أن الطريق باتجاه حمص مقطوع بسبب حشود عسكرية قرب الفرقلس، ولم تعلم وجهتها حتى الآن"، مضيفاً أن "الوضع في المدينة مزر، حيث إن الكهرباء مقطوعة والماء شحيح، إضافة إلى القصف الكثيف للأحياء السكنية".

وكان المرصد قد ذكر على موقعه الإلكتروني أن "عناصر (داعش) قاموا بزرع الألغام والعبوات الناسفة في المدينة الأثرية بمدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، وغير معروف إذا ما كان التنظيم قد فخخ المدينة من أجل تدمير الآثار أو زرعها منعاً لتقدم قوات النظام إليها".

لكن في وقت لاحق، أصدر مجلس قيادة الثورة في مدينة تدمر بيان نفى فيه تفخيخ المدينة الأثرية، قائلاً: "ننفي ما تناقلته بعض وكالات الإعلام عن تفخيخ تنظيم الدولة للمنطقة الأثرية  في تدمر، ونؤكد سلامة المدينة الأثرية وما جرى تداوله محض افتراء روج له ما يسمى المرصد السوري وبعض المحسوبين على النظام السوري؛ وذلك للاستهلاك الإعلامي ولتبرير القصف الغاشم الذي يقوم به النظام"، مناشداً بضرورة "التحرك وبكل السبل لإنقاذ أرواح الأبرياء وحماية التراث الإنساني".

وكان تنظيم "الدولة الإسلامية" قد سيطر على مدينة تدمر وسط سورية، في شهر مايو/أيار الماضي، مما أثار مخاوف لدى السوريين والمنظمات الإنسانية من إقدام عناصر تنظيم "داعش" على تدمير الآثار القيمة في المدينة، على غرار ما فعل في عدة مناطق أثرية في العراق وسورية.

المساهمون