استمرار المواجهات والاحتجاجات في الضفة الغربية رفضاً لقرار ترامب

18 ديسمبر 2017
تجددت المواجهات في أنحاء متفرقة بالضفة (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -
تواصلت الفعاليات الاحتجاجية في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الإثنين، رفضًا لقرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في السادس من الشهر الجاري، الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، بالتزامن مع الإعلان عن فعاليات تصعيدية أخرى احتجاجًا على هذا القرار.

واندلعت مواجهات، مساء اليوم، بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في منطقة عين السلطان، في مدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية، حيث أوضح الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان مقتضب، أن طواقمه قدمت العلاج في تلك المواجهات لـ15 إصابة بالرصاص المطاطي المغلف بالمطاط، و3 إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.

كما اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال مساء اليوم، في حي النقار، غرب مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية، إذ أوضح الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه قدمت العلاج لإصابتين بجروح بالرصاص المطاطي.

وشهدت مدينة رام الله في وقت سابق من اليوم مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت قرية دير نظام، شمال غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بالتزامن مع خروج طلبة المدارس من مدارسهم، بعد أن اعتقلت بالأمس الطالب المدرسي رامي التميمي (13 عامًا) خلال خروجه من المدرسة بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال للقرية، وفق ما أوضح أمين سر حركة "فتح" في دير نظام، مجاهد التميمي.

وأضاف: "قامت قوات الاحتلال بإلقاء قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي خلال مواجهات شهدتها القرية بعد ظهر اليوم، واستهدفت بتلك القنابل منازل المواطنين، ما أوقع عددًا من الإصابات بحالات اختناق، عولجت ميدانيًا".

ولفت التميمي إلى أن المواجهات تندلع في قرية دير نظام بشكل يومي منذ الصباح وحتى ساعات المساء، منذ قرار ترامب، وتتعمد قوات الاحتلال إلقاء قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المنازل، حيث اعتدت قوات الاحتلال على عدد من المنازل مساء أمس، بينما اعتقلت الطفل رامز محمد التميمي (12 عامًا) بعد أن انتهكت حرمة مسجد القرية، خلال مواجهات شهدتها القرية مساء أمس.

إلى ذلك، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال عند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، بالقرب من حاجز "بيت إيل" العسكري الإسرائيلي، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

وإلى الجنوب من الضفة الغربية، اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال وسط مدينة الخليل، ولم يبلغ عن وقوع إصابات، فيما اقتحمت قوات الاحتلال كلية العروب في الخليل، واعتقلت الطالب في الكلية عمار الرجوب، ثم اقتادته إلى جهة مجهولة.

واندلعت مواجهات أخرى بين طلبة جامعة فلسطين التقنية (خضوري)، غربي مدينة طولكرم، وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي أطلقت الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

ولفت "الهلال الأحمر" إلى أن طواقمه كانت قد قدمت العلاج كذلك لاثنتي عشرة إصابة في مواجهات محيط جامعة فلسطين التقنية، منها خمس إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، واثنتان بالرصاص المطاطي، وخمسة أخرى متنوعة، علاوة على تقديم طواقم الهلال الأحمر العلاج لثلاث إصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات المدخل الشمالي لمدينة البيرة.

وفي قرية بورين، جنوب مدينة نابلس، شمال الضفة، أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه طلبة المدارس أثناء عودتهم من المدرسة، فيما اندلعت مواجهات محدودة في المكان، ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

كذلك في بلدة بيت فوريك شرقي نابلس، تواصلت المواجهات اليومية بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في منطقة جبل القعدة جنوب البلدة، ولم يبلغ عن وقوع إصابات، فيما كانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الشاب محمد جلاد أثناء مروره بحاجز زعترة المقام على أراضي الفلسطينيين جنوب نابلس.


في سياق آخر، أغلقت قوات الاحتلال، ظهر اليوم، حاجز قلنديا العسكري، شمالي القدس المحتلة، والذي يفصلها عن مدينة رام الله، بعد إطلاق جنود الاحتلال النار في الهواء اشتباها بفتاة فلسطينية سلكت طريق المركبات باتجاه الجنود.

وأفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، بأن الفتاة التي يبدو أنها ضلت الطريق ولم تميز بين مسار الركاب ومسار المركبات عادت أدراجها دون أن تصاب بأذى.

يذكر أن عددًا من الشهداء ارتقوا على هذا الحاجز العسكري الاحتلالي في غضون السنتين الماضيتين، من بينهم شقيقان من قطنة، كانا قد اجتازا مسلك المركبات خطأ، بيد أن جنود الاحتلال أطلقوا النار عليهما حينها.

من جهة ثانية، أعلنت حركة "فتح" في محافظة رام الله والبيرة، في بيان لها، عن استمرار وتصعيد الفعاليات والاحتجاجات المنددة بالموقف الأميركي الأخير بشأن القدس، وزيارة نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، المقبلة إلى حائط البراق في المسجد الأقصى.

وأكد موفق سحويل، عضو إقليم حركة "فتح" في مدينة رام الله والبيرة، في تصريحات لإذاعة فلسطين الرسمية، أن "حركة فتح والقوى الوطنية والمؤسسات الحكومية ستنظم بعد غد الأربعاء، مسيرة حاشدة تحت عنوان (لبيك يا قدس) ستتجه نحو حاجز قلنديا العسكري، شمال عاصمة فلسطين المحتلة، تأكيدًا على رفض الشارع الفلسطيني للموقف الأميركي، والتفافه حول القيادة الشرعية تحت مظلة واحدة، لأن لا سلام بدون القدس".

كما أعلن سحويل أن حركة "فتح" دعت لأن يكون يوم الجمعة القادم يوم غضب في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية لتوجيه رسالة واضحة بأن ما يجري لا يتعلق بأيام أو أسابيع، وأنه لا بد من تراجع الإدارة الأميركية عن قراراها بالقدس.

من ناحية أخرى، أكد سحويل أن حركة "فتح" ستعتبر أية محاولات لإجراء اتصالات أو لقاءات سرية لأي كان بنائب الرئيس الأميركي خارجة عن الصف الوطني.

من جانبه، قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، يوسف إدعيس، إن "دعوة وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريجيف، لحكومتها برصد 250 مليون شيقل (عملة إسرائيلية) لأعمال الحفر والتنقيب عن أساسات الهيكل المزعوم في محيط المسجد الأقصى أمر خطير، وهو نتيجة القرار الأميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأضاف إدعيس، في تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين " الرسمية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تريد فرض أمر واقع في المسجد الأقصى والقدس.

وفي ما يتعلق بزيارة نائب الرئيس الأميركي لحائط البراق في المسجد الأقصى، خلال الزيارة المقررة له إلى القدس المحتلة خلال اليومين القادمين، اعتبر إدعيس أنها زيارة مستفزة ولكنها لن تغير من الواقع شيئاً.

وشدد على أن حائط البراق هو جزء من المسجد الأقصى المبارك، وهو مسجد إسلامي خالص للمسلمين ولا حق لليهود فيه.

(شارك في التغطية: محمد محسن، محمود السعدي، محمد عبيدات، سامي الشامي)