إعدام "حل الدولتين" على يد ترامب

19 ديسمبر 2016
ترامب وكوشنير أثناء الاحتفال بفوز الأول رئاسياً (مارك ويلسون/Getty)
+ الخط -

اتخذ الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ثلاثة مواقف تلخص سياساته المستقبلية تجاه إسرائيل. الأول اعتباره صهره، جاريد كوشنير، الشخص المرشح لإيجاد حل للصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي. الثاني تأكيده نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة. أما الموقف الثالث فكان تسميته ديفيد فريدمان سفيراً لأميركا في الكيان الصهيوني. لم يوضح ترامب، على غرار كل شيء تقريباً، تفاصيل خطته في مسألة السلام العربي ــ الإسرائيلي، لكنه أوضح الآن تماماً، بخطوات عملية، أنه لا يفكر أصلاً في بناء أي سلام، من أي نوع.

فصهر ترامب، جاريد كوشنير، مقرّب من اليمين الصهيوني، وداعم للاستيطان في الضفة الغربية، بل دعمت مؤسسة "كوشنير فاونديشن" التابعة لعائلة جاريد بناء مستوطنات لصهاينة متطرفين في الضفة الغربية بالأموال. ونقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، سيكون اعترافاً نهائياً بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني. أما تعيين فريدمان، الذي يعتبر يمينياً متطرّفاً بالنسبة إلى اليمين الصهيوني، فهو ختم نهائي على توجهات ترامب حيال إسرائيل.

وكان فريدمان قد أكد في وقت سابق أن إدارة ترامب "لن تقوم بالضغط على إسرائيل للقبول بحل الدولتين أو أي حل آخر لا يرغب به الإسرائيليون"، كما دعم الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما يتوافق مع موقف كوشنير.

احتجّ ترامب مراراً على سياسات أوباما تجاه إسرائيل، وأن إدارته لم تتعاطَ مع تل أبيب "بصورة مناسبة"، مشدّداً في الوقت ذاته على عمق صداقته مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي لم يخفِ أبداً عداءه لأوباما، ولا ننسى هنا الحادثة الشهيرة التي تحدث فيها نتنياهو كمسؤول أجنبي أمام الكونغرس الأميركي، محرضاً أعضاءه ضد رئيس بلادهم.

إصدار ترامب قراراً رسمياً بنقل سفارة أميركا إلى القدس المحتلة، يدق المسمار الأخير في نعش "حل الدولتين". الحل الذي تعفّن في تابوته منذ "كامب ديفيد 2" على وقع اختلال موازين القوى بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتمدد الاستيطان، وإصرار إسرائيل على "يهودية الدولة" لترسيخ عنصرية الكيان الصهيوني ضد عرب الداخل، علاوة على إسقاط حق اللاجئين بالعودة إلى ديارهم، وحصار قطاع غزة لاحقاً. لكن الخطوة الأميركية تعلن ببساطة دعم واشنطن رفض إسرائيل مبادرة السلام العربية، وتأكيدها أن الحل الوحيد في الأراضي المحتلة يخضع لمنطق القوة على الأرض، أي تقديم دفعة كبرى للإسرائيليين لإكمال جرائمهم.

المساهمون