بعد مبادرة الحوثيين: مجزرة للتحالف في الضالع وتكثيف للغارات رغم الترحيب الحذر

24 سبتمبر 2019
تصاعد وتيرة الضربات الجوية للتحالف في اليمن(إيان تيمبرلايك/فرانس برس)
+ الخط -

نحو 23 يمنياً من المدنيين، أغلبهم من النساء والأطفال، قضوا، خلال الـ48 ساعة الماضية، بغارات جوية لمقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، والذي صعّد ضرباته، على الرغم من إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيينوقفاً للعمليات التي تستهدف السعودية، ومطالبتهم الأخيرة باتخاذ قرار مماثل، في ظل ترحيب دولي بهذه الخطوة.

وأفادت مصادر محلية في محافظة الضالع اليمنية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، بأن 16 مدنياً، أغلبهم نساء وأطفال، قضوا بغارتين جويتين، استهدفتا منزلاً لمواطن يُدعى عباس الحالمي، في منطقة الفاخر، في مديرية قعطبة، والتي تشهد مواجهات متقطعة بين الحوثيين والقوات الحكومية وما يعرف بـ"المقاومة الجنوبية"، تصاعدت منذ شهور.

وفيما لم يصدر عن التحالف أو الحكومة اليمنية بيان بشأن الحادثة التي وُصفت بـ"المجزرة"، ذكرت مصادر قريبة من "قوات الحزام الأمني"، المدعومة من الإمارات، أن القصف استهدف آليات عسكرية للحوثيين غربي مدينة الفاخر، على الرغم من أن الصور التي عُرضت من موقع القصف أشارت إلى أن الضحايا من الأطفال والنساء.

وكانت أطراف محافظة الضالع، القريبة من محافظة إب، ساحة لمواجهات ارتفعت وتيرتها منتصف العام الجاري، في أعقاب تمكّن الحوثيين من التقدم باتجاه مناطق جديدة في "الضالع"، المصنفة (جنوباً)، قبل أن تستقدم القوات الحكومية تعزيزات استعادت على إثرها العديد من المواقع، لتبقى الجبهة ساحة استنزاف بمواجهات متقطعة.

وكان لافتاً، حدوث مجزرة الضالع بعد يوم من مجزرة قضت على أفراد عائلة من "البدو الرحّل" في محافظة عمران شمال صنعاء، حيث استهدفت غارة جوية، في وقتٍ متأخر من مساء الأحد الماضي، أسرة صالح جروان، في منطقة السواد، بمديرية حرف سفيان، ما أدى إلى مقتل جميع أفراد الأسرة وسبعة أشخاص، من دون أن يصدر تعقيب فوري من قبل التحالف.

وجاءت الغارات في الضالع وعمران، في ظل ارتفاع ملحوظ في وتيرة الضربات الجوية للتحالف، خلال الـ72 ساعة الماضية، تركزت في عمران وصعدة وحجة. وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، في بيان، مساء الاثنين الماضي، إن التحالف نفّذ أكثر من 42 غارة جوية، في العديد من المحافظات.



وتأتي الضربات الجوية للتحالف، على الرغم من الآمال التي سادت في أعقاب إعلان الحوثيين، وقف كافة أشكال الهجمات باتجاه السعودية، بما في ذلك وقف إطلاق الصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيّرة، ومطالبتهم الرياض باتخاذ قرار مماثل، بوقف الضربات الجوية في اليمن، في أعقاب التوتر الذي ساد بعد تبنّي الحوثيين الهجمات التي استهدفت أرامكو السعودية في بقيق وخريص.

وفيما بدا الموقف السعودي ضبابياً تجاه المبادرة، من خلال تصريح وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، بالقول "نحكم على الأفعال لا الأقوال"، وهو ما فُسر كترحيب حذر، لا يرقى إلى موقف يمكن على ضوئه الحكم بالتهدئة من عدمها، لاقت المبادرة في المقابل، ترحيباً دولياً، نظر إليها كخطوة إيجابية يمكن أن تساهم في خفض التصعيد.

وبالإضافة إلى موقف المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث، والذي رحب بمبادرة الجماعة، اعتبر الاتحاد الأوروبي، في بيان، الاثنين الماضي، أن الإعلان عن وقف العمليات العسكرية العدائية ضد السعودية "خطوة هامة"، وقال إن "هناك حاجة مُلحة إلى مبادرات تهدف إلى خفض التصعيد"، كما أنه "من شأن أي خطوة مماثلة في هذا السياق أن توفر فرصة للمبعوث الخاص للأمم المتحدة للانخراط الفاعل مع كافة الأطراف المعنية، بهدف إعادة إطلاق العملية السياسية".