وكان مصدر في وزارة خارجية النظام السوري، قد أعلن في وقت سابق أن دولة الإمارات ستعيد فتح سفارتها في العاصمة السورية دمشق، اليوم الخميس، كما أكد مسؤول إماراتي لـ"سي إن إن"، نية بلاده إعادة فتح سفارتها في دمشق، مبيناً أن "إعادة الفتح ستكون الساعة الثانية ظهراً بالتوقيت المحلي لدمشق".
وأشار المسؤول الإماراتي في هذا السياق، إلى أنه حتى الآن لم يعيَّن سفيرٌ إماراتي، لافتاً إلى أن بياناً رسمياً إماراتياً سيصدر حول هذا الأمر اليوم.
وفي وقت سابق اليوم، نقلت صحيفة "الوطن" عن مصادر دبلوماسية عربية في دمشق، أن أبوظبي أوفدت دبلوماسيين اثنين إلى دمشق، أحدهما القائم بالأعمال عبد الحكيم النعيمي، للإشراف على إعادة افتتاح السفارة.
وقال المصدر إن "افتتاح مبنى السفارة سيتم خلال مراسم تقليدية، يحضرها من الجانب السوري مدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين حمزة الدواليبي".
وأضاف أن "موظفي السفارة من الجنسية السورية سيستأنفون عملهم داخل المبنى، اعتباراً من اليوم".
وشهدت سفارة الإمارات وسط العاصمة السورية دمشق أعمال صيانة في الفترة الأخيرة، في ما بدا أنه إشارة إلى اقتراب موعد افتتاح السفارة التي أغلقت منذ ستة أعوام بسبب الجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق المدنيين، وتزامن معها تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية.
لكن الإمارات أبقت قسماً قنصلياً في السفارة السورية بأبوظبي قيد الخدمة، من أجل تقديم الخدمات للجالية السورية الموجودة على الأراضي الإماراتية.
وكشفت تقارير إعلامية عن زيارة وفد اقتصادي من الإمارات للعاصمة السورية، الأسبوع الماضي، بهدف إقامة مشاريع استثمارية جديدة في المرحلة المقبلة.
وتتخذ أبوظبي، منذ فترة، خطوات باتجاه إعادة العلاقات مع نظام الأسد، رغم الانتقادات الحقوقية والدولية للمجازر التي ارتكبها بحق شعبه، والمطالبات المستمرة بمحاكمته على مقتل قرابة نصف مليون سوري.
وقبل أيام دخلت قافلة تجارية إماراتية الأراضي السورية من خلال معبر "نصيب" الحدودي مع الأردن حملت بضائع جافة ومواد غذائية، حيث وصلت إلى لبنان، ثم عادت إلى دبي محملة بالفواكة والخضروات، وفق جريدة البيان الإماراتية.
وكانت مصادر دبلوماسية أشارت قبل أشهر إلى أن رئيس الاستخبارات الإماراتي علي محمد الشامسي التقى في دمشق مدير مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك لمناقشة إعادة العلاقة الدبلوماسية بين الطرفين، فيما أعلن النظام السوري استئناف الرحلات الجوية بين مدينتي اللاذقية السورية، وإمارة الشارقة الإماراتية في الاتجاهين.
ولم تنقطع طيلة السنوات الماضية التقارير الإعلامية عن تعاون غير معلن بين الإمارات والنظام السوري، وصل إلى حد قيام الإمارات بتمويل موسكو لتجنيد متطوعين من القوقاز وكثير من دول العالم للانضمام إلى المليشيات من أجل القتال في سورية، فيما تستضيف الإمارات العديد من شخصيات النظام السوري، ورجال الأعمال الموالين للنظام، من بينهم والدة رئيس النظام أنيسة مخلوف.
كذلك تحدثت وسائل إعلام قريبة من النظام السوري عن قيام الإمارات بدور الوساطة بين النظام والسعودية للتوصل إلى مصالحة سياسية.
ويرى مراقبون أن افتتاح السفارة الإماراتية بدمشق، والذي سبقه قبل أيام زيارة الرئيس السوداني عمر البشير للعاصمة السورية، يشير إلى أن مساعي التقارب العربي مع نظام الأسد قابلة للتوسع وقد تكون مصر ودول خليجية أخرى مثل البحرين، في قلب هذه المساعي خلال الفترة المقبلة.
كما يرى هؤلاء أن التململ في مواقف هذه الأنظمة العربية تجاه الأسد عززه فشل سياسة سبع سنوات من عزل النظام السوري عربيا، في مقابل تحقيق كل من طهران وأنقرة مكاسب ونفوذا أقوى في سورية.