القوات العراقية تستشرس بفضّ ساحات التظاهر بضوء أخضر من قوى سياسية ومليشيات

بغداد

محمد علي

avata
محمد علي

سلام الجاف

avata
سلام الجاف
25 يناير 2020
66FAB049-1170-471F-831D-28A98CF32328
+ الخط -
قالت مصادر طبية عراقية في العاصمة بغداد، إن 36 متظاهرا أصيبوا خلال الساعات الماضية، مؤكدة أن من بين المتظاهرين 4 حالتهم حرجة أصيبوا بالرصاص، الذي أطلقته قوات الأمن لإجبار المتظاهرين على عدم مقاومة عملية فض التظاهرات، يأتي ذلك في وقت يشهد الجنوب تراجعاً في وتيرة الاحتجاجات بسبب زجّ الحكومة قوات إضافية وتزايد حالات الاعتقال.

وفي بغداد، سيطرت القوات العراقية حتى الآن على ساحات الخلاني والطيران وقرطبة وجسر السنك وشارع محمد القاسم مع تطويق كامل لساحة التحرير وسط مخاوف من اقتحامها هي الأخرى.

وأحرقت قوات الأمن العراقية عشرات الخيام المنصوبة في تلك الساحات، في تكرار لسيناريو ساحتي البحرية وذات الصواري بالبصرة.

وتواصل قوات الأمن محاولات السيطرة على الطريق الدولي السريع بين ذي قار وبغداد، والذي يقطعه معتصمون منذ يومين، فيما تجري مواجهات بالحجارة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي تستخدم الرصاص الحي عند جسر الفهود بمدينة الناصرية.

وقالت شرطة الناصرية في بيان لها إن قائد شرطتها وضابطين اثنين أصيبا خلال رشق الحجارة من قبل المتظاهرين.

ووجه متظاهرو ساحة التحرير في بغداد عدة نداءات لحمايتهم من القمع بعد تطويق الساحة ومنع الأمن دخول المتظاهرين إليها، ورفع متظاهرون يافطات تدعو الأمم المتحدة إلى حمايتهم والتدخل لوقف عمليات القمع وكذلك نداء إلى المرجع الديني علي السيستاني لتحريم الاعتداء على المتظاهرين.

وأكدت مصادر سياسية عراقية رفيعة في بغداد، لـ"العربي الجديد"، أن قرار فض الاعتصامات بالساحات والميادين اتخذ من قبل حكومة تصريف الاعمال برئاسة عادل عبد المهدي، بدعم من قبل قوى سياسية ومليشيات ضمن "الحشد الشعبي".


وقال قيادي في تحالف "النصر"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي لـ"العربي الجديد"، إن "هناك قراراً حكومياً بدعم وتأييد قوى سياسية أبرزها تحالف الفتح، بزعامة هادي العامري، ودولة القانون، بزعامة نوري المالكي، وصادقون، والفضيلة، والمجلس الإسلامي الأعلى وقوى أخرى فضلاً عن مليشيات مختلفة مثل كتائب حزب الله والعصائب والنجباء وفصائل أخرى قريبة من إيران".

ولفت إلى أن "خطة فض ساحات الاعتصام وتطويق التظاهرات لتكون تحت السيطرة أو غير مؤثرة، قد تنفذ بالتدريج"، مبيناً أن "انسحاب مقتدى الصدر وأنصاره من دعم التظاهرات يأتي بسبب علمه بخطة فض التظاهرات، ولا نستبعد أنها بأوامر إيرانية لم تتمكن أي من القوى السياسية الحالية رفضها".

وكشف المصدر نفسه، عن وجود اعتقالات في هذه الأثناء بمدن عدة مع تراجع وتيرة التظاهر في محافظات الجنوب بسبب زج الحكومة قوات إضافية من الجيش إلى مدن الجنوب.

تواصل انسحاب أتباع زعيم التيار الصدري

في غضون ذلك، يواصل أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الانسحاب من ساحات التظاهرات في بغداد وجنوب ووسط العراق، مع تفكيك خيام خاصة بهم قاموا بنصبها بعد الخامس والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، تضامناً مع المتظاهرين العراقيين.

وقال مراسل "العربي الجديد"، إن دور أنصار الصدر بالدرجة الأولى "كان يمثل عائقاً رئيساً أمام عمليات الفض بالقوة تحاشياً لأي أزمة بين الحكومة والتيار الصدري وزعيمه، وهو ما يعني أن الساحات باتت مكشوفة اليوم أمام عمليات تقدم قوات الجيش، التي ترافقها جرافات ضخمة وعربات عسكرية مدرعة مع قوات مسلحة بالتزامن مع عمليات الاعتقال المستمرة حتى الآن ببغداد ومدن جنوبية مختلفة".

ونشر ناشطون مشاهد قاسية لعمليات ضرب يتعرض لها ناشطون ومتظاهرون من قبل قوات الأمن العراقية اليوم في بغداد، خلال تقدمهم نحو ساحتي الخلاني والطيران واعتقالهم لعدد كبير من المتظاهرين.

وعلق القيادي في التيار الصدري، حاكم الزاملي، على انسحاب أنصار التيار الصدري من ساحات التظاهر، بأنها جاءت إثر تغريدة لزعيم التيار مقتدى الصدر على "تويتر".

وأضاف الزاملي لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أنه "عندما يرون السيد الصدر غير داعم للتظاهرات، فحتماً سيبدؤون بالانسحاب من ساحات التظاهر"، مؤكداً أن "تغريدة الصدر الأخيرة فيها عتب على بعض المتظاهرين في ساحة التحرير والساحات الأخرى في المحافظات"، وأشار الزاملي إلى أن "الصدر أكد أنه سوف لا يتدخل بالتظاهرات لا بالسلب ولا بالإيجاب".

إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن مسؤول عسكري رفيع في قيادة العمليات العراقية المشتركة، تأكيده وجود خطة لرفع خيم الاعتصامات، مشيراً إلى أن ذلك "سيتم بالتعاون مع المتظاهرين في ساحة التحرير وساحات الاعتصام الأخرى".

فيما أعلنت قيادة عمليات بغداد المسؤولة عن ملف الأمن بالعاصمة عن خطة لفتح جميع الطرق المغلقة في العاصمة بغداد أمام السيارات بشكل دائم، في إشارة إلى ساحات وميادين وجسور يتواجد بها المتظاهرون والمعتصمون.

ذات صلة

الصورة
أسلحة للعراق الجيش العراقي خلال مراسم بقاعدة عين الأسد، 29 فبراير 2024 (أحمد الربيعي/فرانس برس)

سياسة

كشفت مصادر عراقية لـ"العربي الجديد"، وجود ضغوط إسرائيلية على دول أوروبية وآسيوية لعرقلة بيع أسلحة للعراق وأنظمةة دفاع جوي.
الصورة

سياسة

أعلنت وزارة الدفاع التركية، ليل أمس الأربعاء، قتل العديد من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير 32 موقعاً لهم شمالي العراق.
الصورة
تظاهرة في بغداد ضد العدوان على غزة ولبنان، 11 أكتوبر 2024 (أحمد الربيعي/ فرانس برس)

منوعات

اقتحم المئات من أنصار فصائل عراقية مسلحة مكتب قناة MBC في بغداد، وحطموا محتوياته، احتجاجاً على عرضها تقريراً وصف قيادات المقاومة بـ"الإرهابيين".
الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.