كشفت مصادر عراقية كردية في وزارة البشمركة وأخرى محلية في محافظة السليمانية، اليوم الثلاثاء، عن توغل الجيش الإيراني بمسافة تبلغ نحو 20 كلم داخل الأراضي العراقية في إقليم كردستان العراق، واستقراره مساء أمس في قمة جبل سورين شمال محافظة السليمانية، في أول توغل من نوعه منذ سنوات طويلة.
وقال مسؤول بوزارة البشمركة لـ"العربي الجديد"، إن "قطعات عسكرية إيرانية توغلت داخل قرى وبلدات عراقية بإقليم كردستان العراق، تحت حجة ملاحقة المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة، والتي توجد داخل مناطق عراقية حدودية مع إيران".
وأكد المسؤول أن تلك القوات "استقرت في جبل سورين الاستراتيجي البالغ ارتفاعه أكثر من ألفي متر، ويشرف على مدينتي السليمانية وحلبجة بشكل مباشر، ويتبع ناحية سيد صادق التابعة لمدينة السليمانية 15 كلم شمال المدينة"، لافتاً إلى أن "المنطقة خالية من قوات الأمن الكردية بنوعيها البشمركة والأسايش، في سيناريو مشابه لما حدث في جبال قنديل وسيدكان وبرزان العراقية التي تنتشر بها مليشيات حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة".
من جانبه، أكد سوران بالاني، وهو ناشط سياسي كردي معارض لـ"العربي الجديد"، أن القوات الإيرانية "نصبت منصة صواريخ ومدفعية في أعلى الجبل واستقرت بشكل كامل فيه".
وبيّن بالاني أن "هناك تسريبات بأن القصف الإيراني الذي استهدف مدينة كويسنجق العراقية قرب كركوك من يومين بالصواريخ وأسفر عن مقتل 15 شخصا وجرح قرابة الخمسين آخرين بينهم أطفال ونساء من الأكراد الإيرانيين المعارضين، كان من خلال منصات موجودة في جبل سورين، لكن لم يتم تأكيد ذلك بشكل قاطع".
ولفت إلى أن الأحزاب الكردية المعارضة الموجودة في كردستان العراق حصلت على معلومات مؤكدة تفيد بنية إيران تنفيذ هجوم داخل إقليم كردستان العراق لضرب "بشمركة إيران"، في إشارة إلى المعارضة الكردية الإيرانية المسلحة بمختلف تسمياتها، مبينا أن "قوات إيرانية تحتل حاليا قمة الجبل ومحيطه بشكل كامل".
ويوجد داخل العراق عدد من الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة أبرزها، الحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني "حدكا" والحزب الديموقراطي الكردستاني "حدك"، وحزب "كومله"، ومنظمة خبات والحزب الشيوعي الكردي.
من جانبه، قال القيادي بالتحالف الكردستاني العراقي ماجد شنكالي لـ"العربي الجديد"، إن إيران "صعدت من ضغطها على العراق على مختلف المستويات، والملف بات يتطلب من وزارة الخارجية العراقية في بغداد أن تكون على مستوى المسؤولية".
وأضاف شنكالي: "هناك تصعيد واضح وضغط إيراني سياسي من أجل إجبار الكرد على الانضمام إلى ما يعرف بالتحالف أو المحور المدعوم منها في بغداد، وضغط عسكري وأمني تريد من خلاله إخضاع الإقليم لتسليم كل القيادات الكردية المعارضة لنظام طهران".
وأعرب عن استغرابه من أن تتخذ دول أخرى موقفا إزاء هذه الخروقات، ولا تتحرك وزارة الخارجية باتجاه إيقاف هذه الانتهاكات الإيرانية للسيادة العراقية.
وتحدثت مصادر محلية في قرية عمران العراقية القريبة من ناحية سيد صادق لـ"العربي الجديد"، عن نزوح قرويين أكراد مع ماشيتهم وأمتعة بسيطة من المنطقة بعد دخول الإيرانيين".
وقال أحدهم ويدعى طه ريبواري لـ"العربي الجديد"، إن الإيرانيين "استقدموا معهم عملاء ومخبرين سريين إلى المنطقة، وانتشروا في كل مكان، وهناك عربات عسكرية تجوب مرتفعات جبل سورين ومناطق قريبة منه".