مقتل ستة مدنيين بقصف حفتر مطار معيتيقة... والبعثة الأممية تطالب بمحاسبة "المسؤولين"

09 مايو 2020
من آثار قصف مليشيات حفتر اليوم (حازم تركية/الأناضول)
+ الخط -
أعلنت وزارة داخلية حكومة "الوفاق" الليبية عن مقتل ستة مدنيين، جراء القصف العشوائي الذي نفذته مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اليوم السبت، على مطار معيتيقة والأحياء المجاورة له.

وقالت الوزارة، في بيان لها، مساء السبت، إنّ ستة مدنيين قتلوا جراء قصف مليشيات حفتر العشوائي، وأصيب العشرات في الأحياء المجاورة لمطار معيتيقة، إضافة لأضرار بليغة في الممتلكات العامة والخاصة.

وبحسب بيان الوزارة، فإن القصف الذي طاول مطار معيتيقة أسفر عن تضرر ثلاث طائرات، اثنتان منها مدنيتان، إلى جانب احتراق طائرة شحن بكاملها.

وأوضحت أن الأضرار طاولت مبنى هيئة السلامة الوطنية داخل المطار، حيث احترقت أربع سيارات إطفاء، وعدد من المكاتب، وصالة لصيانة الطائرات.


وإلى جانب ذلك، أشار بيان الوزارة إلى إصابة المستودع النفطي التابع لشركة "البريقة" لتسويق النفط بالمطار، إذ احترقت أربعة خزانات بالكامل، وتضررت ستة أخرى، إلى جانب إصابة منظومة تزويد الطائرات بشكل مباشر وخروجها عن الخدمة، علاوة على إصابة سيارتي تزويد وقود طيران للإسعاف الطائر بشكل مباشر.

واستنكرت الوزارة القصف المتكرر الذي وصفته بـ"الأفعال الإجرامية المتكررة"، مؤكدة أنها "جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي، لا يزال المجتمع الدولي في صمت عنها".

من جانبها، دانت البعثة الأممية في ليبيا "القصف المروع" لمطار معيتيقة، مشيرة إلى أنه أدى إلى خسائر كبير، مشددة على "ضرورة تقديم المسؤولين إلى العدالة الدولية".
وأوضحت البعثة، في بيان لها، مساء السبت، أن القصف أدى إلى أضرار هائلة في طائرتي ركاب مدنيتين وخزانات للوقود وسيارات إطفاء، مؤكدة أن "هذه الهجمات المروعة باتت تحدث بشكل متكرر بالقرب من الأحياء السكنية".

وتابعت: "القصف العنيف اليوم ليس إلا مشهدًا آخر من سلسلة الهجمات العشوائية، التي تنسب في أغلبها إلى القوات الموالية للجيش الوطني الليبي (قوات حفتر في شرق ليبيا)، التي أدت منذ بداية الشهر الحالي إلى مقتل أكثر من 15 وإصابة 50 مدنيًّا".

رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية، فائز السراج، ندد كذلك بهجمات قوات حفتر على العاصمة طرابلس، معتبرا بأنها "جنونية ومؤشر على قرب نهاية مشروعه للاستيلاء على الحكم".
وفي بيان تلا الهجمات، قال السراج إن "الأعمال الجنونية لمجرم الحرب الإرهابي هذه الأيام، التي راح ضحيتها عشرات المدنيين، دليل ضعف ويأس بعد هزائمه المتتالية، ومؤشر على قرب نهاية مشروعه الدموي للاستيلاء على الحكم"، مؤكداً أن "انتهاكات حفتر وجرائمه البشعة لن تزيدنا إلا إصراراً للضرب بيد من حديد بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة".
وأضاف "لن يقف أمامنا أي عائق لتوفير ما يحتاجه المجهود الحربي لإتمام هذه المهمة". كما استنكر السراج التنديدات الدولية بـ"جرائم" حفتر، قائلا: "لم نعد نكترث بالتنديدات الخجولة للمجتمع الدولي، والعاجزة عن تسمية المعتدي ومحاسبته وإيقاف من يدعمه"، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول".

كذلك، دعا مجلس النواب المجتمع طرابلس، ليل السبت، مجلس الأمن الدولي إلى "عقد جلسة طارئة" لبحث تداعيات الهجمات المتكررة لمليشيات حفتر على المدنيين.
وأكد المجلس، في نص خطابه الموجه لمجلس الأمن، على ضرورة اتخاذ المجلس والأمم المتحدة "قرارات صارمة لحماية المدنيين من الاعتداء المتكرر على أرواحهم وممتلكاتهم".
وأشار المجلس إلى أنه "في حل من أي حوار برعاية دولية ما لم يسبق بموقف دولي ضد الاعتداءات المتكررة على المدنيين"، وتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته، متهما دولا، من بينها دولة الإمارات، بدعم حفتر لـ "تنصيبه حاكما على ليبيا رغما عن أهلها ولا يبالون بمن يسقط من ضحايا".



وفي سياق آخر، طالب المجلس الأعلى للدولة في طرابلس جميع الجهات والمؤسسات العامة بتفريغ كل جهودها من أجل إنهاء "الاعتداء على المدنيين".

وطالب المجلس، في بيان، مساء السبت، المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" بالتركيز على المجهود الحربي لـ"وقف الهجمات على المدنيين"، كما طالبه بضرورة فرض عقوبات على الضباط والعسكريين المتقاعسين عن أداء واجبهم الوطني.

كما طالب المجلس حكومة "الوفاق" بـ"رفع مستوى التنسيق العسكري مع الحلفاء الدوليين من خلال تنفيذ بنود الاتفاقات معهم لإنهاء الحرب".

وشدد المجلس على ضرورة "توقف كافة الأطراف المحلية، التي ترفض انقلاب حفتر، عن الحديث عن المبادرات والحوارات بأي شكل قبل إنهاء العدوان بشكل كامل".​