واشنطن تدعو لوقف إطلاق النار في إدلب السورية

23 مايو 2019
جيفري: نتواصل مع روسيا بشأن خفض التصعيد بإدلب(ياسين أوزتورك/الأناضول)
+ الخط -
دعت الولايات المتحدة مجدداً، يوم الأربعاء، إلى وقف إطلاق النار في سورية، بينما صعّدت قوات النظام وروسيا من عملياتهما العسكرية في شمال غربي البلاد، لا سيما في إدلب آخر معقل كبير للمعارضة.

وقالت واشنطن إنّها ترى دلائل على أنّ بشار الأسد استخدم أسلحة كيميائية؛ بما في ذلك غاز الكلور، في أحدث هجوم، وحذرت من أنّها سترد "سريعاً وبشكل متناسب" إذا ثبتت هذه المزاعم التي ينفيها الأسد منذ بدء الحرب.

وقال الممثل الأميركي الخاص بسورية جيمس جيفري: "ما نحتاجه حقاً في إدلب وباقي أنحاء البلاد هو وقف إطلاق النار". وأضاف، أمام لجنة بمجلس النواب: "لذلك فنحن نشارك بشكل كبير في محاولة لوقف هذا".

وأردف قائلاً: "هذه الصراعات والهجمات المتبادلة... تضع ضغطاً كبيراً على المدنيين وتزيد من احتمال نشوب صراع بين الأمم".

وصعّدت قوات النظام، منذ فبراير/ شباط الماضي، وتيرة قصفها على إدلب ومحيطها، قبل أن تنضم الطائرات الروسية إليها لاحقاً. ومنذ نهاية إبريل/ نيسان، بلغت وتيرة القصف حداً غير مسبوق منذ توقيع اتفاق سوتشي.

وأدى قصف النظام وحلفائه، بحسب منظمات إغاثية، إلى مقتل 151 مدنياً على الأقل، وإصابة أكثر من 405 آخرين. وأحصت منظمة "أنقذوا الأطفال" (سايف ذا تشيلدرن)، في بيان، يوم الإثنين، مقتل 38 طفلاً على الأقل، وإصابة 46 آخرين، بجروح جراء القصف على شمال غربي سورية، منذ مطلع إبريل/ نيسان.

ونزح نحو 180 ألف شخص بسبب الضربات الجوية والقصف والقتال المستمر منذ أسابيع، مما أثار مخاوف من كارثة إنسانية جديدة.

وحذرت الأمم المتحدة، خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن، يوم الجمعة، من خطر حصول "كارثة إنسانيّة" في إدلب، إذا تواصلت أعمال العنف.

وعندما سُئل عن استخدام الأسلحة الكيميائية، قال جيفري إنّ الولايات المتحدة لا تزال تتابع بحرص أي هجوم محتمل من هذا النوع، لكنّه أضاف أنّها لا تملك تأكيداً.

وقال: "ليس لدينا حتى هذه اللحظة أي تأكيد بأن الكلور هو المادة التي يزعم أنّها استخدمت. لم ننته من مراجعتنا".

وقصفت إدارة الرئيس دونالد ترامب سورية، مرتين؛ في إبريل/ نيسان 2017، وإبريل/ نيسان 2018، بسبب مزاعم عن استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية.

وفي سبتمبر/ أيلول، قال مسؤول أميركي كبير إنّ هناك أدلة على أنّ قوات النظام السوري تعد أسلحة كيميائية في إدلب.


وأضاف جيفري أنّ الولايات المتحدة تتواصل مع روسيا للمساعدة في خفض تصعيد الصراع في إدلب. وقال: "رغم الهجوم المأساوي هناك في الآونة الأخيرة، أكدت موسكو مجدداً، على الورق على الأقل، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار مع الأتراك".

وأرسلت المعارضة المسلّحة تعزيزات، يوم السبت، إلى خطوط المواجهة في معقلها الذي تسيطر عليه "هيئة تحرير الشام".

وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أنّ شمال غربي سورية الذي تسيطر عليه المعارضة تعرض، يوم الأربعاء، لمائة ضربة جوية على الأقل.

وقالت المعارضة إنّها سيطرت مجدداً على بلدة كفرنبودة الصغيرة، التي كانت قوات النظام أعلنت هذا الشهر السيطرة عليها.

وقال النقيب ناجي مصطفى، المتحدث باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، لـ"رويترز"، إنّ "هناك عددا كبيرا من القتلى لقوات الأسد ... هناك العديد من الجثث لا تزال ملقاة في الأراضي داخل المدينة".

وقال مصطفى إنّ قوات النظام استخدمت غاز الكلور عند قصف مبانٍ عند خط المواجهة بمنطقة جبلية في شمال غربي الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة، مما تسبب في أعراض اختناق بين بعض المقاتلين الذين عولجوا في مستشفى ميداني.

بيد أنه قال إنه لم يتسن توثيق الحالات بشكل مناسب بسبب شدة القصف.