لقاء عبدالله وعباس بشأن "صفقة القرن" وغزّة: استمرار التنسيق والتشاور

12 مارس 2018
مجدلاني: الزيارة ليس لها أي علاقة بوضع عباس الصحي(Getty)
+ الخط -
أكد ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الاثنين، على ضرورة مواصلة التنسيق والتشاور حيال التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية والقدس المحتلة، وذلك خلال لقاء عقد بينهما في العاصمة الأردنية عمان، وتطرق، بحسب بيان صادر عن الديوان الملكي، إلى آخر المستجدات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لدفع عملية السلام.

وبحسب البيان، فقد شدّد الملك الأردني على وقوف بلاده بكل طاقاتها وإمكاناتها إلى جانب الشعب الفلسطيني، والدفاع عن حقوقه المشروعة في الحرية وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

وأكد عبدالله الثاني الاستمرار بالتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية لإعادة إحياء عملية السلام وإطلاق مفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استناداً إلى حلّ الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية، وبما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدد الملك الأردني على أن "التوصل إلى السلام العادل والشامل، هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة"، مجدداً "رفض المملكة للسياسات والإجراءات الإسرائيلية الأحادية والاعتداءات المتكررة على المقدسات في القدس"، ومؤكداً أن الأردن "مستمر في القيام بدوره التاريخي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة".



وكان مسؤولون فلسطينيون أشاروا إلى أن اللقاء بين عباس وملك الأردن سيدور "حول تنسيق المواقف المشتركة بما يتعلق بحضور مؤتمر للدول المانحة، لبحث سبل تحسين الوضع الإنساني في غزة، سيعقد غداً الثلاثاء، في البيت الأبيض".

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني لـ"العربي الجديد"، إن "مصر أبلغت القيادة الفلسطينية، أمس الأحد، رفضها المشاركة في المؤتمر".

وكانت القيادة الفلسطينية قد رفضت المشاركة في المؤتمر، الذي دعا إليه المبعوث الأميركي جيسون غرينبلات، على اعتبار أن غزة قضية سياسية بالدرجة الأولى وليست إغاثية أو إنسانية، وأن الحصار الإسرائيلي الجائر هو سبب معاناة قطاع غزة، وأن المؤتمر يهدف لتصفية القضية الفلسطينية وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.

ولفت مجدلاني إلى أن القيادة الفلسطينية تنسق مواقفها تجاه المؤتمر مع الملك الأردني، خلال هذه الزيارة.

وكان عباس قد غادر، مساء أمس الأحد، إلى الأردن، يرافقه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج.


وتسببت الزيارة المفاجئة بتكهنات وشائعات حول صحة الرئيس محمود عباس، الأمر الذي نفاه مستشاره للشؤون الخارجية نبيل شعث في حديث لـ"العربي الجديد"، مؤكدا أن "الرئيس عباس بصحة جيدة، والتقيت به قبل سفره إلى عمان مساء أمس".

وأوضح أن "الزيارة ليس لها أي علاقة بوضع الرئيس الصحي لأنه يتمتع بصحة جيدة"، مؤكداً أنها تأتي في سياق "الاستمرار في تنسيق المواقف مع الملك عبد الله لمواجهة التحديات المتمثلة بصفقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتحديات التي تتضاعف على الأرض بسبب ممارسات حكومة الاحتلال الإسرائيلي وسياسة بنيامين نتنياهو".

بدوره، قال مسؤول في حركة "فتح" إن "لقاء أبو مازن بالملك عبد الله، اليوم، يدور حول اختراق بموقف ترامب حيال صفقة القرن".

كما أشار المسؤول، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الحديث هنا يدور حول نجاح مساع عربية تتمثل في الأردن والسعودية ومصر للضغط على ترامب لتحسين بعض البنود ليتمكن الفلسطينيون من العودة للمفاوضات".

وأضاف "حسب ما تسرب من معلومات، فقد نجحت هذه الدول بالضغط على ترامب للحيلولة دون إعلان الصفقة في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، والوقوف على بعض القضايا التي يرى الفلسطينيون أنه يستحيل أن يعودوا لطاولة المفاوضات على أساسها".

ولفت إلى أن "الحديث الأولي يدور حول العودة للتأكيد أن القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين والقدس الغربية تابعة لدولة الاحتلال، والتوافق على رعاية الأماكن الدينية، وأمر آخر يدور حول الكتل الاستيطانية الكبرى، ودولة فلسطينية ليست على كامل 1967 وإنما متصلة إلى حد ما"، مؤكدا أن "كل هذا الحديث لم يتم تأكيده من القيادة بشكل رسمي".