وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن القمر الصناعي الذي أطلقته إيران صغير ولا يتجاوز حجم "كروز دخان"، ومع أن جودة الصور التي يلتقطها لا تتجاوز جودة الصور التي يوفرها برنامج "غوغل إيرث"، إلا إن إطلاقه أثار قلقا كبيرا لدى الدوائر الاستخبارية من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأكدت أن كلا من إسرائيل وواشنطن فوجئتا بإطلاق القمر، وأنه لم تتوفر لديهما معلومات مسبقة حول نية طهران إطلاق القمر، مبرزة الفشل الأميركي والإسرائيلي في متابعة برنامج الفضاء الإيراني ورصد مناشطه.
واعتبر المصدر ذاته أن المفاجأة الإيرانية تدل على أن الإيرانيين طوروا قدرات مكنتهم من إخفاء عملية الإطلاق، موضحا أن أسباب القلق الأميركي الإسرائيلي لا تنحصر في القدرة على تطوير القمر الصناعي، بل في إنتاج الصاروخ "قاصد" الذي أطلقه، ومشيرا إلى أنه عندما يكون بوسع إيران إنتاج صاروخ يخترق الفضاء، فإن هذا يعني أنه سيكون بوسعها استخدام هذا الصاروخ في مهاجمة أي بقعة في أوروبا، وسيكون بوسعها مستقبلا مهاجمة أهداف داخل الولايات المتحدة.
وحسب "كالكاليست"، فإن أحد أسباب القلق في إسرائيل يتمثل في حقيقة أن صاروخ "قاصد" أطلق من منصة متحركة بالإمكان إخفائها في غابات وأنفاق ومخازن، وحتى في ورش داخل المدن، مما يقلص من فرص تحديدها واستهدافها بشكل استباقي.
وأضافت أن "منصات الإطلاق المتحركة مثلت تحديا كبيرا لدول التحالف خلال حرب الخليج الأولى، حيث كان من الصعب على سلاح الجو الأميركي تعقب هذه المنصات واستهدافها، مما مكن العراق من إطلاق الصواريخ طوال فترة الحرب".
وحذرت من أن إيران بإمكانها تزويد المنظمات التابعة لها بصواريخ "قاصد" وتوظيفها في تشكيل تهديد كبير على المصالح الأميركية ليس في المنطقة، بل في أوروبا ومناطق أخرى من العالم، مشيرا إلى أن منظمة الحوثيين اكتسبت خبرة كبيرة في استخدام المنصات المتحركة وإخفائها، مما يعني أن خطرها سيتفاقم بشكل غير مسبوق في حال قررت طهران تزويدها بهذه الصواريخ.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال استكملت إيران تطوير منظومة صواريخ "قاصد"، بحيث تعتمد هذه المنظومة في إطلاقها على المنصات المتحركة، فإن هذا يمثل تحديا كبيرا للغرب.
وبحسب الصحيفة، يكفي أن يتمرد عنصر من التنظيم وينشق ومعه سلاحه ثم يقوم بشكل منفرد بإطلاق أحد الصواريخ من منصة متحركة، مما يترب على ذلك تداعيات بالغة الخطورة.
وأبرزت أنه على الرغم من أن "قاصد" يتمكن من اختراق الفضاء، إلا أنه من غير المرجح أن تستخدمه إيران في عملياتها العسكرية، لأن دقة إصابته حتى الآن ليست كبيرة؛ مما يجعل طهران لا تحبذ استخدامه في مهاجمة أهداف بعيدة في الوقت الحالي على اعتبار أن هذا يمكن أن يورطها في حروب مع أطراف لم تخطط لمهاجمتها.
وأكدت أن مراحل تشغيل "قاصد" تعتمد على الوقود السائل والوقود الصلب، مشيرة إلى أنه لا يمكن تخزينه بعد إضافة الوقود إليه، الأمر الذي يعني أنه يتوجب تزويده بالوقود في كل مرة يتم إطلاقه، مما يقلص المرونة في إطلاقه.
وشددت الصحيفة على أنه على الرغم من تعرضها لحملة عقوبات غير مسبوقة، ورغم تدهور الأوضاع الاقتصادية فيها بشكل غير مسبوق، إلا أن إيران، مع ذلك، أثبتت أن بإمكانها تجنيد الموارد والتقنيات المتقدمة التي مكنتها من إطلاق القمر الصناعي وتطوير الصاروخ الذي يحمله.
وحسب "كالكاليست"، فإن البرنامج الفضائي الإيراني الذي انطلق عام 1998، نجح عام 2009 في إطلاق القمر الصناعي للأغراض السلمية "أميد" بواسطة الصاروخ "سفير".
وعادة ما تبدي إسرائيل حساسية كبيرة إزاء تحقيق إيران نجاحات في مجال الفضاء وتقنياته، على اعتبار أن تطوير طهران أقماراً صناعية لأغراض التجسس متطورة لا يحسن فقط من قدرتها على جمع المعلومات الاستخبارية، بل أيضا يعد ذلك متطلبا مهما لتوظيف ترسانتها الصاروخية بشكل ناجع؛ وفي وقت لاحق يمكن أن استخدام هذه الأقمار في توجيه صواريخ تحمل رؤوسا نووية، في حال تمكنت من تطوير برنامجها النووي.