تحشيد "غير عادي" لمسيرات حدود غزة الجمعة

30 مايو 2019
انخفضت حدة التوتر على الحدود في الفترة الأخيرة (Getty)
+ الخط -
لا يبدو التحشيد الإعلامي والجماهيري الذي يجرى حالياً لمسيرات العودة وكسر الحصار على حدود قطاع غزة مع الأراضي المحتلة، التي تتزامن مع "يوم القدس العالمي"، يوم غدٍ الجمعة، عادياً، خصوصاً بعد نحو شهر من تخفيض حدة التوتر على الحدود في أعقاب التوصل إلى تفاهمات بين الفصائل والاحتلال الإسرائيلي برعاية مصرية.

وفي اليومين الماضيين، لوحظ أنّ التحشيد لهذه الجمعة وفعالياتها مختلف تماماً عن الجُمع التي سبقتها، ويبدو ذلك جلياً من العودة إلى استخدام مكبرات الصوت في الشوارع والمساجد والإذاعات المحلية لدعوة الفلسطينيين إلى التظاهر على الحدود غداً. وغابت هذه الظاهرة في الجُمع والفعاليات الأخيرة، ولم يكن التحشيد بالمستوى الحالي، لكن عودة وسائل التحشيد الإعلامي والجماهيري هذه المرة تعني أنّ التفاهمات التي أُبرمت وتعهّد الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة بتنفيذها لتخفيف الضغوط والحصار على القطاع، لا تزال تخضع للمزاج الإسرائيلي والمماطلة.

ويتزامن ذلك كله مع عودة "محدودة" لإطلاق البالونات الحارقة على مستوطنات "غلاف غزة"، في مسعى للضغط على الاحتلال الإسرائيلي والوسيط المصري للتحرك من أجل تنفيذ التفاهمات على أرض الواقع، والتي لم يشعر بها الفلسطينيون حتى الآن.
غير أنّ ذلك لا يعني تصعيداً في وسائل "النضال الخشن" على الحدود، وما قد يجره من تصعيد وربما الوصول إلى عدوان، في ظل محدودية استخدام هذه الوسائل حتى الآن وعدم عودة الوسائل الأكثر تأثيراً لفعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار، كفعاليات "الإرباك الليلي".

وتسيطر المماطلة الإسرائيلية على المشهد، إذ كان يفترض أن تدخل غزة في المرحلة الأولى من التفاهمات، والتي تشمل إدخال المواد الخام التي يمنع الاحتلال مرورها إلى قطاع غزة منذ نحو 13 عاماً (عُمر الحصار)، على مراحل بأزمان متفق عليها، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، ولا مؤشرات على حدوثه في وقت قريب.
ويخضع كذلك بحر غزة ومساحة الصيد فيه إلى المزاج والتحكّم الإسرائيلي، وكلما أعلنت سلطات الاحتلال توسيع مساحة الصيد في بحر القطاع عادت إلى تقليصها بحجج مختلفة، فضلاً عن الانتهاكات اليومية التي يتعرض لها الصيادون ومنها إطلاق النار وعدم السماح لهم بالعمل في المساحة المسموح لهم بالصيد فيها.


ويتزامن ذلك مع رسائل بعثها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين ورؤساء وملوك وأمراء الدول الإسلامية، في القمّة الرابعة عشرة العادية للمنظمة. ودعا هنية في رسائله التي نشرها موقع "حماس" الرسمي على الإنترنت رؤساء الدول خلال المؤتمر إلى العمل على إنهاء وكسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، المستمر منذ 13 عاماً، ووضع حدّ للمعاناة الإنسانية التي يتعرّض لها أكثر من مليوني إنسان، وتهدّد حياتهم وتعرّضهم للموت البطيء. كذلك دعاهم إلى تحذير الاحتلال من مغبّة الاستمرار في عدوانه على الشعب الفلسطيني واستهداف أرواح المدنيين العزّل من النساء والأطفال والشيوخ، وتحميله المسؤولية كاملة عن تداعيات التصعيد والانتهاكات المتكرّرة.

وفي السياق، وجّهت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، رسائل جديدة للاحتلال الإسرائيلي، لتؤكد أنه "لا يزال لدينا مزيد من المفاجآت التي ستُربك حسابات العدو الصهيوني وإن غداً لناظره قريب". وجدد قيادي في السرايا، وفق ما نشر موقع "الإعلام الحربي"، التأكيد أنّ أي اعتداء من قبل الاحتلال سيُقابل برد من المقاومة "يشفي صدور شعبها"، مؤكداً كذلك أنّ ما فعلته الصواريخ في الجولات السابقة "نموذج مصغّر لحال المدن الصهيونية في أي مواجهة مقبلة".