يبدو أن الإمارات، فضلّت الرّد ضمنياً على استنكار حكومة الوفاق الليبية، لموقف أبوظبي "العدائي"، إلى جانب الاحتجاج لدى مجلس الأمن على دعمها لـ"الانقلابيين على الحكومة الشرعية في ليبيا" في إشارة إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر؛ وذلك عبر تكثيف طيرانها المسير استهداف مواقع قوات حكومة الوفاق، جنوب العاصمة طرابلس.
وأبرزت صور نشرتها وسائل إعلام محلية ودولية حطام طائرات مسيرة عليها علم الإمارات، وصور أخرى من داخل مدينة غريان، التي سيطر عليها الجيش في أواخر يونيو/حزيران الماضي، تظهر وجود طائرات مسيرة من طراز "وينغ لونغ 2"، كانت الصين الدولة المصنعة لهذا الطراز باعتها للإمارات.
من جهته، أكّد المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي، التابع للجيش بقيادة الحكومة، عبد المالك المدني، أنّ "الطيران الذي استهدف مواقع الجيش، ليل أمس الإثنين، كان طيراناً إماراتياً مسيراً عن بعد".
وأشار المدني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن "القصف المكثّف، أمس، أدى إلى مقتل أربعة جنود"، معتبراً أنه "رد ضمني على الاستنكار الرسمي للموقف الإماراتي الداعم للواء المتقاعد خليفة حفتر".
ورأى أن "الإمارات أرادت أن تقول لنا وللعالم بأنها لا تلتفت للاستنكار ومطالب سحب دعمها لحفتر، وغارات أمس ما هي إلا تأكيد على جودها في جبهات القتال في انتهاك صارخ للسيادة الوطنية الليبية".
من جهة ثانية، لفت المدني إلى أن "ردنا جاء سريعاً فقد استهدف سلاح الجو في أكثر من غارة، منظومة دفاع جوي ليزرية في منطقة قصر بن غشير، يشغلها خبراء روس وأوكرانيون، داعمون لحفتر، كانوا بصدد توجيه المنظومة لسلاحنا الجوي"، مؤكداً "مقتل غالبية الخبراء، وتدمير المنظومة بالكامل".
Facebook Post |
وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات "الكرامة"، التابعة لحفتر، إن "سلاح الجو" نفذ غارات عدّة، ليلاً، على مواقع قوات الجيش جنوب طرابلس مخلفاً عددا من القتلى والجرحى".
Twitter Post
|
وإلى جانب دعم الإمارات حفتر بطائرات مسيرة، فهي أمدته بعربات "التايقر" الإماراتية، ومنظومة دفاع جوي من طراز "بانتسير اس ون"، كشفت عنها صحيفة روسية قبل أيام من تمكن قوات الجيش من استهدافها في غارة جوية منتصف يونيو الماضي.
ووصف وزير خارجية حكومة الوفاق، محمد سيالة، موقف الإمارات بـ"الداعم للمعتدين على طرابلس".
وقال سيالة، في رسالة وجهها لأعضاء مجلس الأمن، أمس الاثنين، إن "الإمارات أعلنت عن موقفها العدائي من ليبيا بجعل عاصمتها أبوظبي منصة إعلامية للمليشيات المعتدية على طرابلس للتحريض على الاستمرار في العدوان".
وأضاف سيالة أن "تصرف الإمارات يعد دعماً للمعتدين على طرابلس وإعانة لهم على قتل الليبيين وموافقة على استمرار الدعم لارتكاب المزيد من الانتهاكات وجرائم الحرب، مؤكداً أن "هذا التصرف يعد دعماً للانقلاب على الحكومة الشرعية وخرقاً لقرارات مجلس الأمن".
وحمل سيالة دولة الإمارات المسؤولية الأخلاقية والقانونية، كما طالب مجلس الأمن بالقيام بمسؤولياته لحفظ السلم والأمن الدوليين ووضع المسؤولين والداعمين لهذا العدوان تحت طائلة القانون الدولي.
وكانت حكومة الوفاق، قد استنكرت، بشكل رسمي، في بيان لها الأحد الماضي، موقف الإمارات الذي وصفته بـ"العدائي"، من خلال السماح للناطق باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، بعقد مؤتمر صحافي في أبوظبي للتحريض على سفك دماء الليبيين.
ولم يصدر أي رد فعل رسمي من جانب سلطات أبوظبي على الاستنكار الرسمي المتزايد لموقفها الداعم لحفتر من قبل قادة حكومة الوفاق، وسط صمت دولي بالتزامن مع صمت من قبل البعثة الأممية في ليبيا.