ندّد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، بـ"اتهامات لا أساس لها"، وجهتها السلطات البريطانية إلى روسيا في ما يتعلق بحالتَي تسمم جديدتين بغاز الأعصاب "نوفيتشوك" في بريطانيا، بعد أن تسمم في وقت سابق العميل الروسي المزدوج سيرغي سكريبال بالغاز نفسه.
وتسمم بريطانيّان اثنان في الآونة الأخيرة بغاز نوفيتشوك الذي كان موضوعاً داخل زجاجة صغيرة، في وقت يواصل المحققون البريطانيون عملهم على هذه القضية.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، قال بوتين إنّ لندن لم تقدم أي دليل في القضية.
وأضاف "نودّ أن نرى أدلة موثقة. لكن لا أحد يعطينا دلائل. لا نرى سوى اتهامات لا أساس لها"، متسائلاً "لماذا يتم ذلك بهذه الطريقة؟ لماذا يجب أن تُصبح علاقتنا أسوأ من هذا؟".
أزمة دبلوماسية
وكانت بريطانيا قد وجّهت أصابع الاتهام إلى روسيا في الهجوم على سكريبال، الذي حكم عليه بالسجن لخيانته جواسيس روسا لحساب جهاز الاستخبارات البريطاني إم.آي.6. وغادر روسيا إلى إنكلترا ضمن صفقة تبادل جواسيس عام 2010.
ونفت روسيا بشدّة ضلوعها في تسميم سكريبال وابنته، ما أثار أزمة دبلوماسية بين بريطانيا وروسيا أدت إلى تبادل طرد سفراء بين بريطانيا وحلفائها من جهة وروسيا من جهة أخرى.
ولم تتمكن الشرطة من تحديد ما إذا كانت عينة "نوفيتشوك" التي سممت البريطانيين راولي وستورغيس، هي العينة نفسها التي استخدمت ضد سكريبال وابنته. لكنها قالت إنها تنظر في علاقة محتملة بين العينتين، وإنها ستجري مزيداً من الفحوص للمادة التي أثّرت على راولي وستورغيس.
وأشارت وزارة الخارجية البريطانية، يوم الجمعة الماضي، أنها دعت خبراء فنيين مستقلين من المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية لزيارة بريطانيا "لتأكيد ماهية غاز الأعصاب بشكل مستقل".
و"نوفيتشوك" غاز أعصاب له استخدامات عسكرية طوره الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة.
وقد ذكرت الشرطة البريطانية الجمعة الماضي، أنها عثرت على زجاجة صغيرة في منزل راولي، وتعتقد أنها مصدر التلوث بغاز الأعصاب.
وأضافت الشرطة أن "عدداً كبيراً (من الأدلة المادية التي عثر عليها) ربما يكون ملوثاً"، وتم إرسال هذه الأدلة إلى المعامل لتحليلها.
في المقابل، دعت السفارة الروسية في لندن بريطانيا، إلى إطلاعها على المعلومات عن المادة التي استخدمت في التسميم.
وكانت موسكو قد سارعت، في وقت سابق، إلى الرد على اتهامات لندن في هذه القضية، واتهمت بريطانيا بممارسة "ألاعيب سياسية قذرة".
(فرانس برس, العربي الجديد)