وفد برلماني تونسي في ليبيا دون علم البرلمان والخارجية

11 ابريل 2017
الوفد يتكون من نائبين عن حزب "نداء تونس"(Getty)
+ الخط -
أجرى وفد برلماني تونسي، أمس الاثنين، بتكتم شديد، مجموعة من اللقاءات مع مسؤولين ليبيين بهدف لعب دور في حل الأزمة الليبية وبحث مسألة الأطفال التونسيين العالقين في سجن معيتقية بطرابلس، وذلك دون علم البرلمان التونسي أو وزارة الخارجية.

وتتنافس الأحزاب التونسية في لعب أدوار لحلحلة الأزمة الليبية، ويسعى كل من موقعه لتقريب وجهات النظر بعيداً عن المسالك الدبلوماسية والمساعي الرسمية للسلطات التونسية.


ويتكون الوفد البرلماني تونسي من نائبين عن حزب "نداء تونس" الحاكم، هما منجي الحرباوي وابتسام الجبابلي، وقد ذهبا وسط تكتم شديد إلى العاصمة الليبية، وأجريا مجموعة من اللقاءات مع مسؤولين في حكومة الوفاق الوطني، دون علم رئيس البرلمان محمد الناصر ولا وزير الشؤون الخارجية التونسية خميس الجهيناوي، اللذين ينتميان إلى الحزب ذاته.


ويُفترض أن يلتقي النائبان رئيس الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي، نوح عبد السيد عبد الله، ووزير الخارجية المفوض بحكومة الوفاق الوطني محمد طاهر سيالة، ووزير العدل المفوض بحكومة الوفاق الوطني، محمد عبد الواحد عبد الحميد.


وذكر المتحدث باسم وزارة الحكم المحلي، محمد اللموشي، في بيان نشرته "وكالة التضامن الليبية"، أن "وزير الحكم المحلي بحكومة الوفاق الوطني، بداد قنصو، التقى وفداً برلمانياً من الجمهورية التونسية بحضور أعضاء من مجلس النواب الليبي. وتناول اللقاء أوجه التعاون القائم بين ليبيا والجمهورية التونسية في مجال الحكم المحلي، والإدارة المحلية وبعض المواضيع ذات الطابع المشترك بين البلدين في ما يتعلق بتوفير الدعم والاستقرار من البلدين".

وتعد الزيارة البرلمانية مبادرة فردية من مسؤولين في البرلمان التونسي، بحسب ما أفاد به مصدر مسؤول في البرلمان التونسي لـ"العربي الجديد"، إذ أكد أن رئيس البرلمان ومكتب البرلمان لم يكلفا النائبين بأي مهمة في الخارج، وبالتالي لا يمكن اعتبار أن هذه الزيارة تندرج في إطار الدبلوماسية البرلمانية ولا الدبلوماسية الرسمية، حيث لم يتم إعلام الخارجية التونسية بها.


ويتقلد النائب منجي الحرباوي مهمة مساعد رئيس البرلمان والمتحدث الرسمي باسم مجلس نواب الشعب التونسي، بينما تشغل ابتسام الجبابلي منصب رئيسة اللجنة الخاصة بالتونسيين بالخارج.


من جانبها، قالت الجبابلي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه تم الإعلان عن هذه الزيارة منذ فترة طويلة تزيد عن الشهر، ولكنها تأجلت لأسباب أمنية، مشيرة إلى أنها التقت بنواب من البرلمان الليبي ومسؤولين في الحكومة وطرحت عليهم موضوع الأطفال العالقين في ليبيا.


وأشارت إلى أنّ 15 طفلاً تونسياً موجودون في سجن "معيتيقة"، منهم من توفي والداه في الصراعات الدائرة في بؤر التوتر والقتال، مبينةً أن من بينهم اطفال تقلّ أعمارهن عن 6 سنوات.


وأضافت أن المسؤولين في ليبيا أكّدوا لها أنهم سيوفرون كل التعاون من أجل إرجاع الأطفال، مؤكدة أنهم بخير ويحظون بالرعاية والاهتمام، وأنهم على بينة بوضعيتهم الإنسانية، وأنه في القريب العاجل ستتوج المساعي المبذولة بإرجاع الأطفال إلى تونس.


ويعتبر مراقبون أن هذه الزيارة تدخل في إطار الدبلوماسية الشعبية، التي تقودها أحزاب وشخصيات سياسية تونسية، ولكنها تعطل في كثير من الأحيان مساعي الدبلوماسية الرسمية.


وكان وزير الخارجية التونسي اتفق مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج على إعادة الأطفال التونسيين، بإرسال وفد رسمي يتكون من ممثلين عن عدد من الوزارات، تترأسه وزارة الخارجية ممثلة في القنصل العام بطرابلس، ولكنه تم تأجيل الأمر بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة.


وعبر الوزير التونسي في أكثر من مناسبة عن استيائه لعدم تنسيق برلمانيين لزياراتهم الرسمية في دول صديقة وشقيقة وإجرائهم لمحادثات ولقاءات مع شخصيات رسمية ومسؤولين، خاصة في الدول التي تعيش نزاعات داخلية أو التي تجد تونس معها صعوبات دبلوماسية.


وأثارت زيارة وفد برلماني تونسي إلى سورية، أخيراً، موجة كبيرة من الانتقادات، خاصة بعد لقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكذلك الحال بالنسبة للوفد الذي التقى الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر.





المساهمون