الصدر مهاجماً السعودية: ارفعوا الحصار عن اليمن

08 نوفمبر 2017
أول تصريح للصدر ضدّ السعودية منذ زيارته الأخيرة(فرانس برس)
+ الخط -
في تأكيد جديد على ما تناولته أوساط سياسية عراقية، خلال اليومين الماضيين، حول ضغوط إيرانية على زعماء عراقيين سياسيين ودينيين حيال موقفهم من السعودية، هاجم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، اليوم الأربعاء، الحرب على اليمن، مطالبًا برفع الحصار عنها وعدم تجويعها، محذرًا من جرّ المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه.

ويعتبر ذلك أول تصريح للصدر ضدّ السعودية، منذ أن زار المملكة في تموز/يوليو الماضي، وعقد لقاءات مع المسؤولين فيها، من بينهم ولي العهد، محمد بن سلمان، اعتبرت حينها ضمن سياسة سعودية تهدف إلى سحب زعيم التيار الأقوى شعبيًا بالجنوب العراقي إلى جانبها.

وقال الصدر، في بيان له نشره حسابه الخاص على "تويتر"، إنّ "الشعب اليمني يعيش أقسى الظروف الإنسانية، وأشنعها بسبب الحصار الذي يفرضه التحالف حاليًا عليه، ولأسباب سياسية بحتة، وصراعات إقليمية لا تسمن ولا تغني من جوع".

وناشد الصدر المنظمات الإنسانية والتحالف بـ"رفع الحصار فورًا عن اليمن، وعدم معاقبة الشعوب وتجويعها، والتفريق بين الأمور السياسية والإنسانية". وتابع: "أطالب بوقف الحرب في اليمن وكذلك سورية".

ورأى أن "صراع العرب فيما بينهم، يذهب بقوة العروبة والإسلام"، معربًا عن أمله من "جميع الأطراف التحلي بالصبر والرؤيا والحكمة في حلّ المشاكل السياسية الحالية وترك النفَس الطائفي".

ويأتي تصريح الصدر بعد يومين من معلومات تتداولها أوساط سياسية عراقية حول ضغوط إيرانية على شخصيات عراقية سياسية ودينية لدفعها إلى اتخاذ موقف من السعودية، وسط رفض حكومي من قبل رئيس الوزراء، حيدر العبادي، للانجرار وراء ما وصفه مسؤول عراقي، لـ"العربي الجديد"، بـ"سياسة المحاور".

وقال مصدر مقرب من العبادي، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة والموقف الرسمي للعراق غير معني بالتوتر الجديد والحاد بين الرياض وطهران، ولا يرغب بالدخول فيه إلا من خلال لعب دور الوسيط المخفف لهذا التوتر". وتابع: "مواقف السياسيين العراقيين لا تمثل وجهة نظر العراق الرسمية".

واعتبر مراقبون للشأن العراقي أن بيان الصدر دليل آخر على فشل السياسة الخارجية السعودية بشكل عام.

وقال الخبير السياسي، فائق محمد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاستثمار السعودي في الصدر ومحاولة تقريبه فشلت مع مشاهد ضحايا القصف الجوي السعودي الإماراتي من الأطفال والنساء في اليمن، وهناك الرجل بات مجبرًا على أن يتخذ موقفًا، سواء بضغط إيراني، أو بضغط الحوزة بالنجف، أو حتى شارعه المؤيد له".

ويضيف: "الصدر لم يستطع أن يثبت على اتفاقاته مع السعودية، وهو اليوم بهذا التصريح ينقلب على الرياض بعد أن تمكن من البقاء بحالة صمت لنحو ثلاثة أشهر من موقفه من اليمن، وحتى مسألة أحداث الشرقية".

وكانت المملكة العربية السعودية، قد غيرت أخيرًا من خطابها تجاه العراق، وتسعى لكسب قادة التحالف الوطني الحاكم فيه، وقد وجهت دعوات رسمية لأغلب هؤلاء القادة، واستطاعت أن تكسب بعضًا منهم.

المساهمون