روحاني يلوح بمسيرات مليونية مضادة للاحتجاجات ضد النظام

01 يناير 2018
روحاني يلوم محاولات التدخل الخارجي (الأناضول)
+ الخط -
قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الاثنين، إن حكومته قادرة على حل المشاكل وستعمل على ذلك برفقة الشعب الإيراني، ولوح بأن "الإيرانيين سينزلون للشوارع لحماية ودعم النظام الإسلامي وللرد على مثيري الشغب إذا ما لزم الأمر"، مضيفاً أن حكومته ستتعامل مع الاحتجاجات ذات المطالب الحقيقية كفرصة لحل المسائل لا كتهديد، حسب تعبيره.


وبعد أن عقد اجتماعا مع رؤساء لجان برلمانية اليوم، ذكر روحاني أن الانتخابات التي شارك فيها الإيرانيون قبل أشهر بكثافة تؤكد على دعمهم خطاب الثورة الإسلامية، قائلاً إنه توارد لذهن أعداء إيران أكثر من مرة استغلال الانتخابات أو الخلافات الداخلية بين السلطات، وهو ما لم يصل للنتيجة التي ابتغوها.

واعتبر روحاني أن الاتفاق النووي كان إنجازاً هاماً، وذكر أن الولايات المتحدة حاولت بكل السبل لتخريبه وهو ما باء بالفشل، وتسبب بعزلتها عن العالم وابتعاد حلفائها عنها. وأضاف أن دور إيران في الحرب على الإرهاب وقدرتها على المساهمة بتحقيق أمن واستقرار المنطقة إنجاز ثان يحسب لصالحها، واصفاً دور بلاده في سورية والعراق ولبنان بالإيجابي.

وفي حديثه عن الأحوال الداخلية، اعتبر روحاني أن الوضع الاقتصادي في بلاده رغم المشاكل أفضل من عدد من بلدان العالم، فقد حققت حكومته نمواً اقتصادياً، واستطاعت إيجاد 700 ألف فرصة عمل، معتبراً أيضا أن الوضع في القرى من ناحية تأمين الخدمات الرئيسية جيد. ورغم أن روحاني لم ينف وجود مشكلات أخرى، لكنه اعتبر أن لدى إيران إنجازات كبرى هي التي تتسبب بغضب أعدائها وبمحاولتهم جرها نحو عدم الاستقرار.

ودعا روحاني لتحقيق الوحدة بين المسؤولين من التيارات المختلفة، قائلاً إن الكل مسؤول عن تحقيق الانسجام لحل المشكلات، وفي تعليقه على المسبب الرئيس للاحتجاجات وهو مطالبة المواطنين بتحصيل حقوقهم بعد أن خسروا أموالاً في مؤسسات مالية، أفاد روحاني أن الحكومة استأصلت كل هذه المؤسسات، وأوقفتها، وهذا تطلب مساعدة الجهاز القضائي. وعن مشكلة البطالة خاطب نواب البرلمان ممن اجتمعوا معه قائلاً إن عليهم دراسة الموازنة بشكل دقيق، فهم يعترضون على بنود من شأنها إيجاد فرص عمل، فضلاً عن اعتراضهم على رفع موازنة بعض الأمور الضرورية.

وقال كذلك إن من خرجوا إلى الشارع من أصحاب المطالب الحقيقية لا يعانون فقط من المشكلات الاقتصادية وإنما يريدون المزيد من الحريات، مطالباً المؤسسات الأخرى بتسهيل هذه الأمور. وأشار بين طيات تصريحاته للخلافات بين الحكومة والسلطة القضائية والتي تحد من الصلاحيات.

وفي السياق المرتبط بالاحتجاجات أيضا التي خرجت بشعارات سياسية، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، مسعود جزائري، إن تدخل الولايات المتحدة وإبداء أعلى سلطة فيها لرأيها حول الاحتجاجات ودعمها لها بالتزامن مع ما تفعله وسائل إعلام أجنبية محرضة، يعني أن واشنطن تحضر لفتنة جديدة لإيران، حسب قوله.

وعن الاحتجاجات التي تحولت لأعمال شغب، قال جزائري إن مشاركة الأطياف المعارضة للنظام في إيران من قبيل جماعة "مجاهدي خلق" وحتى مؤيدي الملكية البهلوية وتحريضهم على استمرار الاحتجاجات بهذا المنحى، هم جزء من المؤامرة الأميركية، معتبرا أن هذا سينعكس على واشنطن بالنتيجة وسيؤدي لفشل مخططاتها وفشلها داخليا وأمام المجتمع الدولي.

من جهته قال رئيس السلطة القضائية، صادق آملي لاريجاني، إن تخريب المساجد والحسينيات والمحاكم والمصارف والأملاك العامة عمل إجرامي سيحاسب عليه القضاء بشكل قاطع.

ونقلا عن وكالة "تسنيم"، أوضح لاريجاني أن البلاد تحتاج للهدوء، وأنه لا يمكن تحقيق أي مطالب باتباع طرق غير قانونية، معتبرا أنه على قوى الأمن أن تتعامل مع "مخربي ممتلكات المواطنين".

وذكر كذلك أن أعداء بلاده يبدون عدم معرفتهم بإيران ولا بشعبها، ويعيدون تجربة حماية ودعم المخربين دون أن يدركوا وجود شريحة واسعة ستقف بوجه تهديد أمن البلاد واستقرارها، موضحا أن ارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية من شأنه أن يزيد من عزم الإيرانيين على رفضها.