مقتل متظاهر وإصابة آخرين في ساحة التحرير ببغداد

14 فبراير 2020
مسدسات كاتمة للصوت وسكاكين استخدمت ضد المعتصمين (مرتضى علي/الأناضول)
+ الخط -
قالت مصادر حقوقية وناشطون عراقيون في بغداد إن متظاهراً قتل داخل ساحة التحرير بواسطة مسدس مزود بكاتم للصوت على يد مجموعة اقتحمت الساحة مساء اليوم الجمعة، بالتزامن مع اعتداء طاول معتصمين بواسطة سكاكين أسفر عن طعن عدد منهم، فيما تم تسجيل حالات اختناق، إثر إطلاق قوات الأمن قنابل الغاز.

وخلال تظاهرات ليلية حاشدة في ساحة التحرير وسط بغداد، واجه عناصر الأمن متظاهرين حاولوا الاحتشاد في ساحة الخلاني التي سيطرت عليها الشرطة الأربعاء الماضي بقنابل الغاز، ما تسبب بتفرقهم في الأزقة القريبة، فيما انتشر الأمن قرب الساحة وعزز وجوده في محيط ساحة التحرير القريبة منها، واستخدم الرصاص الحي تجاه المتظاهرين.

ووفقا للناشط المدني، عدنان العامري، فإن "مجموعة مسلحة هاجمت خيمة للمتظاهرين داخل ساحة التحرير بسكاكين وآلات جارحة، وطعنت عددا منهم، بينما قتل أحد المتظاهرين بسلاح كاتم للصوت"، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "عناصر الأمن من جهتهم كثفوا إطلاق النار قرب الساحة، ما أسفر عن إصابة 10 متظاهرين بحالات اختناق".

وأكد أن "عمليات الكر والفر ما زالت مستمرة بين الطرفين، فيما تم نقل الجرحى والمصابين إلى مستشفى الكندي".

من جهته، قال الناشط فراس السراي، في تغريدة له، "الآن ساحة التحرير تعيش أصعب لياليها لسببين، الأول تقدم مكافحة الشغب في شارع الخيام تجاه التحرير، الثاني محاولة السيطرة عليها بالقوة من قبل المليشيات".


في الوقت ذاته، شهدت المحافظات الجنوبية تظاهرات حاشدة على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذت قرب ساحات التظاهر.

وتوجه الآلاف من أبناء بلدات محافظة ذي قار بمسيرات احتجاجية نحو ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، وحمل المحتجون لافتات وشعارات ترفض قرار تكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة، مؤكدين استمرار التظاهر الشعبي حتى الحصول على الحقوق، كما شارك محامون في تظاهرات محافظة ذي قار، منتقدين ضعف دور الأمن بتوفير الحماية لهم، ومعلنين تضامنهم مع المطالب الشعبية.
وفي النجف ووسط انتشار أمني مكثف، خرج المئات بتظاهرة حاشدة وسط المدينة، وجاب المتظاهرون عددا من شوارع المدينة، مرددين شعارات تندّد بأحزاب السلطة، ووقع المتظاهرون وثيقة عهد نصت على استمرار الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب.

وفي البصرة، تجمع المئات في ساحة عبد الكريم قاسم، في مركز المدينة، وخرجوا بتظاهرات حاشدة ومسيرة جابت الشوارع باتجاه ساحة البحرية وسط المدينة، وردد المتظاهرون هتافات وشعارات ترفض الطبقة السياسية، وتدعو لتنفيذ مطالب المتظاهرين.

وفي الديوانية (مركز محافظة القادسية) انضم عشرات من أعضاء نقابة المعلمين في المحافظة إلى التظاهرات الشعبية، وخرجوا بمسيرة احتجاجية تؤيّد مطالب المتظاهرين وتدعو إلى تنفيذها.

كذلك شهدت مدينة الكوت تظاهرات حاشدة، انضم إليها شيوخ ووجهاء العشائر في المحافظة، مؤكدين استمرار دعمهم للتظاهرات السلمية، وضرورة تنفيذ مطالبها المشروعة.

ولم تختلف الحال في محافظات بابل وكربلاء والمثنى وميسان، التي شهدت تظاهرات واسعة، دعت إلى تنفيذ مطالب الشعب.

في الأثناء، انتقد سياسيون استمرار القمع الحكومي والاعتداءات ضد المتظاهرين السلميين. وقال زعيم ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، في تغريدة له، إن "كمية وحجم الاعتداءات التي يتعرض لها المتظاهرون السلميون لم يشهدهما التاريخ حتى في عهد الأنظمة الدكتاتورية التي حكمت العراق. تأكدوا"، مشدداً: "سنلاحق المعتدين وحماتهم والساكتين عنهم قانونياً ولن يفلت أحد من العقاب".