العراق: المعارك ضد "داعش" تنتقل إلى داخل الفلوجة

17 يونيو 2016
دخلت القوات حيي الشهداء والجبيل (عمر العلو)
+ الخط -
نجحت القوات النظامية العراقية، مدعومة بالآلاف من مليشيات الحشد الشعبي، ووحدات الحرس الثوري الإيراني فضلاً عن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، في تحقيق تقدم ملحوظ في معارك تحرير مدينة الفلوجة من تنظيم "داعش"، بعد تمكنها أمس الخميس، من اقتحام حدود المدينة من محورها الجنوبي وتحديداً حيي الشهداء والجبيل والسيطرة على الأول وجزء من الحي الثاني. وجاء هذا التطور مع دخول العمليات يومها الخامس والعشرين، وتسجيل ثالث زيادة في عديد القوات المشاركة في معركة تحرير الفلوجة التي يسيطر عليها "داعش" منذ مطلع العام 2014.

ووفقاً لمصادر رفيعة في الجيش، فإن قوات جهاز مكافحة الإرهاب ووحدة العمليات الخاصة تمكنت من استعادة حي الشهداء أول أحياء الفلوجة من الجهة الجنوبية فضلاً عن أجزاء من حي الجبيل المجاور (المحور جنوب الفلوجة). وبحسب المصادر نفسها، فإن حرب شوارع عنيفة تجري بين مقاتلي "داعش" وتلك القوات المدعومة بقوات ترتدي ملابس الجيش والشرطة الاتحادية يرجّح أنهم من المليشيات ويرتدون ملابس قوات الأمن النظامية ومدعومين بغطاء جوي من الطيران الأميركي.

من جهتها، أكدت مصار عشائرية مشاركة الحرس الثوري الإيراني بعملية اقتحام المدينة عبر محور حي الشهداء، فيما أشارت مصادر محلية أخرى إلى أن المعارك لا تزال داخل الحي، ولم تتم السيطرة عليه بشكل كامل. كما أفيد عن معارك عنيفة على أطراف حي نزال وسط الفلوجة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.


في غضون ذلك، أوضح قائد عمليات الفلوجة، الفريق عبد الوهاب الساعدي، في اتصال مع "العربي الجديد" أن القوات المشتركة دخلت الفلوجة والمعارك انتقلت الآن الى داخلها، مبيناً أن "المرحلة الحالية بحاجة إلى تركيز عال وتضحيات لإكمال المعركة وتحقيق النصر"، على حد قوله.
من جهته، أكد قائد وحدة المهام الخاصة التي تشارك بعملية الاقتحام، العقيد الركن محمد حسين مفرجي، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أن "المعارك تجري حالياً داخل حي الشهداء ونحن غير مستعجلين للتقدم بقدر ما نريد الحفاظ على الأرواح". وأضاف "داعش بالتأكيد ترك لنا مفاجآت في الحي وقد يعود للهجوم لذلك نحاول تثبيت أرجلنا بالأرض قبل التقدم أكثر".
وفي السياق، قال رئيس المجلس، صباح الكرحوت، لـ"العربي الجديد" إن انتقال المعارك إلى داخل الفلوجة من شأنه أن يسّرع في تحرير المدينة.
وكانت عمليات تحرير الفلوجة قد بدأت فجر يوم 22 أيار/مايو الماضي بقوات قوامها 33 ألف مقاتل من الجيش والمليشيات وتشكيلات من وحدات خاصة كجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية، لكنها عادت لترتفع بعد نحو أسبوع وتحديداً يوم التاسع والعشرين من الشهر الماضي إلى 38 ألف مقاتل تشكل المليشيات منهم 21 ألف عنصر تابعين لـ17 فصيلاً مليشياوياً، منضوين تحت مليشيات الحشد الشعبي الممولة من إيران. وأعقب ذلك وصول ألوية مدرعة ووحدات خاصة والزج بثلاث فصائل جديدة من المليشيات في الثامن من شهر يونيو/حزيران الجاري ليرتفع عديد القوات المشاركة في المعارك إلى 40 ألف مقاتل ثم 41 ألف بعد أيام قبل أن يسجل أمس الخميس أعلى تواجد للقوات العراقية ومليشيات الحشد بواقع 43 ألف مقاتل من بينهم 29 ألف عنصر مليشياوي أو قوات غير نظامية بشكل عام، يقابلهم 14 ألف جندي وعنصر أمن نظامي فقط، وسط تأكيدات على أن قيادة المعركة ليست بيد الجيش العراقي ولا مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي إنما بيد زعيم فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني وقيادات الحشد الثلاثة البارزين وهم هادي العامري وأبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي.
ومع انتقال المعارك إلى داخل الفلوجة، أكدت مصادر محلية من داخل الفلوجة أن التنظيم وافق أخيراً على خروج العوائل من الفلوجة وأطلق سراحهم. وتقدر أعدادهم بعشرات الآلاف، يسكن أغلبهم وسط وشمال المدينة وغربها منذ أشهر بسبب القصف.
ووفقاً لعضو مجلس محافظة الأنبار، محمد الدليمي، فإن المعارك هي ما دفعت التنظيم للسماح بخروج العوائل بعد انتقالها إلى الجزء الجنوبي داخل الفلوجة. وأوضح الدليمي أن العوائل خرجت عبر المنفذ الغربي من الفلوجة، وهو أكثر أمناً كونه يضم الجيش والعشائر ولا وجود لمليشيات الحشد في هذا المحور بشكل فعال أو مؤثر.
وروى أحمد التميمي، أحد سكان مدينة الفلوجة، والذي تمكن من الخروج مع أفراد عائلته لمراسل "العربي الجديد"، أنه كان يسكن وعائلته في حي المعلمين شمال المدينة عندما سمع عناصر "داعش" يطلبون من العوائل مغادرة المدينة فوراً عبر مكبرات صوت المساجد. وأشار إلى أنه توجه فوراً مع أفراد عائلته سيراً على الأقدام باتجاه الجسر القديم وشاهد مئات العوائل وهي تخرج من المدينة عبر الجسر باتجاه منطقة النساف.