اتهامات إيرانية للوكالة الدولية بتسريب معلومات حول الاتفاق النووي

24 يوليو 2016
صالحي:تدابير مشددة ستتخذ بحال استمر نقض الاتفاق(عطا كنار/فرانس برس)
+ الخط -
قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قامت بتسريب معلومات ترتبط بوثائق سرية تتعلق بالاتفاق النووي، الذي توصلت إليه بلاده مع الغرب يوليو/تموز العام الفائت، معربا عن أن ممثل بلاده لدى الوكالة سيقدم اعتراضا رسميا بخصوص ما جرى.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن نشرت وكالة "أسوشيتد برس" وثيقة مسربة، جاء فيها أن القيود الرئيسة ستخفف بعد عقد من الزمان على برنامج طهران النووي، حيث يمكن لإيران حينها أن تستبدل ما يعادل 5060 جهاز طرد مركزيا قديم الطراز بـ3500 جهاز من الجيل الجديد، ما يعني ارتفاع وتيرة سرعة التخصيب.

فنقلت وكالة "فارس" الإيرانية عن كمالوندي قوله، اليوم الأحد، إنه كان من المفترض أن يبقى النص المتعلق بالاتفاق الطويل الأمد سريا، مضيفا أن طهران ستكون قادرة على استئناف نشاطها النووي كما السابق بحال نقض التعهدات أو استمرار عدم تطبيق الاتفاق بشكله المطلوب، وذكر أن هذا يتطلب وصل ما يعادل ألف جهاز طرد مركزي من الجيل الجديد، وهو "أمر سهل وممكن"، حسب تعبيره.


وأشار المسؤول ذاته إلى أن إيران كانت تخصب اليورانيوم قبل الاتفاق بمعدل تسعة آلاف سو، وهي وحدة قياس طاقة التخصيب، ووصلت في الوقت الراهن إلى ستة آلاف، موضحا أن قدرة أجهزة الطرد من الجيل الجديد تبلغ ثلاثة أضعاف الجيل الأول.

 كما وصف الاتفاق النووي مع الغرب بـ"وقف إطلاق النار المؤقت"، قائلا إن "البعض تخيل أن مشكلات إيران مع أعدائها ستحل، لكن لدى طهران مشكلات إيديولوجية كبيرة مع قوى الاستكبار العالمي، لكنها وافقت على الحوار النووي لتأمين احتياجاتها، ولإبعاد الخطر عنها، وللحفاظ على النظام في إيران"، حسب وصفه.

من جهته، قال رئيس هيئة الطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، إن تدابير جدية ومشددة ستتخذ بحال استمر نقض الاتفاق، وستعود طهران لاستئناف نشاطها، معربا أن بلاده تستعد للانضمام لمشروع الاندماج النووي الدولي المعروف باسم "ايتر"، لتكون العضو السادس والثلاثين فيه، قائلا إنه بحث هذا الملف مع المعنيين في فرنسا أخيرا.

وأضاف صالحي، كذلك، أنه "في حال نجاح الأمر، ستكون طهران قادرة على تطوير مشاريع الاندماج النووي بنفسها في عقود قادمة"، ومن ناحية ثانية صرح بأن العمل على مخططات إعادة تصميم قلب مفاعل آراك، بموجب الاتفاق ذاته، ما زال مستمرا، حيث "تبنت الأطراف الأخرى في الاتفاق مهمة تقديم مخططات جديدة، والتي سيتم النظر فيها بعد أن تصبح جاهزة".

كما أعلن المتحدث ذاته أن بلاده ستوقع عقدا في المستقبل القريب مع روسيا لبيعها أربعين طنا من الماء الثقيل، كما أن مفاوضات أخرى ما زالت جارية مع دولتين من الاتحاد الأوروبي لبيعهما المادة ذاتها، دون أن يفصح عن اسميهما، قائلا إن طهران تنتج سنويا ما يعادل عشرين طنا من الماء الثقيل، تتراوح قيمة الكيلو الواحد منها بين 280 و1500 دولار، وهذا حسب نوع الحاويات التي تحفظ فيها الكميات.

وذكر أن طهران تبحث، في الوقت الحالي، عن زبائن جدد، بعد أن باعت 30 طنا للولايات المتحدة الأميركية، قائلا إن الماء الثقيل يستخدم لأغراض طبية وفي الصناعات الدوائية والكيماوية، وإذا لم تتمكن من بيعه ستحتفظ بالفائض منه، كما فعلت قبل التوصل للاتفاق.

في سياق الملف النووي دائما، قال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، حسين نقوي، إن اللجنة البرلمانية المشرفة على تطبيق الاتفاق تجهز في الوقت الراهن تقريرها حوله، والذي ستقدمه أمام النواب، وهو تقرير يشمل ستة أشهر من العمل بالاتفاق ويصاغ بناء على تقارير الخارجية الإيرانية، المسؤولة عن هذا الملف، وبناء على زيارات النواب الميدانية للمنشآت النووية.

وأكد، حسب وكالة "إيسنا"، أن البرلمان سيبحث قريبا موضوع تسريب المعلومات المتعلقة بوثائق الاتفاق السرية، قائلا إن البرلمان الإيراني طالب، في وقت سابق، بامتلاك نسخ من هذه الوثائق، لكنه لم يحظ بالموافقة على هذا المطلب، وبالمقابل "باتت بعض وسائل الإعلام تتبادل ما كتب فيها".