لقاء لـ"إذابة الجليد" بين سعيد والغنوشي

30 مايو 2020
تميز اللقاء بالود والصراحة بحسب مكتب الغنوشي (Getty)
+ الخط -

التقى الرئيس التونسي قيس سعيد، أمس الجمعة، برئيس البرلمان راشد الغنوشي، بعد فترة انقطاع اعتبرت طويلة لم تشهد لقاء الطرفين، بسبب ما وصفه مراقبون في الأسابيع الأخيرة بأنه "خلافات بين الرجلين وتنازع على السلطة".

ويبدو أن لقاء أمس كان مهما لإذابة الجليد بين سعيد والغنوشي، خصوصا في ظل التهديدات الكبيرة التي تواجه البلاد في هذا الفترة والتي يمكن أن تمس الأمن القومي وتهدد الاستقرار.

وقال بيان لمجلس نواب الشعب التونسي، نشر مساء الجمعة إن اللقاء الذي انعقد بقصر قرطاج جرى "في أجواء من الود والصراحة، وأثبت زيف ما تروّجه بعض الأطراف المشبوهة من صراع داخل الدولة وبين مؤسّساتها، وأنّ الاختلاف في وجهات النظر ممكن في إطار احترام الدستور ومبدأ وحدة الدولة في خياراتها وتوجّهاتها الكبرى".

وأضاف البيان أن اللقاء شهد "توافقا في الرؤى حيال تشخيص الوضع العام في البلاد وسبل التعاطي معه، وخاصة في ما يتعلّق برفض الدعوات إلى الفوضى ومخطّطات الإجرام واستنكارها والتنديد بموجة الحرائق وكلّ محاولات تعطيل المرفق العام والإضرار بالأمن العام للبلاد".

وأكد البيان في نفس الوقت على "استعداد مجلس نواب الشعب للتفاعل الإيجابي مع المبادرات التشريعيّة بما يستجيب لتطلعات المواطنين ويُساعد في خروج البلاد سريعا من التداعيات التي خلّفتها جائحة كورونا على جميع المستويات وخاصة الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وفي هذا الإطار تمّ التأكيد على ضرورة تضافر الجهود لخدمة الفئات الضعيفة وتحسين ظروف عيش المواطنين في المناطق والجهات المهمّشة والمنسيّة".

وتمّ الاتفاق في نهاية هذا اللقاء على عقد جلسات دوريّة لتدارس الأوضاع وتوحيد وجهات النظر وخطط العمل المستقبليّة للنهوض بمناعة الوطن وخدمة لكلّ فئات الشعب.

وقال بيان الرئاسة التونسية إن اللقاء "تناول الوضع العام بالبلاد وجملة من القضايا الدولية وخاصة منها القضايا الإقليمية الراهنة".

وأكد البيانان أن هذا الإجتماع كان مهما من حيث الملفات التي تطرق إليها، والمتعلقة بالأمن العام للبلاد ودعوات الفوضى والتخريب، وكذلك بالوضع في ليبيا وتداعياته الخطيرة على المشهد التونسي.



وتثبت مواقف الطرفين السابقة لهذا الاجتماع إزاء كل هذه الملفات تطابقا في وجهات النظر، وليس هناك خلاف جوهري بينهما في الأصل، إلا أن خلافات التموقع بينهما منذ الانتخابات الماضية لا يمكن إنكارها في نفس الوقت، وقد تكون التحديات الأخيرة المتعلقة بالدعوات لإسقاط الحكومة وحل البرلمان والدعوة للاعتصامات، وما يروّج من أجواء انقلابية، دعت الرجلين إلى الإنتباه إلى ما يجمعهما وإلى ضرورة القفز فوق الخلافات.