وقمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية انطلقت من سهل البقيعة في الأغوار الشمالية، ما أدى لإصابة عشرات الفلسطينيين واحتراق أراضٍ زراعية.
وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس، معتز بشارات، لـ"العربي الجديد": "إن المسيرة نظمتها فصائل العمل الوطني إحياءً لذكرى النكسة ورفضاً لإجراءات الضم الإسرائيلية، وهي باكورة فعاليات ستنطلق بالأغوار رفضاً لتلك الإجراءات ورفضاً لصفقة القرن"، مشيراً إلى أن "المشاركين رفعوا الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات رافضة للضم ولصفقة القرن".
Twitter Post
|
ولفت بشارات إلى أن "جيش الاحتلال قمع بالقوة المشاركين بالمسيرة وأطلق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة أحد الشبان بالرصاص المطاطي، والعشرات بحالات اختناق عولجوا ميدانياً".
كذلك أصيب شابان على الأقل خلال مواجهات اندلعت في قرية كفر قدوم شرقي قلقيلية (شمالاً)، إثر قمع قوات الاحتلال للمسيرة الأسبوعية التي انطلقت من القرية باتجاه شارع القرية المغلق منذ 17 عاماً.
وقال منسق لجنة المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد اشتيوي لـ"العربي الجديد": "إن مواجهات مستمرة اندلعت بعد قمع الاحتلال للمسيرة التي انطلقت إحياء لذكرى النكسة ومناهضة لمخططات الضم الإسرائيلية".
وأشار اشتيوي إلى أن "قوات الاحتلال اقتحمت مداخل قرية كفر قدوم، وأطلقت الأعيرة المعدنية والقنابل الغازية والصوتية، ما أدى لإصابة شابين".
Twitter Post
|
وحول رسالة المسيرة في هذا اليوم، قال اشتيوي: "في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ التزاماته بحقوق شعبنا، نحن نصر على أن فلسطين من النهر إلى البحر ونطالب أبناء الشعب الفلسطيني بتفعيل المقاومة الشعبية في كل مكان لترتقي إلى مستوى انتفاضة شاملة"، مشيراً إلى "تنظيم اللجان الشعبية، عصر غد السبت، مسيرة مركزية أخرى في القرية ضد مخططات الضم، بمشاركة شخصيات سياسية".
في غضون ذلك، أصيب عشرات المواطنين الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة السلمية الأسبوعية في قرية نعلين غربي رام الله (وسط)، والذين خرجوا إحياءً لذكرى النكسة، والتي تتزامن أيضاً مع ذكرى استشهاد عقل سرور الذي يعد رمزاً من رموز المقاومة الشعبية في نعلين، كذلك الشهيد محمد الخواجا.
ورفع المشاركون في المسيرة العلم الفلسطيني، مرددين شعارات منددة بجرائم الاحتلال، وإعدام المواطنين بدم بارد كما حصل مع الشهيد إياد الحلاق في القدس المحتلة.
وفي مشهد مماثل، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق، فيما اندلعت حرائق في قرية قوصين غربي نابلس (شمالاً)، إثر قمع قوات الاحتلال لمسيرة شعبية حاولت الوصول إلى أراضٍ مهددة بالمصادرة لصالح توسعة منطقة صناعية استيطانية مقامة على أراضي الفلسطينيين هناك.
Twitter Post
|
وأطلقت قوات الاحتلال وابلاً كبيراً من قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه الأراضي المليئة بالأعشاب الجافة، ما أدى إلى حريق كبير فيها، كما أفاد مدير عام توثيق انتهاكات الاحتلال في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان قاسم عواد، في حديث لـ"العربي الجديد".
وقال عواد إنّ قوات الاحتلال استبقت وصول المسيرة بإطلاق الغاز، واستمرت بإطلاق الغاز والرصاص المعدني والحي قمعاً للمسيرة.
وانطلق المئات من أمام مسجد قوصين بعد صلاة الجمعة مباشرة باتجاه أراضٍ تقع جنوبي قوصين، وتعد هذه المسيرة الثالثة خلال العام الجاري للمطالبة بحرية وصول الأهالي إلى أراضيهم، التي يسعى الاحتلال للسيطرة عليها من أجل المنطقة الصناعية الاستيطانية.
ونقل عواد عن الأهالي إعلانهم تنظيم فعاليات بشكل أسبوعي من الآن فصاعداً، وأنهم اختاروا ذكرى النكسة لانطلاق تلك الفعاليات، في رسالة تؤكد أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وأن قرارات الاحتلال والقرارات الأميركية غير ملزمة وستتم مقاومتها.
وتأتي هذه المسيرة، بالتزامن مع عدد من الفعاليات الأخرى في الضفة الغربية، للتأكيد على أن الفلسطينيين قادرون على خوض غمار انتفاضة شاملة قادرة على تحرير الأرض الفلسطينية، بحسب عواد.
إلى ذلك، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، اليوم الجمعة، خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وسط مدينة الخليل.
وانطلقت مسيرة في مدينة الخليل داعمة لموقف القيادة الفلسطينية بوقف الاتفاقات مع الاحتلال ووقف التنسيق الأمني، بحسب ما صرّح به لـ"العربي الجديد" عضو إقليم حركة "فتح" في الخليل مهند الجعبري.
وانطلقت المسيرة في الخليل بعد صلاة الجمعة من أمام مسجد الحسين في المدينة باتجاه دوار بن رشد. وبيّن الجعبري أن "هذه المسيرة من أجل إيصال رسالة إلى الاحتلال بأن الشعب الفلسطيني لن يصمت على انتهاكات الاحتلال، ورفضاً لصفقة القرن ومخططات الضم".
Twitter Post
|
وأشار الجعبري إلى أن المشاركين بالمسيرة دعوا إلى العودة إلى الحرم الإبراهيمي لإحياء الوجود فيه ومواجهة مخططات الاحتلال بتغيير معالمه، فيما دعا المشاركون إلى ضرورة التوحد لمواجهة الاحتلال، رافعين الأعلام الفلسطينية واللافتات، ورددوا الهتافات الرافضة لمخططات الضم ولصفقة القرن.
وفي مقابل مسيرة طولكرم، التي نظمتها الفصائل الفلسطينية ولجان المقاومة الشعبية باتجاه حاجز جبارة، كثف جيش الاحتلال وجوده، ما أدى إلى وقوع احتكاكات، فيما أطلق جنود الاحتلال القنابل الصوتية باتجاه المتظاهرين، بحسب ما قاله منسق اللجان الشعبية في حملة مقاومة الجدار والاستيطان سهيل سلمان لـ"العربي الجديد".
وأوضح سلمان "أنه تم اختيار هذا الحاجز لإحياء ذكرى النكسة والتضامن مع قرى منطقة الكفريات، كونه يقع في الأراضي المحتلة عام 1967، ويفصل تلك القرى عن الأراضي المحتلة عام 1948"، مبيناً أن المكان يحمل رسالة "بأننا شعب موحد لإسقاط صفقة القرن أينما كانت أماكن وجودنا، خصوصاً في ظل تزايد الاعتداءات الإسرائيلية، سواء في الضفة أم مناطق الـ48، كما حصل من عمليات هدم في قرى بالداخل"، وأكد أن فعاليات أخرى ستنظم بالتزامن مع فلسطينيي الداخل في الأيام المقبلة.
على صعيد متصل، أقام العشرات من أهالي قرية حارس في سلفيت (شمالاً) صلاة الجمعة على أراضيهم، التي تعرضت لاعتداء المستوطنين قبل أسابيع واقتلاعهم مئات أشجار الزيتون. كما نظم المشاركون وقفة في الشارع الرئيسي القريب من مستوطنة رفافا، المقامة على أراضي الفلسطينيين.
وقال الناشط رمزي حرب لـ"العربي الجديد": "إن هذه الفعاليات هي إعلان انطلاق حراك ضد اعتداءات المستوطنين، إذ إن تلك الأراضي التي تعرضت للاعتداء غير مصادرة، لكن المستوطنين يحاولون السيطرة عليها"، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني لن يغادر أرضه.
من جهة أخرى، أدى عشرات المواطنين الفلسطينيين صلاة الجمعة اليوم، في قرية فصايل المهددة بالضم شمال أريحا بالأغوار الوسطى شرق الضفة الغربية، رفضا لما يسمى "صفقة القرن" وقرار الضم الإسرائيلي، وإحياء لذكرى النكسة. وانطلقت مسيرة هناك بعد أداء صلاة الجمعة.
وذلك في وقتٍ استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، على مركبة فلسطينية في منطقة وادي المالح بالأغوار الشمالية شمال شرقي الضفة الغربية، وفق تصريحات الناشط الحقوقي عارف دراغمة.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، أحمد حبابة على حاجز بيت اكسا شمال غربي القدس المحتلة، بعد الاعتداء عليه، فيما اعتقلت، الجمعة، الشاب أمير عطاطرة والطالب في الثانوية العامة محمود عاهد أبو بكر، وذلك لدى اقتحامها بلدة يعبد جنوب غربي جنين شمال الضفة الغربية.
في شأن آخر، قطع مستوطنون، أمس الخميس، 36 شجرة زيتون معمرة في بورين جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، وفق تصريحات منير قادوس من مؤسسة "يش دين" الحقوقية، لوكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، مشيرا إلى أن المستوطنين حاولوا إحراق أراضٍ مزروعة بالقمح، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل عقب السيطرة على الحريق والحد من انتشاره.