دعم مصري بالأفراد والاستخبارات لحملة حفتر المرتقبة على درنة

30 مايو 2017
تعرّضت قوات حفتر لضربات عدة أخيراً (عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر أمنية مصرية لـ"العربي الجديد"، أن مجموعات عسكرية عالية التدريب من العمليات الخاصة في الجيش المصري مدعومة بعناصر من قوات المظلات وأفراد من الاستخبارات الحربية، تشارك حالياً في الاستعدادات العسكرية للقوات الليبية التي يقودها اللواء خليفة حفتر للإغارة براً على منطقة درنة وبسط سيطرة حفتر عليها خلال أيام.
وأوضحت المصادر أن العناصر العسكرية المصرية هي "في حدود العشرات" وانتقلت إلى معسكرات حفتر محمولة جواً بواسطة الطيران المصري، وأن هذه ليست المرة الأولى التي تنتقل فيها عناصر عسكرية مصرية لمساعدة قوات حفتر في تحركاتها البرية، لافتة إلى أن المرة الأولى كانت مطلع العام 2015 بعيد المذبحة التي ارتكبها تنظيم "داعش ليبيا" وراح ضحيتها 22 مصرياً من الأقباط.
وأكدت المصادر أن "الطيران المصري سيوفر غطاءً جوياً للعملية المرتقبة بطلعات جوية إضافية قد تستغرق نحو أسبوعين، وفق تقديرات القيادة المصرية والمعلومات الواردة من ليبيا"، مشيرة إلى أن الضربات ستستهدف "كل المليشيات المعادية لجيش حفتر من دون تمييز، سواء كانت تابعة للقاعدة أو داعش أو أي تنظيمات إسلامية أصغر حجماً".

وعن تطورات جهود التأمين العسكري للحدود بين مصر وليبيا، ذكرت المصادر أنه تم بسط سيطرة الجيش المصري على عدد من الطرق الصحراوية التي لم يكن متمركزاً فيها من قبل، مع إحكام السيطرة على مداخل ومخارج قرية مساعد، أقرب نقطة ليبية مأهولة على الحدود بين البلدين، بعدما توصلت الأجهزة الأمنية لمعلومات عن تورط أشخاص مقيمين أو عابرين في هذه القرية في دعم تنظيم "داعش ليبيا" وتمكينه من الحركة حول الحدود.


من جهته، قال مصدر دبلوماسي مصري في ديوان وزارة الخارجية، إن تطورات الموقف الميداني في ليبيا تكشف بشكل واضح أن الضربات الجوية في ليبيا ومساعدة القاهرة لحفتر ليست مرتبطة بالاعتداء الإرهابي الأخير الذي وقع في محافظة المنيا، جنوب القاهرة. واعتبر أن هذا الحادث أضفى مبرراً إعلامياً فقط للتدخّل العسكري المصري الهادف في الأساس لإعادة التوازن العسكري للنزاع الداخلي الليبي بعد تعرض جيش حفتر المدعوم بقوة من الإمارات لضربات عدة موجعة في الآونة الأخيرة، مع إصرار الولايات المتحدة وأوروبا على استمرار حظر توريد الأسلحة لكل الفصائل الليبية بما في ذلك قوات حفتر.

وتوقع المصدر أن تطلب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تفاصيل أكثر عن هدف التدخّل المصري إذا طال أمده، مشدداً على أن مصلحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تكمن في شن هجمات خاطفة وسريعة وليس توريط قوات حفتر في معارك طويلة الأمد قد يؤدي دعمها فيها إلى الإساءة لصورة الدولة المصرية، أو توريطها في تدخّل بري.
وأكد المصدر أن التدخّل المصري المحدود حتى الآن والترويج الإعلامي له مع استمرار التصعيد ضد وسائل الإعلام المحلية والإقليمية غير المؤيدة للنظام، سيُظهر السيسي أمام الرأي العام المحلي كمحارب جاد للإرهاب، وفي الوقت ذاته يظهر أمام حلفائه الإماراتيين كعامل حاسم لدعم حفتر.

المساهمون