جاء الردّ الإيراني على الادّعاء الأميركي بشنّ هجوم إلكتروني على نظام الصواريخ الإيرانية، في ظلّ التوتر القائم بين الطرفين، والذي ينذر بمواجهة عسكرية، مرتبكاً؛ إذ لم تكن ليمضي سويعات على تأكيد وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، وقوع هجمات إلكترونية أميركية على بلاده، قائلاً إنها أحصت 33 مليون هجوم إلكتروني، حتى سارع البرلمان الإيراني إلى نفي الـهجوم الإلكتروني، الذي وقع الخميس الماضي، واصفاً ذلك بـ"مزاعم تستهدف التستر على نجاح إيران في إسقاط طائرة تجسس أميركية".
وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حسين نقوي حسيني، في حديث لوكالة "إيسنا" الإيرانية، إنه "لا أساس من الصحة لمزاعم الأميركيين بشأن تنفيذ هجمة سيبرالية ضد منشآتنا العسكرية"، مضيفاً أن بلاده "تملك قدرات عالية لإحباط الهجمات الإلكترونية ضد الشبكات المعلوماتية وأجهزة الاتصالات لتجعل هذه الهجمات بلا تأثير".
وأضاف حسيني أن "أحد التصرفات العدوانية الأميركية هو التخطيط لهجمات سيبرانية، وهي كثيرة ومستمرة وتنفذ بطرق مختلفة"، معتبرا في الوقت نفسه أن تلك الهجمات "لم تحقق نتيجة وغير ناجحة".
وكانت وسائل إعلام أميركية قد ذكرت أن الولايات المتحدة الأميركية نفّذت، الخميس الماضي، بعد تراجعها عن شن ضربات على إيران، هجوماً إلكترونياً استهدف تعطيل نظم توجيه وإطلاق الصواريخ.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أمس الأحد، أن البنتاغون قد شن الخميس الماضي هجوماً سيبرانياً على إيران استهدف أجهزة تحكم وإطلاق الصواريخ وأجهزة الحواسيب.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجوم وقع بعد موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عليه، ردًا على إسقاط إيران طائرة أميركية مسيّرة من طراز "غلوبال هوك".
وأشار الوزير الإيراني إلى أن إيران "منذ العام الماضي، لم تتعرض إلى هجوم واحد بل 33 مليون هجوم إلكتروني، أحبطتها درع دجفا"، وهي الدرع الأمنية للشبكة الوطنية للمعلومات. وأكد آذري جهرمي أن الهجمات الإلكترونية الأميركية "لم تكن ناجحةً، بالرغم من جهود كبيرة يبذلونها".
وفي تعليق له على الموضوع نفسه، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، اليوم الإثنين، أن "الدفاع السيبراني الإيراني يتمتع بقدرات عالية في مواجهة هذه الهجمات، لذلك أستبعد أن يكون لها أثر خاص".
وأضاف موسوي أنه "إن كان هناك اعتراف (أميركي) رسمي فذلك يعني أنهم ارتكبوا خطأ فادحاً ونفذوا عملية سيبرانية ضد دولة مستقلة، في تعارض مع القانون الدولي والأعراف الدولية، ويمكن أن نبني على ذلك في إجراءاتنا القانونية".