العد العكسي للانتخابات العراقية: إعادة تسويق الوجوه القديمة

03 مارس 2018
غالبية القيادات السابقة تترأس قوائم انتخابية (الأناضول)
+ الخط -
في الوقت الذي تستعد فيه القوى والأحزاب السياسية العراقية للانتخابات المقررة أن تجري في الثاني عشر من مايو/أيار المقبل، أعلنت جميع الأحزاب عن تحالفاتها الجديدة التي يرى فيها نواب مجرد محاولة لتسويق وجوه الأحزاب القديمة.

وفيما يجري حراك لإقناع القوى "الشيعية" بتشكيل كتلة واسعة بعد الانتخابات للحفاظ على منصب رئيس الوزراء، يؤكّد سياسيون أن نسبة التغيير في الانتخابات المقبلة ستكون ضئيلة.

وقال رئيس البرلمان الأسبق، القيادي في "تحالف بغداد" محمود المشهداني، إنّ "ظهور بعض التحالفات بحلة جديدة وإعلان أخرى عدم المشاركة في الانتخابات؛ يمثل تكتيكاً للالتفاف على إرادة الجماهير"، مضيفاً أنّ إعلان "حزب الدعوة الإسلامية الحاكم، والحزب الإسلامي العراقي عن عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة هو مجرد تكتيك واضح"، حسب تعبيره.

ولفت المشهداني، خلال مقابلة متلفزة، إلى أنّ "الشارع أصبح رافضاً للمسميات الإسلامية في الانتخابات".


وسبق لـ"حزب الدعوة الإسلامية" و"الحزب الإسلامي العراقي"، أن أعلنا عدم الاشتراك في الانتخابات باسم حزبيهما، مع عدم الاعتراض على دخول أعضائهما الانتخابات بشكل منفرد.

وفي السياق، كشف مصدر سياسي مقرب من "التحالف الوطني"، في حديث مع "العربي الجديد"، وجود حراك واسع لإقناع القوى "الشيعية" لتشكيل ائتلاف واحد بعد الانتخابات، مبيناً أنّ "قانون الانتخابات الحالي لا يمنح أي تحالف الفرصة للحصول على أغلبية برلمانية تؤهله لتشكيل الحكومة بمفرده".

كما كشف السياسي عينه عن وجود وسطاء إيرانيين وعراقيين لإقناع التحالفات الأربعة التي انبثقت من "التحالف الوطني" للاجتماع في كتلة كبيرة بعد الانتخابات، مبيناً أنّ هذه التحالفات هي "النصر" بزعامة رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي، و"ائتلاف دولة القانون" الذي يترأسه نائب الرئيس نوري المالكي، و"الفتح" الذي يضم فصائل مليشيات "الحشد الشعبي" بزعامة هادي العامري، و"الحكمة" الذي أسسه رئيس "التحالف الوطني"، عمار الحكيم، العام الماضي.

وبين أنّ "هذه الكتلة ستعمل على الحفاظ على منصب رئاسة الوزراء"، متوقعاً أن تتشكل الحكومة المقبلة بالتوافق بين هذه القوى بالتحالف مع أحزاب "سنية" وكردية على غرار ما حدث في التجارب الانتخابية السابقة.

بدوره، حذر عضو "تحالف القوى" محمد عبدالله، من هذه التحالفات، قائلاً إن "ما يجري مجرد استنساخ للوجوه القديمة بمسميات جديدة"، مضيفاً أن غالبية "القيادات السابقة تترأس قوائم انتخابية مثل حيدر العبادي، ونوري المالكي، وإياد علاوي، وأسامة النجيفي".

وتوقع عبدالله، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ "تكون نسبة التغيير ضئيلة في الانتخابات المقبلة في ظل التحشيد القومي والطائفي"، معتبراً أنّ "الفترة المتبقية للانتخابات لا يمكن أن تغير كثيراً في الواقع السياسي الذي يبدو أنه يسير نحو الاستعانة بغالبية شخوص النخبة التي حكمت العراق منذ الاحتلال الأميركي عام 2003"، حسب تعبيره.


وكان صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قد توقعت، في وقت سابق، بقاء رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لولاية ثانية، لافتةً إلى أن مصير الفصائل "الشيعية" المسلحة مرهون بعدد الأصوات التي سيحصلون عليها في الانتخابات.

وخلصت إلى عدم وجود ملامح للتغيير الجذري في حكم العراق، متوقعةً أن يتم اللجوء لتشكيل حكومة ائتلافية يترأسها العبادي.