وأوضح كوشنر، الذي يعدّ صديقًا لبن سلمان، في تصريح لشبكة "سي.إن.إن" اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة ما زالت في "مرحلة تقصي الحقائق" فيما يتعلق بقتل خاشقجي.
وردّا على سؤال عما إذا كان يثق في مصداقية التحقيق السعودي في عملية القتل التي وقعت في القنصلية السعودية في إسطنبول، شدد مستشار ترامب على أن واشنطن "تتلقى الحقائق من أماكن متعددة" و"سنحدد الرواية التي تتمتع بمصداقية".
وبشأن مدى ثقته في ولي العهد السعودي، ذكر كوشنر أن "أميركا تحاول إيجاد الحقائق"، قبل أن يعود إلى تأكيد أن "السعودية شريك مهم (..) لكن استراتيجيتنا بالشرق الأوسط لا تعتمد على السعودية، بل على متطلبات مصالحنا".
وأضاف: "لن نعمل أبدا مع كل من يعمل ضد مصالحنا الاستراتيجية والأمور قابلة للتغيير".
إلى ذلك، شكك رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة السابق، الجنرال مارتن ديمبسي، اليوم الإثنين، في صحة ما تقدمه السلطات السعودية من تبريرات، قائلا إنه من غير الممكن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لم يكن على علم بقتل خاشقجي، وفق ما أوردته وكالة "الأناضول".
جاء ذلك في تغريدة نشرها ديمبسي عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
Twitter Post
|
وقال ديمبسي في التغريدة: "احترم وزير الخارجية(السعودي) عادل الجبير. لكن ليس من الممكن على الإطلاق أن محمد بن سلمان لم يكن على علم بمقتل خاشقجي".
وأضاف أنه يجب أن "تتغلب القيم على المصالح الاقتصادية الآنية".
وكان عادل الجبير، نفى في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، أمس، أن يكون محمد بن سلمان على علم بحادثة مقتل خاشقجي.
وفي وقت سابق اليوم، أكد المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا عمر جليك، أن مقتل خاشقجي "جريمة قتل معقدة، تم التخطيط لها بوحشية".
وبعدما سرت تكهنات حول فحوى ما سيعلنه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان غداً للرأي العام المحلي والعالمي، قال جليك إن المزاعم عن حدوث مفاوضات بين تركيا والسعودية في إطار التحقيق في مقتل خاشقجي "غير أخلاقية"، مشدداً على أن "الوصول إلى حقيقة القضية مسؤولية تركيا"، التي وقعت الجريمة على أراضيها.
وأكد مستشار أردوغان أن "مرتكبي الجريمة، التي تم التخطيط لها بوحشية، بذلوا مجهوداً كبيراً لطمس آثار جريمتهم"، مضيفاً أن "نتائج التحقيق ستظهر إن شاء الله ويُحاسب المسؤولون، بحيث لن يفكر أحد مرة أخرى بارتكاب مثل هذه الجريمة"، بحسب "رويترز".
واختفى خاشقجي في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول بعدما دخل قنصلية المملكة في إسطنبول. وبعد أسابيع من نفي معرفة مصيره، قال مسؤولون سعوديون إن الصحافي البارز قُتل في عملية سارت على نحو خاطئ.
وكان أحد مستشاري الرئيس التركي، ياسين أقطاي، رفض في وقت سابق اليوم تأكيد السعودية أن خاشقجي قُتل في "شجار" داخل القنصلية السعودية، وهي واحدة من عدة روايات أوردتها الرياض عن اختفاء الصحافي.
وقال أقطاي إنه "لا يسع المرء سوى التساؤل كيف يمكن أن تنشب مشاجرة بالأيدي بين 15 شاباً مقاتلاً، وبين خاشقجي البالغ من العمر 60 عاماً، وهو بمفرده وأعزل".
وكتب أقطاي، وهو صديق مقرب كذلك من خاشقجي، في عمود في صحيفة "يني شفق" التركية: "إنها لا تفسر أياً من جوانب الواقعة وفقاً لكل المعلومات التي تم التوصل إليها - بل على العكس تقود لمزيد من الأسئلة". وأضاف "كلما فكرت في الأمر تشعر أن هناك من يهزأ باستخباراتنا".
وكتب أقطاي: "رواية العراك بالأيدي في ما يتعلق بمقتل خاشقجي سيناريو لُفّق على عجل فيما أصبح واضحاً أن كل تفاصيل الواقعة ستظهر قريباً".